وصية أب لإبنته عند الزواج
بقلمي خبيرة الاتيكيت د. شريهان الدسوقي
كثيرا منا يسمع عن نصائح الام لابنتها قبل الزواج لتعيش حياه سعيده لكن هل منكم سمع بنصيحة الأب لابنته وكم هي مهمة لكل فتاه اليوم ان تسمعها لتعمل بها لانها من قلب رجل وصى عبد الله بن جعفر بن أبى طالب ابنته فقال : إياك والغيرة فإنها مفتاح الطلاق ، وإياك وكثرة العتاب فإنه يورث البغضاء “أى الكراهية” ، وعليك بالكحل فإنه أزين الزينة ، و أطيب الطيب الماء . وصية أب لأبنته ليلة زفافها ابنتى . . . اليوم تنتقلين إلى يدين غريبتين . . . فى هذه الليلة سيظللك سقف غريب فى بيت رجل غريب. فى هذه الليلة سأقف فوق سريرك النظيف فى بيتى فأجده خاليا من ثنايا شعرك الأسود الذى يفوح منه عطرالطهارة فوق وسادتك البيضاء. و قد تنهمر الدموع من عينى لأول مرة فى حياتى ، فاليوم يغيب عن عين ى وجه ابنتى ، ليشرق فى بيت الرجل الغريب الذى لا أعرفه حق المعرفة خيره من شره. اليوم ينتقل شعورى وتنتقل أحاسيسى إلى أهل أمك يوم سلمونى ابنتهم و هم يذرفون الدموع ؛ كنت أظنها دموع الفرح أو دموع تقاليد أهل العروس ، و لم أعرف إلا اليوم أن ما كان ينتابهم هو نفس ما ينتابنى الآن ، و أن ما يعذبنى هذه الساعة كان يعذبهم ، و أن انقباض قلبى فى هذه اللحظة و أنا أسلمك إلى رجل غريب كان يداهمهم أيضا. و صدقينى يا بنيتى إنه لو كان لى ، يوم تزوجت أمك ، شعور الأب ، لأفنيت عمرى فى إسعادها ، كما أحب أن يفنى زوجك عمره فى سبيل إسعادك. ابنتى . . . فى هذه اللحظة أندم على كل لحظة مضت ضايقت أمك فيها . . اليوم أجاوز الحاضر و أجابه المستقبل ..و أتمثلك واقفة أمامى تقولين << زوجى يضايقنى يا أبى >> فماذا أفعل ؟ أسأل الله ألا ينتقم منى بك ، و الله غفور رحيم . و الآن . دعينى أضع أمام عينيك الحلوتين بعض النقاط التى يحسب الرجل أنها توفر له السعادة فى بيته الزوجى . الرجل _ يا صغيرتى _ يحب الأمجاد و يتظاهر بالثراء و النجاح ، حتى و لو لم يكن ثريا قط، فلا تحطمى فيه هذه المظاهر ، بل وجهيها بحكمتك و لطفك و حسن تصرفك و الرجل يا _ فلذة كبدى _ يفاخر دائما بأن زوجته تحبه ، فاحرصى على إظهار حبك أمام أهله بصفة خاصة . و الرجل _ يا قرة عينى _يفخر أمام أهله بأنه قد انتقى زوجة تحبهم و تكرمهم ، فاكرمى أهل زوجك ، و استقبليهم أحسن استقبال . و بعد . . يا بنيتى . . إذا ثار زوجك فاحتضنى ثورته بهدوء ، و إذا أخطأ داوى خطأه بالصبر ، و إذا ضاقت به الأيام فليتسع صدرك لتسعفيه على النهوض . . و لا تنسى _ يا عمرى _ أنك إكليل لزوجك ، بيدك أن يكون مرصعا بالدر و الياقوت على هامته ، أو أن يكون من الشوك يدمى رأسه و رأس أبيك ، إن لم تحافظى على شرفك له دون سواه . بنيتى . . . كونى له أرضا مطيعة يكن لك سماء ، و كونى له مهادا يكن لك عمادا . و احفظى سمعه و عينه فلا يشم منك إلا طيبا ولا يسمع منك إلا حسنا و لا ينظر إلا جميلا . . . وكونى كما نظم شاعر لزوجته قائلا : خذى منى العفو تستديمى مودتى * ولا تنطقى فى ثورتى حين أغضب ولا تكثرى الشكوى فتذهب بالهوى * فيأباك قلبى والقلوب تقلب