هتخس النص .. بعد جرعة ونص
بقلم الدكتور ربيع حسين
القراء الأعزاء ، كثيرا ما نتابع إعلانات عن منتجات علاجية (أدوية) للتخسيس وأخرى
لزيادة القدرة الجنسية وثالثة لإلتهابات المفاصل وغير ذلك كثير .
وتظهر تلك الإعلانات في صورة مبهرة يحاول من خلالها المعلن أن يقنعك بكل طريقة بفاعلية المنتج العلاجي (الدواء) الذي يعرضه لك .
ويستخدم في سبيل ذلك العديد من الطرق “الحلزونية” من طراز “الحلزونة يا أما
الحلزونة” فالإعلان تارة يستعرض آراء أشخاص غير متخصصين وتارة ثانية يتسعين بآراء
مشاهير غير متخصصين وتارة ثالثة يستميل رأيك ويثير لعابك بجائزة عبارة عن جنيه
ذهب مثلا عند شرائك “كورس كامل” من ذلك المنتج .
فهل تلك الإعلانات حقيقية أم أنها “نصب وفهلوة” ؟؟ ، سأجيب عن ذلك السؤال من خلال
المعلومات العلمية التالية بشكل مبسط يناسب غير المتخصصين .
الدواء عبارة عن مستحضر “منتج” قد تم التصريح به للإستخدام الآدمي أو الحيواني بعد
دراسات عملية عديدة ، ويجب أن تعرف عن الدواء الذي تستخدمه المعلومات الأساسية التالية :
أولا : المادة الفعالة (Active principle) ، لابد أن تعرف المادة الفعالة “أو المواد الفعالة”
التي يحتويها الدواء ، فلا يباع السمك في الماء ولا الطير في الهواء .
ثانيا : الفعل الذي تقوم به المادة الفعالة (Action) ، وهو الأثر العلاجي المنتظر من الدواء
(المرغوب فيه) ، وما هى الجرعة المناسبة لظهور ذلك الأثر ، وهل ذلك الأثر يناسب جميع فئات المرضى أم لا وغير ذلك من الأسئلة الهامة .
ثالثا : طريقة الأداء (Mode of action) ، وهى الطريقة التي من خلالها يقوم الدواء بإظهار
أثره العلاجي ، هذه الطريقة أمر هام في فهم حركة الدواء داخل الجسم وتأثيره على الأعضاء الأخرى غير العضو المستهدف .
رابعا : الآثار الجانبية (Side effects) ، وهى الآثار غير المرغوب فيها التي تنتج عن
إستخدم الدواء ، ولابد من فهم مدى تأثير تلك الآثار الجانبية على المريض ، وهنا قد
يسأل البعض سؤالا ..هل يوجد دواء آمن تماما ؟ ، الإجابة بشكل علمي (لا) ، فكل دواء
له آثار مرغوبة وآثار غير مرغوبة حتى ولو كانت تلك الآثار بسيطة ويمكن تحملها .
خامسا : مدى الأمان (Safety margin) ، وهو المدى بين الجرعة العلاجية والجرعة التي
تسبب التسمم للمريض ، لابد من أن يكون ذلك المدى واسعا قدر الإمكان حتى لا يصاب
المريض بالتسمم عن طريق الخطأ “أو حتى إذا تعمد ذلك”
سادسا : التفاعل مع غيره من الأدوية (Drug-drug interaction) ، لابد من توفر معلومات
مبنية على أبحاث علمية عن تفاعل ذلك الدواء مع غيره من الأدوية داخل جسم المريض وما ينتج عن ذلك من آثار إيجابية أم سلبية .
يبقى سؤال هام .. لماذا تصرف تلك الجهات “الحلزونية” كل تلك النفقات على الإعلانات
؟ ألا يدل ذلك على تميز تلك المنتجات وأهميتها ؟
الجواب ببساطة .. لو كانت تلك هى الطريقة الصحيحة للإعلان عن الأدوية لفعلتها “من
زمان” شركات الأدوية العالمية والمحلية ، ولكن تلك الجهات “الحلزونية” لا تنفق على
موظفين ولا مديرين ولا مندوبين ولا تسويق ولا موارد بشرية ولا العديد من المصروفات
الأخرى ، وبالتالي توفر كل تلك الطاقات نحو الإعلانات “الحلزونية” المغرية المثيرة للعاب المشاهدين .
عزيزي القاريء ، إن إستعمالك للدواء لابد أن يكون من خلال شخص متخصص “
طبيب أو صيدلاني” ولابد أن يكون الدواء من شركة معلومة مرخص لها بصناعة الدواء
وتداوله .. بس كدا .. حياكم الله .
كتبه الدكتور ربيع حسين
مستشار سيكولوجي إكلينيكي
مدير تطوير الأعمال بإحدى شركات الأدوية