بقلم د/ مروة حمودة
لا شئ علي هذه الأرض أثمن من أن تحظي بسلام نفسي يغنيك عن ضجيج الحياة ومهاترات النقاش والجدالات التي لا تثمن ولا تغني من جوع ولكن اسمحوا لي في البداية أن أخبركم عن مفهوم بسيط للسلام النفسي الذى أرى أنه حالة من السكينة والراحة العاطفية والعقلية بعيدا عن الأفكار المزعجة والعصف القاتل للذهن ولكن من أين تأتي تلك السكينة؟؟ ومن أين لنا بتلك الراحة؟؟؟ دوما أرى أن بداخلنا كل الإجابات وبداخلنا أعظم الإكتشافات تلك الراحة وهذه السكينة منا لا من غيرنا وبيدنا لا بيد الأخرين أولا يجب أن تنصتوا إلي نداء الخير بداخلكم لا باعث للسلام النفسي أكثر من أن تنصتوا لنداء الخير والحب بداخلكم ذلك النداء الذى بموجبه نقف مع الأخرين دون مقابل ذلك النداء الذى يجعلك تود الأخرين دون مقابل تعطف وتسعى لتخفيف الألام دون مقابل كلما إزداد إنصاتك لنداء الخير بداخلك وممارستك للخير كلما إزداد سلامك النفسي تلقائيا إذن فالدرجة الأولى من سلم السلام النفسي هو حب الخير وممارسته أما الثانية فهى تكفلك بذاتك وترك الأخرين وشأنهم إنه لشئ عظيم أن يتكفل المرأ بذاته ينظر لها كل يوم فيعرف ما لها وما عليها وما يريده وأن يقارن أمسه بيومه لا بيوم الآخرين أن يكن الإنسان في حاله لا يعنيه حياة الناس وما هم فيه ماذا عن هؤلاء الذين لا يتحدثون في شأنهم قدر ما يتحدثون في شأن الآخرين أولئك الذين مرضت نفوسهم فأنكبوا علي التصنت علي حياة الأخرين يشغلهم إرتباط تلك وطلاق هذا وخلافات هؤلاء لا يهدأ لهم بال إلا بعد أن يفتشوا في يوم الآخرين فلا يستفيدوا شئ سوى إنهاك طاقتهم وإستنزاف يومهم في مراقبة الآخرين سواء بدخول صفحاتهم علي مواقع التواصل الإجتماعي أو بالسؤال عنهم من خلال المقربين لهم أو ربما هناك من يسأل عنا ليعرف أخر ما وصلنا له وليس للإطمئنان علينا كل هذا لا يجدى سوى مزيد من الإرهاق والمقارنات التي تولد الحقد والكراهيه إذن فالدرجة الثانية من السلام النفسي هو أن تنشغل بذاتك وتدع الآخرين وشأنهم أما عن الثالثة فهي ممارسة التأمل تلك التى لا تزيد فقط من سلامك النفسي بل وتحد أيضا بشكل فعال من توترك وقلقك عليك أن تجلس في غرفتك أو في مكان ما ترغب فيه مغمضا العين ومستقيم الظهر وتبدأ في أخذ انفاسك بشكل هادئ شهيق وزفير لمدة 10 دقائق وبحد أقصى نصف ساعة ولا تفكر في شئ سوى ذاتك وكأنك في جلسة إسترخاء وحالة من خصام ضجيج الحياة أما الدرجة الرابعة من سلم السلام النفسي فهي توقفك التام عن تذكر أخطائك وإخفاقاتك ما حدث قد تم بالفعل ولن يفيده الندم ولن تصححه كلمة “لو” لذا يجب ترك ثقافة البكاء علي اللبن المثكوب فالعمر يعاش مرة ومن الغباء إستهلاكه في البكاء والعويل الذي لا يخلق من العدم أما الخامسة والأخيرة فهي الثقة بالنفس وعدم الإهتمام بأراء الأخرين مادام بداخلك اليقين بالله فلا تبالي بما يقال عنك ولا تتخذ من أرائهم إلا ترابا تحت قدمك تلك الألسنة التي وجهت سهامها نحوك ما كانت لتوجه لولا أن لك قيمة وشأن عظيم يؤلمهم ويكدر عليهم حياتهم هؤلاء الذين إنتقدوا فيك إجتماعيتك وحب الأخرين لك وعللوا ذلك بالقيم والمبادئ ودوا لو يحبهم الناس شئ من حبك ويكون جوارهم البعض من جوارك تلك التي ترى في ملابسك مجالا للحديث عنك وبث سمومها من باب الدين والتدين ودت لو تبلغ شئ في اناقتك وإهتمامك بنفسك وأن تتيح لها الحياة أن ترتدي ما إرتديتي ذلك الذي يخبرك دوما عناد أطفالك ويرهقك نقدا لهم ولطباعهم ود لو أن تبلغ أطفاله شئ في ذكاء أطفالك وتفوقهم الدراسي لكنه العجز والحقد الدفين الذي يجعل من ذوات الدونية ومرضى الإنشغال بالأخرين يتخذوا من أنفسهم ألهة علي الأرض تحكم علي خلق الله وتحدد أخلاقهم حسب أهوائهم إذن ثق بنفسك ولا تبالي وردد دائما أن ما فوق التراب تراب لطالما بينك وبين الله تعلم من أنت ومن تكون جملوا حياتكم وساعدوا أنفسكم علي رؤية جمالها والإستماع به قدر المستطاع مارسوا كل ما هو إيجابي لأجل سلامكم النفسي الذي بالطبع ينعكس بالإيجاب علي صحتكم النفسية
زر الذهاب إلى الأعلى