يآرب هل تقبل توبتي
بقلم مصطفى سبتة
يآرب هل تقبل توبتي وتغفرلي
ما تغاليت فيه من كثرة الذنوب
يارب بقلب مخلص إني أتوب
إلى ربي وتغرقني الذنوب
و تحرسني ملائكتي و مني
تشن على شياطيني الحروب
تراك الروضة الخضراء عيني
بذكر الله تزدهر القلوب
و حسن الظن في ربي كبير
و نبض القلب شكي لا يشوب
و كنت أعيش في محيا ظلامي
بنور الله نسلكها الدروب
و ناري حوله و إذا يتوب
تفوح بجنة القلب الطيوب
و أعلن توبتي عنها و سهمي
الذي أرمي على هدفي الصيوب
و دمع الحزن يهمي من عيوني
و عني كل أشعاري تنوب
علمت إذا شروق الشمس يجري
بأن لها بمغربها الغروب
تميل إلى الزوال كمثل شمس
بحائطها الدنى تبدو الثقوب
ربيع الفكر حامله يتوب
و وجه الموت يا عمري المهوب
سعادته بحسن الذكر قلبي
على وجهي الحزين ترى الشحوب
بمبدئه تعالى إذ يتوب
بخاتمة الحياة هو الكسوب
تركت مفاتن الدنيا و قلبي
بحب الله في ديني يذوب
و أضحى من جديد مثلما قد
ولدت و قبله موتي يتوب
و روضته الجميلة إذ عليها
فقطر الخير يهمي أو يصوب
و شكي في يقيني لا يشوب
لنار الشوق في البعدالشبوب
لبيت الله حج القلب قبلي
بأمر الله تجتمع الشعوب
أصلي في مقامي أو أزكي
و سحر الحسن أكواني يجوب
و ربي لا عظيم أرى سواه
و يخضع في النفوذ له الربوب
و يعطي للورى كل العطايا
عطاء لا حدود له الوهوب
بحضرته ملاكي قال صدقا
و شيطاني غوى و هوى الكذوب
هي الدنيا الغرور و لا نتوب
تفاجئنا الخطايا والخطوب
لبدرك في ليالينا أفول
لشمسك زهرة الدنيا الوقوب
و أهوى أن أرى وجه الإله
بنور العين في أمدى الرغوب
أسير إلى مصائره و إني
بدرب العلم و العمل الدؤوب
حياتي تحسن الأذكار فيها
وما منه المنون جرى الهروب
و قرآني ربيع القلب أضحى
و تكشف طول حكمته الغيوب
سكرت بخمرة الأشواق قلبي
و كوبي من حلاوتها يكوب
و أعطي في ربيع الحب روحي
فداء القلب غادته الطروب
و أحيا إذ أموت به شهيدا
تغني لي بجنته اللعوب
حياة القلب شرع الله يغني
و ماء الجنة العلياالشروب
تفاجئنا المخاطر و الخطوب
و تظهر فوق جلدتنا الندوب
شهيد الحب يسمو في يديه
حسام الحق ما سقط الضروب
و قلبك من معين الحق يسقى
بقفر الكفر يدمى أو يلوب
ربيع الفكر بالإيمان يندى
و تلقى عند واحته الشطوب
بفتنتنا تصير الأرض بورا
شمال قدطغى وهوى الجنوب
سماوات المعالي يرتقي في
مداها أو مشارفها القطوب
و بحر الشعر يطمي الدر يعطي
يكون على جواريه الركوب
و تظهر قبل طاعتنا الذنوب
و تستر بعد معصية العيوب
و أمر التوبة الإنسان يغني
و فيه قبل رحلته الوجوب
زر الذهاب إلى الأعلى