هل يمكنك الإجابة عن هذا السؤال
بقلم/رافع آدم الهاشمي
أَهلاً بك للمرَّةِ هذهِ أَيضاً، قبلَ أَن أَبدءَ مقاليَ هذا معك، أُحِبُّ أَن أُخبرَك بحقيقتينِ مُهمَّتينِ جِدَّاً، هُما:
الَحقيقةُ الأُولى: ما دُمت أَنَّك هُنا الآنَ، فهذا دَليلٌ قاطِعٌ على أَنَّ قلبك طاهِرٌ نقيٌّ يُريدُ معرفةَ الحقائقِ الخافيةِ عنك؛ طلباً مِنك التعبُّد الصَّحيح إِلى اللهِ الإِلهِ الخالقِ الحَقِّ، وَ هذا بحَدِّ ذاتهِ أَيضاً، يَدلُّ على أَنَّ صِدقَ نواياك في طلبِ التعبُّدِ الصَّحيحِ إِلى اللهِ هُوَ الّذي جعلَ فِطرتَك الإِنسانيَّةَ السليمَةَ تقرأُ ما هُوَ أَمامك طيَّ مقاليَ هذا، فليكُن قلبُك الطاهِرُ النقيُّ مُطمئِنَّاً؛ فأَنت الآن على بدايةِ الطريقِ الصَّحيحِ نحوَ التعبُّدِ الصَّحيحِ إِلى الله.
الحقيقةُ الثانيةُ: أَنَّ هذا المنبرَ التوعويَّ الّذي أَنت الآنَ فيهِ؛ هُوَ مِنبرٌ حُرٌّ نزيهٌ بكُلِّ معنى الكلمةِ بحذافيرِها؛ إِذ لو لَم يكُن حُرَّاً نزيهاً صادِقاً، ما وجدت أَنت هذا المقالَ على صفحاتهِ أَبداً، وَ ما دُمت أَنَّك وجدت على صفحاتهِ مقاليَ هذا وَ غيرها مِن مؤلّفاتيَ الأُخرى، فاعلَم (ي) أَنَّك في أَحضانِ أُسرةٍ إِنسانيَّةٍ طيِّبَةٍ تُريدُ لك الخيرَ الوَفيرِ كُلِّهِ وَ كُلَّ الخيرِ الوفيرِ، أُسرَةٌ عناوينُها الرئيسيَّةُ هيَ المسؤولينَ وَ المسؤولاتُ فيها معَ الْمُحرِّرينَ وَ الْمُحرِّراتِ وَ الكاتبينَ وَ الكاتبات، فهنيئاً لك وجودك في أَحضانِ الأُسرَةِ الإِنسانيَّةِ الطيِّبَةِ هذهِ، وَ شَرفٌ لي وجوديَ عضواً فاعِلاً فيها؛ لأَبقى خادِماً أَميناً لك وَ لَهُم وَ للجميعِ على حَدٍّ سواءٍ، في توعيتك وَ توعية الآخَرينَ؛ بما يجلِبُ لك وَ للبشريَّةِ النفعَ عاجِلاً وَ آجلاً معاً، وَ بما يدفعُ عنك وَ عنها الضررَ بكُلِّ تأَكيدٍ دونَ أَدنَّى شَكٍّ فيهِ مُطلقاً.
وَ أَبدأُ مقاليَ هذا، فأَقولُ:
الأَشياءُ الخَطيرَةُ في حياتك كثيرَةٌ جِدَّاً، إِلَّا أَنَّ الأَخطرَ مِنها هُوَ أَنَّ عقلُك وَ قلبُك يجهَلُ هذهِ الأَشياءَ الخَطيرَةَ وَ تبقى بصيرتُك غافلةً عَنها، وَ مِن غفلتك هذهِ تبدأُ عمليَّةُ انهيارك، وَ تُعِلُنُ في صَمتٍ ساعةُ عَدِّك التنازليِّ دقائقها نحوَ الهَاوية، وَ هكذا يُريدُك سُفهاءُ الدِّينِ كَهنةُ المعابدِ الْمُتأَسلمينَ لا الْمُسلمينَ، وَ لَن تقومَ لِمُجتمعاتِنا قائمةٌ أَبداً طالما بقيَت مُجتمعاتُنا بما فيهِ هيَ الآنَ؛ فَما دُمنا نعيشُ في مُجتَمَعٍ غالبيِّتُهُ يَفتَقِدُ الثقةَ باللهِ وَ بنفسهِ أَيضاً، وَ يَضَعُ مقاليدَ آخرتهِ وَ دُنياهُ في أَيدي سُفهاءِ الدِّينِ كهنةُ المعابدِ الْمُتأَسلمينَ لا الْمُسلمينَ، جاعِلاً مِنهُ خروفاً مُطيعاً لَهُم بأَدنى مُستوياتِ الطاعةِ العَمياءِ، فسَنرى المزيدَ مِنَ الاِنحِطاطِ الأَخلاقيِّ الْمُشينِ، وَ سَنشهَدُ المزيدَ مِنَ الفسادِ وَ الإِفسادِ في البلادِ وَ العِبادِ على حَدٍّ سواءٍ!
وَ قَد كذبَ مَن قالَ إِنَّ الدِّينَ أَفيونُ الشعوبِ؛ بَلْ أَنَّ الجهلَ، كانَ وَ لا يزالُ وَ سيَبقى هُوَ لا سِواهُ: أَفيونُ الشعوبِ.
– في مُجتمعاتِنا، فإِنَّ أَغلَبَ العُقولِ العَربيَّةِ دَعَستها سيَّارَةٌ جَرَبيَّةٌ مِنَ الطِرازِ الأَخلاقِيِّ الفاسدِ الْمُميتِ! وَ ما أَكثرُ الْمُحبطينَ وَ الْمُحبِطاتُ في مُجتَمعاتِنا الْمَليئَةِ بالْمُنافقينَ وَ الْمُنافِقاتِ أَتباعُ سُفهاءِ الدِّينِ الْمُتأَسلمينَ لا الْمُسلمينَ؛ الّذينَ دِينُهُم الكَذِبُ وَ الغَدرُ وَ الخيانةُ.
الوَردَةُ إِن كانت تُحيطُها القمامَةُ ستذبُلُ ثُمَّ تموتُ بعدَ ذلك، جَرِّب (ي) أَنت بنفسك وَ ستتأَكَّد (ين) مِن هذهِ الحَقيقةِ بشكلٍ ملموسٍ، وَ هكذا نحنُ الْمُبدِعونَ الصادِقونَ أَصحابُ الهِمَمِ العاليةِ، حينَ نكونُ في مُجتَمعاتٍ أَكثرُ مَن فيها لا يَعرِفونَ في قلوبهِم شيئاً غيرَ الْحَسَدِ وَ الْحِقدِ وَ الكَراهيَّةِ، فإِنَّنا نذبلُ، ثُمَّ بعدَ ذلكَ نموتُ، وَ إِن كُنَّا لا نزالُ نسيرُ في الطُرقات.
هل سأَلت أَنت نفسك يوماً:
– لماذا في زمنِ جَدَّاتِنا كُنَّا نشعرُ بالسَّعادَةِ رُغمَ عدمِ وجودِ التطوُّرِ التكنولوجيِّ الموجودِ في زماننا اليومَ وَ ما عُدنا نشعرُ بتلكَ السَّعادَةِ الآن؟
أُجيبُ قائِلاً:
– حينها كانَ دِفءُ الْحُبِّ الحَقيقيِّ يُشعِرُنا بالأَمانِ وَ بحلاوَةِ الحياةِ، أَمَّا اليومَ فقَد باتَ الكَثيرونَ مُقَنَّعونَ بقِناعٍ زائفٍ وَ لا يَبحثونَ إِلَّا عَن مصالِحِهم بوَهمٍ خدعوهُم بهِ كَهنةُ المعابدِ سُفهاءُ الدِّينِ الْمُتأَسلمينَ لا الْمُسلمينَ مِن ذوي العَمائمِ وَ اللحى وَ مَن حذا حذوهم مِن أَتباعِهم وَ أَذيالهِم أَيَّاً كانوا، فانسلَخوا بذلكَ مِن إِنسانيِّتَهِم وَ ما عادَت للحياةِ حلاوتها على رَغمِ ما فيها مِن تطوُّراتٍ!
رُغمَ ما أُعانيهِ مِن قُيودٍ وَ أَغلالٍ، وَ ما أُقاسيهِ مِن آلامٍ وَ أَحزانٍ، مِمَّا لو أَفصحتُ بقليلٍ مِنهُ إِليك؛ لأَرعبك ما فيهِ مِن حقائقٍ خافيةٍ عنك على غِرارِ تلكَ الحقائقِ الخافيةِ الّتي تعمَّدَ الْمُجِرمونَ إِخفاءَها عنَّا مُنذ قرونٍ طويلةٍ، دُونَ أَن يُرعِبُني شيئاً منها أَبداً، وَ لا يزالُ البعضُ منَ الغافلينَ وَ الغافلاتِ في يومِنا هذا، يكونونَ أَداةً بأَيدي أُولئك الْمُجرمين، الّذين هُم كهنةُ المعابدِ سُفهاءُ الدِّينِ الْمُتأَسلمينَ لا الْمُسلمين، بعضُ هذهِ الأَدواتِ لا يُريدونَ معرفةَ الحقيقةِ وَ كشفها للآخرين؛ ليسَ لأَنَّ قلوبَهم فسدَت وَ خَبثت، بل لأَنَّ قلوبهم ضعيفَةٌ خاويةٌ لا تتحمَّلُ أَن تعيَ أَنَّها كانت مَطيَّةً للمُخادعينَ طوالَ حياتها الماضية! لهذا، فأَنا أُجابِهُ الكثيرَ مِنَ المصاعِبِ وَ المتاعِبِ في إِيصالِ الحقائقِ إِليك، من بينها: أَنَّ كثيراً مِن أَصحابِ الصُحفِ الّتي تدَّعي النزاهةَ الفِكريَّةَ أَمامَ قُرَّائها (وَ لا زالت تدَّعيها حتَّى الآنَ)، وَ كنتُ أَظنُّها صادقةً في ادِّعائها ذاكَ بخصوصِ نزاهتها الفكريَّةِ تلك، وَ الّتي كانت تحتضِنُ بعضَ أَشعاريَ وَ شيئاً مِن مقالاتيَ التنمويَّةِ الهادفةِ، ما أَن بدأَتُ بكشفِ حقيقةِ تحريفِ القُرآنِ الموجودِ بينَ أَيدينا اليومَ، وَ مؤكِّداً بالأَدلّةِ القاطعةِ وَ البراهينِ الساطعةِ على:
أَوَّلاً: أَنَّ هذا القُرآن ليسَ هُوَ القُرآنُ الأَصيلُ الّذي أَوحاهُ اللهُ تعالى إِلى جَدِّيَ النبيِّ الصادقِ الأَمينِ مُحمَّد بن عبد اللهِ الهاشميِّ (عليهِ السَّلامُ وَ روحي لَهُ الفِداءُ).
وَ ثانياً: أَنَّ الفتاوى الفقهيَّةَ الّتي أَصدرَها أَو يُصدِرُها الفُقهاءُ الأَبرارُ رضوانُ اللهِ تعالى عليهم أَجمعين أَو حتَّى تلك الّتي أَصدرَها أَو يُصدِرُها السُّفهاءُ الأَشرارُ أَيضاً، الْمَبنيَّةُ على آياتِ هذا القُرآنِ الموجودِ بينَ أَيدينا اليومَ، هيَ فتاوى في أَغلبها تُخالِفُ الواقعَ الإِلهيَّ الصحيحَ، وَ في بعضِها القليلِ مَحلُّ نظرٍ وَ تأَمُّلٍ وَ تحقيقٍ وَ تدقيقٍ.
وَ ثالثاً: أَنَّ اللهَ وَ الأَنبياءَ جميعاً مُنزَّهونَ مِن أَيِّ شَينٍ وَ أَنَّ سببَ مصائبِ البشريَّةِ وَ تعاستها هُوَ التحريفُ الموجودُ في هذا القُرآنِ الْمُخالِفِ للقُرآنِ الأَصيلِ فجاءَنا بما فيهِ مِن تحريفٍ طوالَ هذهِ القرونِ دونَ أَن يعلَمَ الفُقهاءُ الأَخيارُ السابقونَ أَوِ الحاليِّونَ حقيقةَ التحريفِ فيهِ؛ ليسَ ضَعفاً منهُم في الفَهِم، وَ إِنَّما لأَنَّهُم جعلوهُ مُقدَّساً خارجَ حدودِ التحقيقِ وَ التدقيقِ، ممّا جعلَهُم يستخدمونَ العقلَ وسيلةً لفهمهِ بشتَّى الأَوجهِ غيرَ المقنعةِ لنا و لهم على حَدٍّ سواءٍ فيما يخصُّ مواضعَ التحريفِ وَ التناقُضاتِ الواردةِ فيهِ، بدلاً مِن أَن يجعلوا العقلَ حاكماً عليها يُعلِنُ صراحةً قرارَهُ الحاسِمَ دُونَ أَن تأَخذُهُ في اللهِ لَومَةُ لائمٍ أَبداً.
ما أَن بدأَتُ بالتأَكيدِ على هذهِ الحقائقِ الثلاثِ الواردةِ في أَعلاه، حَتَّى أَعلَن أَصحابُ تلكَ الصُحفِ عن وجهِهم الحَقيقيِّ؛ بحجبِ مقالاتيَ تلكَ عَن قُرَّائِهم عبرَ منعِهِم نشرها على صفحاتِ مواقعِ جرائدِهم تلك، مِنهُم (على سبيلِ المثالِ الواقعيِّ لا الحصر) فُلانٌ الفُلانيُّ (وَ كعادَتي لا أُعيرُ للأَسماءِ أَهميَّةً بقَدرِ مُسَمَّياتِها وَ الأَفكارِ الّتي تحمِلُها عقولُ تلكَ الْمُسمَّياتِ)، الدكتور المشهورُ في وسطهِ الاجتماعيِّ وَ المعروفُ أَمامَهُم بالنزاهةِ الفِكريَّةِ وَ اعتمادِ العِلمِ منهجاً لَهُ، فإِذا بهذا الفُلانيِّ يخشى الحقيقةَ وَ يرتَعِبُ مِن كشفِها، رُغمَ أَنَّني في كشفِ الحقائقِ إِليك أَعتمِدُ الأَدلّةَ العلميَّةَ القاطِعةَ وَ البراهينَ المنطقيَّةَ الساطعةَ، دليلاً في الوصولِ إِليها، وَ سَبيلاً في إِيصالها إِليك، وَ رُغمَ أَنَّني لا أَجني سِنتاً واحداً مِن الجريدةِ تلك أَو غيرها على الإِطلاقِ، وَ لا مِن جهةٍ غيرها مُطلَقاً، وَ إِنَّما أَعملُ عملاً تطوُّعيَّاً مجَّانيَّاً خالصاً قُربةً إِلى اللهِ عَزَّ وَ جَلَّ؛ أَسعى فيهِ إِلى توعيةَ النَّاسِ وَ إِيقاظهِم مِن غفلتهم هذهِ الّتي طالَت قروناً تلوَ القرونِ! وَ بدلاً مِن أَن أَجِدَ التكريمَ الماديَّ أَو حتَّى المعنويَّ لِقاءَ جهوديَ الحَثيثةِ التطوُّعيَّةِ الْمَجَّانيَّةِ هذهِ في توعيةِ النَّاسِ، رُغمَ أَنَّني لا أَبحثُ فيها عن فائدةٍ ماديَّةٍ أَو معنويَّةٍ أَبداً، إِنَّما هيَ جهودٌ خالِصَةٌ لوجهِ اللهِ، إِلَّا أَنَّ مثلَ هذا التكريمِ (إِن حصلَ فَـ) هُوَ دَليلٌ على التقييمِ الإِيجابيِّ للجهودِ التطوُّعيَّةِ المجانيَّةِ هذهِ، وَ هَوَ دَعمٌ لي وَ لأَمثاليَ في مُواصلةِ طريقِ العِلمِ لغرضِ توعيةِ النَّاسِ وَ بالتالي النهوضَ بمُجتمعاتِنا إِلى مصافِّ الرقُيِّ في كافَّةِ الْمُستوياتِ، حتَّى هذا التكريمُ لَم أَحصُل عليهِ مُطلَقاً مِن تلكَ الصُحفِ الّتي تدَّعي النزاهةَ أَمامَ قُرَّائها، وَ الّتي ظننتُ حينها أَنَّ ادَّعاءَ أَصحابها النزاهةَ الفِكريَّةَ في طَرحِ مُحتوياتها هُوَ حقيقةٌ وَ ليسَ مُجرَّدُ حَبلٍ مِن أَحابيلِ الخِداع! إِلَّا أَنَّ الفُلانيَّ (وَ أَمثالُهُ)، أَشاروا على مُحرِّري تلكَ الصُحفِ بعدمِ نشرِ مقالاتيَ هذهِ وَ بابتعادهِم عنِّي تماماً، رافِضاً هُوَ الدخولَ في مُجادلاتٍ بقرارهِ هذا معَ أَيِّ شخصٍ كانَ؛ حتَّى لا يُتعَبَ قلبُهُ أَبداً!! فكانَ جوابيَ إِليهِ هُوَ:
– لا داعٍ لأَن يُتعِبَ أَحدُنا قلبُكَ الّذي أَثِقُ أَنَّهُ قَلبٌ طاهِرٌ نقيٌّ يخشى اِكتِشافَ الحَقائقِ؛ مَغَبَّةَ ما وراءَها مِن نورٍ ساطِعٍ أَكيدٍ، لكن! كُن واثِقاً أَنَّ النُّورَ أَقوى مِنَ الظِلامِ، وَ إِن حاوَلَ الكَثيرونَ حَجبَهُ عَن أَعيُنِ الآخَرينَ فلا مَحالَةَ للظَلامِ أَن يَنجلي عاجِلاً لا آجِلاً، وَ حَيثُ أَنَّكَ (عزيزي فُلانٌ الفُلانيُّ) أَشرتَ على مَن اِستشارَكَ في نشرِ مقاليَ هذا (الحلقة الثانية وَ أَسئلةٌ بريئةٌ مِنَ العيارِ الثقيل، وِ مِن قبلهِ الحلقةُ الأُولى منهُ أَيضاً) الّذي يسطَعُ فيهِ نورُ الحَقِّ وَ الحَقيقَةِ، فكانت مَشورتكَ هيَ (ابتعدوا عن هذا) الّذي هُوَ أَنا حَفيدُ رسول اللهِ روحي لَهُ الفِداءُ، فها أَنا أَبتَعِدُ عنكَ وَ عَنهُم مِن تلقاءِ نفسي، دُونَ أَن أَحمِلَ لكَ وَ للجميعِ في قلبيَ إِلَّا الْحُبّ وَ الخير وَ السَّلام، سائلاً اللهَ الإِلهَ الخالِقَ الْحَقَّ أَن يُنيرَ قلبكَ وَ قلوبَ الجميعِ بأَنوارِ الهِدايةِ الْمُحَمَّديَّةِ الطاهرةِ؛ فتكونوا في رياضِ القُربِ إِلى حَضرَةِ قُدسِهِ الشَّريفِ، ها أَنا بعدَ تعليقيَ هذا سأُغادِرُ المجموعَةَ هذهِ فوراً؛ لكي يبقى قلبُكَ مُرتاحاً كما طلبتَ أَنتَ ذلكَ، وداعاً.
فيما تذرَّعَ فُلانيٌّ آخَرٌ في جريدةٍ أُخرى بعدمِ النشرِ؛ بذريعَةِ أَنَّني أَنشرُ مقالاتيَ في صُحفٍ أُخرى، ما أَن ساهمتُ بمقاليَ الّذي يحمِلُ عنوانَ (أَخطَرُ التوقُّعات في العام 2020 للعالمِ وَ الدول العَربيَّة)، فكانَ جوابيَ إِليهِ هذا الفُلانيّ الآخَر، هُوَ:
– أَكيدٌ؛ لأَنَّ الجريدَةَ لَم تشترِ منِّيَ حُقوقَ نشرِ المقالِ ليكونَ حصريَّاً بها، وَ حيثُ أَنَّ عملي طوعيٌّ في الجريدةِ وَ مجَّانيٌّ دُونَ مُقابلٍ، فإِنَّ الفائدةَ للجريدةِ قبلَ أَيِّ شيءٍ آخَرٍ؛ لأَنَّني مِن جهةٍ أُزيدُ عددَ قُرَّائِها وَ أُحافِظُ عليهِم ببقائِهم فيها بدلاً مِن متابعتهِم مقالاتيَ غير المسبوقَةِ مُطلَقاً وَ هيَ مَنشورةٌ في صُحفٍ أُخرى، وَ مِن جهةٍ ثانيةٍ فإِنَّني دائِماً أَقومُ بنشرِ (أَيّ: مُشارَكةِ رابطَ نشرِ) جميع مقالاتيَ المنشورةِ في الصُحُفِ بشكلٍ تتابُعيٍّ مدروسٍ في جميعِ قنواتي الرَّسميَّةِ الّتي يَزيدُ مَجموعُ مَن يُتابعُني فيها عَنِ الـ (12000) اِثني عشرَ أَلفَ شخصٍ (مِن شتَّى دُولِ العالَمِ وَ مِن مُختلَفِ الدرجاتِ الأَكاديميَّةِ وَ الأَوساطِ الاجتماعيَّةِ أَيضاً)، مِمَّا يعني أَنَّني في الواقعِ أَقومُ بعمَلِ إِعلانٍ مَجَّانيٍّ للجريدَةِ الّتي تنشرُ مقالاتيَ دُونَ أَن أُطالِبَ الجريدةَ بدفعِ ثمنِ الإِعلانِ؛ لأَنَّني لستُ كاتباً مَغموراً، بل معروفٌ عالميَّاً وَ مؤلّفاتيَ (وَ للهِ الحَمدُ) مُعتمَدَةٌ رسميَّاً ضِمنَ مصادرِ معلوماتِ العَديدِ مِنَ الجهاتِ العالميَّةِ بما فيها اليونسكو وَ مكتبة الكونجرس الأَمريكيَّة وَ مكتبة أُستراليا الوطنيَّة وَ مكتبة الملك فهد الوطنيَّة وَ مكتبة قطر الوطنيَّة وَ جامعة فيلادلفيا الأَمريكيَّة وَ غيرها، أَقولُ هذا ليسَ غُروراً؛ بَل لتعريفك بي؛ إِذ يبدو أَنَّك تجهلُني تماماً، مَرَّةً أُخرى أَشكرُك لتقييمكَ الإِيجابيِّ لجهوديَ الطوعيَّةِ هذهِ وَ نظرتكَ بعيدَة الغَور في اتِّخاذ القراراتِ، بالْمُناسبةِ: يُمكنك إِخراجيَ مِنَ المجموعةِ إِذا شاءَ قلبُك ذلكَ في أَيِّ وقتٍ، شُكراً عزيزي (فُلانٌ الفُلانيُّ) لتقييمك الإِيجابيِّ لجهوديَ المجانيَّة في خدمةِ النَّاسِ وَ الجريدَةِ معاً، أَتمنَّى لَكُم التوفيقَ، وَداعاً.
وَ بالفعلِ، غادرتُ المجموعةَ التحريريَّةَ الخاصَّةَ بتلكَ الصحيفةِ أَوِ الصُحفِ الأُخرى الّتي على غِرارها ذات العَلاقةِ، مُغادرةً لا رجعةَ فيها أَبداً، وَ هُوَ الأَمرُ ذاتُهُ الّذي حصلَ معَ كثيرٍ مِنَ الصُحفِ الْمُشابهةِ الأُخرى الّتي اِدَّعَت وَ لا زالَت تدَّعي النزاهةَ الفِكريَّةَ أَمامَ قرَّائها فَتُخادِعُ الآخَرينَ بحَبلٍ مِن أَحابيلِ الخِداع!
لا أُخفيك سِرَّاً، أَنَّني مُنذُ أَكثرِ مِن عقدينِ بتمامهما وَ كمالِهما وَ أَنا أَخدَمُ البشريَّةَ كُلَّها بشكلٍ تطوّعيٍّ مجَّانيٍّ، بذلتُ وَ لا أَزالُ أَبذلُ في سبيلِ الخدمةِ هذهِ كُلَّ شيءٍ مِن حُرِّ ماليَ الخاصِّ، دُونَ أَن أَجِدَ ناصِراً مُعيناً لي مِن أَيِّ شخصٍ كانَ، عَدا أَنصارٍ معنويينَ مِن قلَّةٍ قليلةٍ جدَّاً مِنَ المؤمنينَ وَ المؤمناتِ، فكانتِ النتيجَةُ بدلاً عَن التقييمِ الإِيجابيِّ مِنَ غالبيَّةِ الآخَرينَ، أَو حتَّى بدلاً عن كلمةٍ طيِّبَةٍ تواسيني فيما أَنا فيهِ مِن قَيدٍ لَعينٍ لا يزالُ يحرِمُني مِن أَبسطِ حُقوقِ الإِنسانِ في حصوليَ وَ عائلتي على أَبسطِ أَسياسيِّاتِ البقاءِ، أَو حتَّى اكتسابِ أَدنى مُقوِّماتِ الارتقاء، بدلاً مِن ذلكَ وجدتُ التهديدَ بالقتلِ صراحةً، وَ بأَكثرِ مِن محاولةٍ لاغتياليَ! ناهيك عمَّا وجدتُهُ من ادِّعاءاتٍ كاذبةٍ تجاهيَ غرضُهُم منها تشويهَ سُمعتي لكي يمنعوا طالبي الحقيقةَ وَ طالباتها عنِ الاستماعِ إِلى أَدلّتي وَ براهينيَ في كشفيَ الحقائقَ هذهِ وَ غيرها على حَدٍّ سواءٍ..
– حمقى أُولئك وَ هؤلاءِ الّذينَ يُحاوِلونَ منعيَ عَن توعيةِ النَّاسِ بكشفيَ الحقائق أَيَّاً كانت؛ فَهُم لا يعلمونَ أَنَّني: لا أَخافُ الموتَ أَبداً، وَ أَنَّني لا أَخشى شيئاً في الوُجودِ مُطلقاً، إِلَّا لحظةً لا أَكونُ فيها في طاعةِ الله.
لذا: كنتُ وَ لا أَزالُ أَسأَلُ نفسيَ قائِلاً:
– لَقد تعبتُ كَثيراً، تعبتُ إِلى الْحَدِّ الّذي أَوشَكَت فيهِ نفسيَ على شهقِ أَنفاسها الأَخيرةِ، إِلّا أَنَّ جبالَ الإِيمانِ بالإِلهِ الخالقِ الحَقِّ الراسخةِ في قلبيَ رسوخاً، هيَ الّتي تُزيدُ شُعلةَ التحمُّلِ في داخلي، وَ هيَ ذاتها الّتي تُعطيني الأَمَل ببزوغِ شمسِ الحقائقِ كُلِّها عَلى يَديَّ أَنا بالذاتِ دُونَ سِوايَ؛ فأَنا الّذي اختارَني اللهُ عَزَّ وَ جَلَّ لأَن أَكونَ مُؤسِّساً لِعلمِ (ما وراء الوراء)، الِعلمُ الّذي مِن خِلالهِ يُمكنك كشف جميعَ الحقائقِ وَ الخفايا وَ الأَسرارِ، خاصَّةً تلك الّتي تتعلَّقُ بعوالَمِ اللاهوتِ وَ الملكوت وَ الجبروت وَ الناسوت على حَدٍّ سواءٍ؛ لِتكونَ الحَقائقُ هذهِ مُمَهِّدَةً لظُهورِ عَمِّيَ الإِمام المهديّ الهاشميِّ صاحِبُ العَصرِ وَ الزَّمانِ، الّذي هُوَ حَيٌّ يُرزَقُ في يومِنا هذا، عليهِ السَّلامُ وَ روحي لَهُ الفِداءُ، الّذي يملأُ الأَرضَ عَدلاً وَ قِسطاً، بعدَما مُلِئت ظُلماً وَ خَبطاً، ليزولَ بظهورهِ إِن شاءَ اللهُ تعالى، كُلُّ ظلامِ الجهلِ وَ النِّفاقِ وَ الإِلحاد، فَهَل سأَجِدُ النَّاصرينَ الّذينَ يُزيلونَ عَنِّي القيودَ وَ الأَغلالَ وَ القُضبانَ الْمُحيطَةِ بيَ مُنذ سنواتٍ وَ حتَّى الآنَ، وَ يوفِّرونَ ليَ الأَمنَ وَ الأَمانَ فأَكونُ قادِراً على كشفِ الحقائقِ الخافيةِ عَنِ الجميع؟
وَ سأَبقى أَسأَلُ حتَّى النَّفسِ الأَخيرِ، دُونَ أَن تأَخُذني في اللهِ لَومَةُ لائمٍ قَطّ:
– إِذا كانَ الشيوخُ الفقهاءُ رضوانُ اللهِ تعالى عليهِم أَجمعينَ، بصفتهم مؤمنينَ يُريدونَ تحقيقَ غايتنا ذاتها نحنُ المؤمنونَ وَ المؤمناتُ في التعبُّدِ الصَّحيحِ إِلى اللهِ، بغَضِّ النظرِ عَنِ عِرقِ المؤمنينَ وَ المؤمناتِ، وَ بغضِّ النظرِ عن انتمائِهم أَو عقيدتهِم حتَّى، فهَل يمنعوننا عَن تحقيقِ وَ تدقيقِ القُرآنِ خاصَّةً وَ جميعِ النُّصوصِ عامَّةً دونَ استثناءٍ وَ كَشفِ الحقائقِ الدالَّةِ على تحريفِ القُرآنِ الّذي بينَ أَيدينا اليومَ بامتيازٍ؟!!!
– أَليسَ مِنَ الواضحِ البديهيِّ أَنَّ الّذي يمنعنا عَن حَقِّنا الطَبيعيِّ هذا في التحقيقِ وَ التدقيقِ وَ كَشفِ نتائجِ التحقيقِ وَ التدقيقِ هذينِ، هُم سُفهاءُ الدِّينِ كهنةُ المعابدِ المتأَسلمينَ لا الْمُسلمين وَ كُلُّ مَن لَهُ مَصلَحةٌ في إِبقائنا مَطيَّةً لديهِ؟
لستُ أَدري!
– هل أَنت مع كشفيَ الحقائق هذهِ وَ غيرها الكثيرُ إِليك أَم لا؟
– هل يُريدُ قلبُك أَن يبقى مُغطَّىً بغطاءِ الوَهمِ وَ الخديعةِ الّذي وضعوهُ لنا مُنذ قرونٍ طويلةٍ وَ حتَّى يومِنا هذا بما في هذا القُرآنِ الموجودِ بينَ أَيدينا اليومَ مِن تحريفٍ بامتيازٍ؟
– أَم أَنَّ قلبَك يُريدُ كشفَ الغطاءِ هذا لإِظهارِ ما تحتَهُ مِن أُمورٍ خافيةٍ ستُغيِّرُ حياتك الدُّنيويَّة وَ الأُخرويَّة كُلَّها نحوَ الاستقرارِ وَ الرخاء؟
– هل يُصِرُّ عقلُك على أَن يكونَ مَطيَّةً يمتطيها سُفهاءُ الدِّينِ كهنةُ المعابدِ الْمُتأَسلمينَ لا الْمُسلمين؟!
– أَمْ أَنَّ عقلَك يُصِرُّ على أَن يرى نورَ الحقِّ وَ الحَقيقةِ ساطعاً أَمامَك وَ أَمامَ الجميعِ على حَدٍّ سواءٍ؛ لنفهمَ الحقائقَ وَ خفاياها وَ أَسرارَها الدفينةَ؛ فَنتعايشُ فيما بيننا بسلامٍ دائمٍ دونَ انقطاع؟
مِن بعضِ أَصدَقِ وَ أَخطَرِ وَ أَجمَلِ ما قرأَتُ:
– (1%) واحِدٌ بالمائةِ يَحكمونَ العالَمَ، وَ (4%) أَربعةٌ بالمائةِ يَتمُّ تحرِكُهُم كالدُمى، وَ (90%) تسعونَ بالمائةِ نائِمونَ، وَ (5%) خمسةُ بالمائةِ يَعرِفونَ الْحَقيقةَ، وَ الْحِكايةُ تدورُ حولَ مُحاوَلاتِ الـ (4%) أَربعةُ بالمائةِ في مَنعِ الـ (5%) خمسةِ بالمائةِ مِن إِيقاظِ الـ (90%) تسعينَ بالمائةِ.
وَ الآن سؤالي إِليك أَنت، نعم أَنت يا مَن فطرَك اللهُ بالفِطَرةِ الإِنسانيَّةِ السليمَةِ:
– هل يُمكنك الإِجابة عَن هذا السؤالِ الخَطير؟
– مِن أَيِّ فئةٍ أَنت بين هؤلاءِ؟!
– مَن يحكمونَ العالَمَ؟
– أَمِ الدُمى؟
– أَمِ النائمون؟
– أَمْ: مَن يعرِفونَ الحَقيقة؟
يُمكِنُك مُتابعة جميع حلقات سلسلة الكشف المتواصلة، سواء كانت حلقاتها السابقة أَو اللاحقة، من خلال كتابتك العنوان الرئيسيّ لها (أَسئلَةٌ بريئةٌ مِنَ العيارِ الثقيل)، أَو كتابتك اسميَ أَنا (رافع آدم الهاشميّ) مؤلِّفُ هذهِ السلسلةِ الأَصيلةِ غير المسبوقةِ مُطلَقاً، في خانة بحث هذا المنبر التوعويِّ الْحُرِّ الصادق النزيهِ الّذي أَنت الآن فيهِ؛ حيثُ أَنَّ جميعَ حلقات سلسلتي هذهِ يمكنك إِيجادها هنا إِن شاءَ اللهُ تعالى؛ إِن يسَّرَ اللهُ ليَ الظروفَ الْمُلائمةَ بُغيةَ إِيصاليَ إِيَّاها إِليك بشكلٍ تتابُعيٍّ تأَتيك في حينها، فليكُن قلبُك وَ عقلُك لها مِنَ الْمُترقِّبين، آمِلاً منك مُشاركة هذا المقال معَ جميع معارفك وَ أَصدقائك؛ لتصلَ الحقائق إِلى الجميع؛ فلا نكونُ مَطيَّةً يمتطيها الآخرونَ أَيَّاً كانوا، وَ راجياً منك أَن يتذكّرُني قلبُك الطاهِرُ النقيُّ بدعوةٍ صالحةٍ دونَ انقطاعٍ؛ لأَنَّني أُحِبُّك حُبَّاً أَخويَّاً أَبويَّاً خالِصاً للهِ دُونَ أَن يُبارِحَ قلبيَ نُطقَها صادِحاً بها في الآفاقِ:
– بالْحُبِّ يحيا الإِنسان.