وقفه في حياة الصحابى أبو إمامه ” الجزء الثانى “
وقفه في حياة الصحابى أبو إمامه " الجزء الثانى "
نكمل الجزء الثانى ومع الصحابى الجليل أبو إمامه الباهلى، وإن من الخصال التي اشتهر بها ابو امامة الباهلي الصبر وكتمان المصيبة، وعدم الشكوى للناس، والشكر على النعمة، كان صبارا شكورا يتسع قلبه لهموم اثقل من الجبال، ولكنه يتحملها بايمان لأنها مقدرة عليه، ولم تكن الدنيا تساوي عنده شيئا لذلك عاش معرضا عنها غير راغب فيها، ولقد كان ابو امامة ممن بايعوا النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، بيعة الرضوان تحت الشجرة يوم صلح الحديبية في السنة السادسة من الهجرة، وقال ابو امامة: يا رسول الله، انا ممن بايعك تحت الشجرة.
فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم: “انت مني وانا منك” وكان ابو امامة مفهوها بالعلم، مشغوفا بالمعرفة، وما ان يسمع كلمة من رسول الله صلى الله عليه وسلم، الا ويحفظها عن ظهر قلب، ولما سئل عن سر تفضيله العلم على العبادة قال: ذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم رجلان، احدهما عابد والآخر عالم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فضل العالم على العابد كفضلي على ادناكم، ان الله وملائكته واهل السموات حتى النملة في حجرها وحتى الحوت ليصلون على معلم الناس الخير.
وقال أبو أمامة رضى الله عنه، أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم، بيدي ثم قال لي: ” يا أبا أمامة، إن مِن المؤمنين مَن يَلين له قلبي” وكان كثير الصيام هو وامرأته وخادمه، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ” عليك بالصوم، فإنه لا مِثل له” وقد جاء رجل إلى أبي أمامة وقال: يا أبا أمامة، إني رأيت في منامي الملائكة تصلي عليك، كلما دخلت وكلما خرجت، وكلما قمت وكلما جلست، قال أبو أمامة: اللهم غفرا دَعونا عنكم، وأنتم لو شئتم صلّت عليكم الملائكة، ثم قرأ قول القرآن :”(يا أيها الذين آمنوا اذكروا اللّهَ ذِكراً كثيراً وسبحوه بُكرة وأصيلاً، هو الذي يُصلي عليكم وملائكتهُ ليُخرجَكم مِن الظلمات إلى النورِ وكان بالمؤمنين رَحيما ”