بقلم ابراهيم عطالله
نحتاج بين حين والآخر إلى وقفة حقيقية مع الذات، نراجعها ثم نلومها “ولا نجلدها” ثم نتصالح معها لكي نرمم ما اعتراها من تقلبات الحياة. والوقفة مع الذات حالة وجدانية، تارة تفرضها الظروف المحيطة بنا وتارة نختارها نحن طمعاً بشعور أفضل وسعياً إلى حياة أمثل.
وأجمل الوقفات مع الذات عندما تكون لأجل أشخاص نحبهم ونحرص على طبيعة علاقتنا بهم، حيث تنطوي تلك الوقفة على حالة من الحميمية تدل على عمق العلاقة والحرص على ذلك الآخر الذي يستحق ألا نخسره.
إن هذه الوقفة تتطلب حشد المشاعر والأحاسيس الصادقة مع تحييد المنطق وتأخير المحاكمات العقلية لمرحلة أكثر نضوجاً، فالوجدانيات لا تتفق مع المنهجيات ولا تنسجم مع العقلانية في بدايات تشكلها، فضلاً عن أن العقلانية تفسد بريق المشاعر العفوية الصادقة.
وإذا ما تأكدنا من حبنا لذلك الآخر عبرنا عنه بعفوية ودون قيود، وهنا أمثلة على وقفات تدل على سحر الوجدان الصادق:
راجع علاقتك بإبنك وتأكد من صدق مشاعرك تجاهه وقل له “أنا أحبك لأنك ابني وهذا سبب كاف لكي أقبلك كما أنت”.
تأكد من حبك لزوجتك وأخبرها بصدق بأنك تراها الأجمل والأفضل في كل شيء.
اتصل بصديق قديم وذكره بأوقات جميلة قضيتها بصحبته وهي مناسبة أيضاً لتقول له “اشتقت لمجالستك”.
إذا كانت والدتك على قيد الحياة بادر فوراً بزيارتها لتخبرها بأنك ترى الجنة تحت قدميها.
إذا كان والدك على قيد الحياة سارع واصحبه للتنزه وأخبره بأنك اشتقت لسماع قصص إنجازاته.
تذكر شخصاً أسدى لك معروفاً وتواصل معه فقط لتخبره بأنك ممتن له.
راجع نفسك واقبلها كما هي وقدم وعداً لها بأنك ستبذل جهداً مناسباً لكي تصبح أفضل وابذل جهداً في ذلك.
ثم تذكر تقصيرك مع الله وأستغفره وأسأله الفردوس الأعلى ولا تبخل على نفسك بالتضرع والدعاء.