مقالات وتقارير

وماذا بعد الانتحار…. كتب ‫/‬آحمد فوزي‬

وماذا بعد الانتحار
كتب ‫/‬آحمد فوزي‬

الانتحار
هو فعلٌ يقتضي إنهاء الشخص لحياته بكلتا يديه عمداً مهدراً بذلك حقه في

الحياة، والتي يعتبر أقدس حقوق الإنسان على الإطلاق، ويعتبر الانتحار

جريمةً دافعها الأساسي اليأس والاضطرابات النفسية،

ما كان الانتحار علاجًا ولن يكون، فالانتحار حرام بكل صوره وأشكاله،

وليس دواءً يوصَف للمُعضلات والمُشكلات، بل داءً يسبِّب الانتكاسة والحرمان من الجنة، ويجلب سخط

الرب تبارك وتعالى؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((تَداوَوْا، ولا تَداوَوْا بحرام))،

وقال عليه الصلاة والسلام: ((ما جعل الله شفاءكم فيما حَرَّم عليكم)).

أصبح الانتحار من الظواهِر المنتشِرة في الفترة الأخيرة، حيث تشير التقارير

والدِّراسات إلى أنَّها في تزايدٍ مستمر
تُطالعنا وسائل الإعلام المرئيّة

والمسموعة و المقروءة باستمرار بأخبار حوادث الانتحار التي تحدث بين الحين

والآخر في مجتمعاتنا والحقيقة أنّ المؤشّرات والإحصاءات تدلّ على أنّ

حوادث الانتحار تزداد بصورةٍ كبيرة في مجتمعاتنا ولكن من دون أن تشكّل تلك

الحوادث ظاهرةً فعليّة كما يحصل في الغرب،

يعرف العلماء الانتحار بانه قتل الانسان نقسه وآزهاق روحه باستخدام اساليب عديدة

فمن النّاس من ينتحر ملقيًا نفسه من ارتفاعٍ شاهق، أو متناولًا لمادّة سامّة

تؤدّي إلى الموت، أو مستخدمًا لأداة حادّة قاتلة مثل السكّين أو الخنجر أو

غير ذلك من الأدوات.
او إطلاق العيارات الناريّة، أو من خلال

تفجير نفسه باستخدام القنابِل، كما يمكن تناوُل المواد الكيميائيّة مثل

الأدوية أو المنظِّفات الكيميائيّة وكلّها تسبب الوفاة، أو يمكن قطع الشرايين

التي تغذي الجِسم بالدَّم مما يؤدي إلى نزفٍ لكميّاتٍ كبيرةٍ من الدَّم، أو يمكن

شنق النفس باستخدام حبل أو سلك، أو أية طرق أخرى تقضي على الحياة.

أسباب ظاهرة الانتحار إنّ لظاهرة الانتحار أسبابًا يتذرّع بها المنتحرون

ومنها نذكر: الحالة الاقتصاديّة السيّئة التي تمرّ بالنّاس في مرحلةٍ معيّنة من

مراحل الحياة؛ فالوضع الاقتصادي الصّعب قد يُشكّل ضغطًا على النّاس

وخاصّة حينما يجدون أنفسهم غير قادرين على تلبية متطّلبات الحياة

وتأمين قوت عيالهم، فيجدون أنفسهم في محكّ صعبٍ وفتنةٍ كبيرة، فإمّا أن

يصبروا على ذلك ويتحلّوا بالإيمان الذي يجعلهم يتجاوزون تلك المراحل الصّعبة

في حياتهم، وإمّا أن يجدوا أنفسهم فريسةً للضّعف والأمراض النّفسيّة التي

تؤدّي بهم إلى التّفكير بالانتحار والتّخلص من الحياة . ضعف الوازع

الدّيني؛ فالوازع الدّيني بلا شك يقي الإنسان من التّفكير في الانتحار ومهما

كانت أسبابه لعلمه بحرمته وجرمه عند الله
انعدام الوازِع الديني، فعندما يفتقر الشخص إلى الإيمان بالله تعالى وبأنَّ

هناك يوم حساب، وأنَّ الإقدام على أذيَة النفس محرّمة بكافة الأشكال والطرق

مهما كانت صغيرة، فهذا يجعله يرى من إنهاء حياته انتهاءً لمشاكله وهمومه.

المشاكِل النفسيّة مثل الاكتئاب أو العزلة والابتعاد عن الناس، فكثيراً ممن

يقدمون على الانتحار يكون السبب عدم الشعور بالأهمية، وبعدم رغبة من

يحيطون بهم بوجودهم، والتعرّض للضغوطات النفسيّة المختلفة. المشاكل

الاجتماعية مثل البطالة وعدم إيجاد فرص عمل، والفقر الذي يُخيّل لصاحبه

أنّه بذلك يتخلّص من هم الفقر وخاصةً إذا كان يعيل عائلته، أو التفكك الأسري

وكثرة المشاكِل في الأسرة، والفراغ الذي قد يقود صاحبه إلى الشّعور بعدم

أهمية الحياة لعدم وجود أية أهدافٍ فيها تشجِّعه على العمل والانطلاق نحو

الحياة. تعاطي المخدِّرات التي تهيّء للمدمن أموراً غير ما هو في الواقِع، كما

أنّ حاجة المدمن إلى المخدِّرات أحياناً وعدم توافرها يسبب له حالةً نفسيةً

وجسديّةً سيئة مما يدفعه إلى الإقدام على الانتحار للتخلّص من هذه الآلام.

تناوُل بعض الأنواع من الأدوية التي تسبب الهلوسات للشخص وتخفف له

من حدّة ما هو مقدم عليه.
محاربة ظاهرة الانتحار على المجتمع و

أن تحرص على تأمين الحياة الكريمة للنّاس، وكذلك أن تبثّ المواد الإعلاميّة

التي تحمل رسائل تربويّة وأخلاقيّة تحثّ على معاني الصّبر والإيمان بعيدًا

عن الرّسائل التي تبثّ الخوف في صفوف النّاس من المستقبل وتقلّبات

الزّمان.

وماذا بعد الانتحار كتب ‫/‬آحمد فوزي‬

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى