“هل صحيح أن المسافر يقصر الصلاة مهما طالت مدة السفر ولو بلغت سنين ”
“أحمد حامد عليوه “
قال فضيله/ الشيخ اسامه حسن موافي مدير عام أوقاف رأس سدر
أم أن هناك زمنا محددا ينتهى فيه القصر ؟
وما حكم السفر فى من يسافر للدراسة أو العمل خارج بلده ،
هل الصحيح أنه يقصر حتى يرجع من الدراسة أو العمل؟
السنة للمسافر أن يقصر الصلاة فى السفر تأسيا بالنبي صلى الله عليه وسلم ، وعملا
بسنته إذا كانت المسافة ثمانين كيلو تقريبا أو أكثر ، فإذا سافر مثلا من السعودية إلى
أمريكا قصر ما دام فى الطريق ، أو سافر من مكة إلى مصر أو من مصر إلى مكة قصر ما
دام فى الطريق ، وهكذا إذا نزل فى بلد فإنه يقصر ما دام فى البلد إذا كانت الإقامة
أربعة أيام فأقل فإنه يقصر كما فعل النبي صل الله عليه وسلم لما نزل مكة فى حجة
الوداع ،
فإنه نزل بمكة صبيحة رابعة فى ذى الحجة ولم يزل يقصر حتى خرج إلى منى فى ثامن
ذى الحجة . وكذلك إذا كان عازما على الإقامة مدة لا يعرف نهايتها هل هى أربعة أيام أو أكثر فإنه يقصر حتى تنتهى حاجته
، أو يعزم على الإقامة مدة تزيد عن أربعة أيام عند أكثر أهل العلم . كأن يقيم لالتماس
شخص له عليه دين أو له خصومة لا يدرى متى تنتهى ، أو ما أشبه ذلك ،
فإنه يقصر ما دام مقيما لأن إقامته غير محدودة فهو لا يدرى متى تنتهى الإقامة فله
القصر ويعتبر مسافرا ،
يقصر ويفطر فى رمضان ولو مضى على هذا سنوات . أما من أقام إقامة طويلة للدراسة
، أو لغيرها من الشؤون ، أو يعزم على الإقامة مدة طويلة فهذا الواجب عليه الإتمام ،
وهذا هو الصواب ، وهو الذى عليه جمهور أهل العلم من الأئمة الأربعة وغيرهم . لأن
الأصل فى حق المقيم الإتمام ، فإذا عزم على الإقامة أكثر من أربعة أيام وجب عليه
الإهتمام للدراسة أو غيرها .
وذهب ابن عباس رضي الله عنهما إلى أن المسافر إذا أقام تسعة عشر يوما أو أقل فإنه
يقصر . وإذا نوى الإقامة أكثر من ذلك وجب عليه الإتمام محتجا بإقامة النبي صلى الله
عليه وسلم يوم فتح مكة تسعة عشر يوما يقصر الصلاة فيها . ولكن المعتمد فى هذا كله
هو أن الإقامة التى لا تمنع قصر الصلاة إنما تكون أربعة أيام فأقل ، هذا الذى عليه
الأكثرون ، وفيه احتياط للدين ، وبعد عن الخطر بهذه العبادة العظيمة التى هى عمود
الإسلام . والجواب عما احتج به ابن عباس رضي الله عنهما : أنه لم يثبت عنه صلى الله
عليه وسلم أنه عزم على الإقامة هذه المدة ، وإنما أقام لتأسيس قواعد الإسلام فى
مكة ، وإزالة آثار الشرك من غير أن ينوى مدة معلومة ، والمسافر إذا لم ينوى مدة
معلومة له القصر ولو طالت المدة كما تقدم . فنصيحتى لإخوانى المسافرين للدراسة أو
غيرها أن يتموا الصلاة ، وألا يقصروا ، وأن يصوموا رمضان ولا يفطروا إلا إذا كانت الإقامة
قصيرة أربعة أيام فأقل ،
والحمد لله رب العالمين.
زر الذهاب إلى الأعلى