هوية القراءة للانسانية فى أزمنة العولمة و الانفتاحية
مقال أد/منى فتحى حامد
للانسانية أحقية فى التعايش تحت راية السلام و الأمان ، لها الشمولية
بأن تصان كرامة الشعور و الوجدان ، احترام الذات لرغبات العقل و
التواصل و التعلم من أولى الألباب .
ففى عصرنا الحالى نتطلع يومياً إلى كل جديد من ابتكار و ابداع و تنوع ثقافات و خبرات .
نرتقى بالفضليات و المثاليات فى شتى الميادين و المجالات ، نستمد الروح
الإيجابية للحلول و علاج مشكلاتنا عن طريق النقاش و النقض نحو
الأصلح و الآسمى تحت ظل لغة الحوار و المشاركة و تقبل الآراء .
لكن أحيانا لن يتواكب مع آراءنا و شخصياتنا بعض الأفراد ، فمنهم من
يصاب بالغرور و الكبرياء و ينظر إلينا بقلة الروح و الكيان و سخرية أو
استعباد ، أو التمرد على همساتنا و الانكار ، و منهم من يهمل و يتجنب
الإنصات إلينا أو حتى الاستماع ، و آخرين يشعروا بتواجدهم معنا بإهدار
أوقاتهم الثمينة فى حد الهلاك و الضياع ، و آراء عديدة أخرى متنوعة لا حصر لها .
عن تلك الأقاويل و الأفعال ينمو حس العزلة و الاكتئاب نحو هؤلاء
الأشخاص الأوفياء ، القادرين على النجاح و التعايش بولاء و نبوغ و
ازدهار ، النابع من عقولهم و أفئدتهم الإصلاح و الخير و التقدم لكل
انسان على كوكبنا ، ليصبح خيراً للبشرية و لكل انسان .
نجد أن هؤلاء أكثر حساسية و شعوراً من الانسان العادى ، يصيبهم
الخجل من أقل شئ ، مع ازدياد الفطنة و الاحساس بالمحتاجين و
الرحمة و الرأفة مع كل كائن حي .
لذلك اتجهوا إلى القراءة ، على أساس أنها الحل لحفظ كرامة الانسان ،
نعم فهى خير العلاج للخروج من الوحدة أو العزلة ، و تجنب الأفكار
المسيئة للمرأة ، على انها كيان سلبى لا أحقية لها بالتواجد بالرأى أو
الحوار . أو لاختلاف العقائد و الثقافات من دولة لأخرى ، و من مجتمع
لآخر .
بل الابداع و الثقافة بالتطلع على ثقافات و حضارات الغير ، فالقراءة و
الاطلاع عن طريق الكتب و المجلات و الجرائد و عن طريق البحث بمواقع
السوشيال ميديا و الوسائل المتعددة المرئية و السمعية .
حقاً الكتاب خير جليس ، والكتاب هو المخلص العطاء بدون مقابل و
أفضل ونيس ، و القراءة نعمة من نعم الدنيا ، بها نتعلم و نرتوى من أنهار
جماليات كلماتها ، و تجارب مبدعيها و أدبائها .
فالقراءة جميلة ، متنوعة شاملة لجميع الأعمار و بتنوع اللهجات و
بمختلف الشعوب و الأوطان ،تعمل على انفتاح العقل و اتساع مدارك
الذهن ، مما يؤدى للقابلية و اتساع الصدر و قدرة الفهم و الاستيعاب و
الحب و السكينة ، عند تلقى و تبادل الأفكار بين جميع المشتركين فى
الحوار على موضوع ما .
فيجب علينا احترام آراء الغير و الاستماع إليها ، مع أخذ ما يتناسب معنا
منها و يتوافق مع مبادئنا و صفاتنا و مداركنا .
و نتساءل ما أهمية القراءة إلينا ؟
1 – التعلم و التعليم و الارتقاء و إفادة و اتساع مدارك الذات و مفاهيم و
رؤى الغير .
2 – اكتساب الروح و النفس البشرية الهدوء و الاطمئنان لخلق مجتمع
سوى قوى البنية و البنيان .
3 – الترابط و الوحدة و النجاح و التقدم للأمام .
4 – الاعتماد على الذات و القدرة على اتخاذات القرارات .
5 – خلق أجيال واعية مثقفة جيدة للبحث و للاطلاع دون تواكل أو خمول
، بل نشاط و حركة و اتزان .
6 – التكيف و التعايش مع مصاعب الحياة بهدوء و محاولة تحديد الطرق
الايجابية و اتباعها للتغلب على تلك المشكلات .
7 – الحفاظ على مشاعر التعامل مع الانسان ، حتى يتجنب الشعور
بالتطفل أو بالإثراء على التواجد للانصات إليه و الاستماع ، خاصة بين
الأجيال المختلفة ، مما يجتمع بها الكبار مع الصغار ، فكل منهم له وجهة نظر مختلفة عن الطرف الآخر .
8 – القراءة تعمل على تهذيب و تحسين سلوك الفرد ، و خلق مجتمع
سوى قادراً على النجاح بالعزيمة و الصبر و الإصلاح .
9 – بالقراءة أحيانا نهرب من واقعنا و نتعايش مع الخيال ، مما يثرى علينا
البهجة و الهناء و تواجد الابتسامة و الحنان و الانتماء .
*فالعلم بجانب الثقافة و الاطلاع الدائم ، يكسبنا التكيف و ال
تعامل مع كل ما هو جديد فى ظل عصر العولمة و الانفتاحية ، و التطور
الذهنى و الوجدانى و الاستفادة بأكثر نجاح فى أقل وقت ممكن ، لخلق
مجتمعات متقدمة ،خالية من أى مشكلات تعليمية آو اقتصادية أو
اجتماعية ، أوطان تدرك حقاً قيمة الانسان ، و كيف تحتوى الانسانية و
تخطو بها نحو أسمى مسميات الشعور بالانسان .
زر الذهاب إلى الأعلى