هل يعود الإقتراض الخاص لتمويل النفقات الرأسمالية أخيرا لمعدلات ما قبل التعويم؟
هل يعود الإقتراض الخاص لتمويل النفقات الرأسمالية أخيرا لمعدلات ما قبل التعويم؟
كتبت / ولاء أبو الريش
أظهر استطلاع أجرته نشرة “إنتربرايز” الاقتصادية في يونيو الماضي بين 9 شركات كبرى في مختلف القطاعات الاقتصادية أن الشركات تنتظر خفض أسعار الفائدة لمستويات ما قبل التعويم بين 10 و13% من أجل زيادة الاقتراض من البنوك لتمويل التوسعات والاستثمارات الجديدة. وبعد خفض الفائدة يوم الخميس الماضي، اقترب سعر الإقراض لليلة واحدة كثيرا من هذا المستوى ليبلغ 13.25%. وقال محمد أبو باشا رئيس وحدة تحليل الاقتصاد الكلي لدى المجموعة المالية هيرميس في تصريحات لوكالة بلومبرج إن هبوط أسعار الفائدة إلى مستويات ما قبل تطبيق برنامج الإصلاح الاقتصادي المدعوم من صندوق النقد الدولي “سيوفر الدعم من أجل انتعاش تدريجي للاستثمارات الخاصة”. وفي الوقت نفسه، توقعت بلتون “تعافيا متوسطا” للاقتراض الرأسمالي مع بدء نمو الطلب الخاص تدريجيا.
“البنك المركزي قد يوقف مسيرة الخفض خلال اجتماعه الشهر المقبل”، حسبما يرى بنك جولدمان ساكس في تقرير أصدره وتناولته بلومبرج. ويتوقع بنك الاستثمار أن يواصل “المركزي المصري” دورة التيسير النقدي العام المقبل “تحسبا لأي تغيرات جوهرية في توقعات التضخم”. وتوقعت شركة برايم القابضة أيضا أن يكون هذا الخفض هو الأخير في 2019. وقالت الشركة إن المرجح أن يتوقف البنك المركزي ليرى كيف سيؤثر هذا التيسير النقدي على التضخم وعلى تدفقات رؤوس الأموال في أدوات الدين المحلية قبل أن يقدم على تخفيضات جديدة.
تجارة الفائدة لا تزال جاذبة للمستثمرين الأجانب رغم خفض الفائدة: لا يزال العائد على أدوات الدين المصرية جاذبا للمستثمرين حتى بعد خفض الفائدة الخميس الماضي، خاصة في ضوء خفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لسعر الفائدة قبل ذلك بأسبوع، حسبما قالت رضوى السويفي رئيسة قسم البحوث لدى فاروس القابضة في تصريحات لرويترز. واستشهدت السويفي أيضا بصعود سعر صرف الجنيه المصري أمام الدولار منذ بداية العام كسبب آخر لاستمرار جذب الاستثمارات الأجنبية في أدوات الدخل الثابت. وفي الوقت نفسه، ترى السويفي أن خفض الفائدة سيساعد في تخفيف عبء خدمة الدين عن كاهل الحكومة المصرية. وأشارت وكالة بلومبرج إلى أن التوجه العالمي نحو التيسير النقدي، يتيح لمصر مجالا لتخفيض الفائدة مع الإبقاء على جاذبية عوائد أدوات الدين لديها. وقالت الوكالة الأسبوع الماضي إن التباطؤ المستمر للفائدة في مصر أبقى على سعر الفائدة الحقيقي لديها ضمن الأكثر جاذبية عالميا، ولا تفوقه فقط إلا الأرجنتين.