بقلم / شيماء يوسف
تبكي سُعَادُ وَما جَفتْ مَدامِعُهَا
والليلُ في حُزنِها بالصبح موصولُ
ينتابها ألمٌ والدورُ شَاهِدةٌ
هذا جريحٌ بها أو ذَاكَ مقتولُ
على مِدادِ الرؤى هدمٌ يُطالِعُها
البؤسُ يألفُه ذا العرضُ والطولُ
أيناكَ يا عزها جفتْ مَنابعُه
ضاعتْ حضارتُها والكلُ مسؤول ُ
بغدادُ مثل سعاد الآنَ ذابلة
من بعد فتنتها ، فالغدُ مجهولُ
دمشقُ أيكتها بالزهر عَامِرةٌ
كانت كَبدرِ دنا بالسحرِ مَشمولُ
أضواؤها خفُتت ضَاعت ملامحُها
ألوانُها بهتت والعقلُ مذهولُ
سُودانُها سَبحتْ في نِيلِه فتنٌ
شمالهُ عن جنوبٍ جَدُ مفصُولُ
وتونسُ الآنَ حياتٌ بها ظهرتْ
أجواؤها حممٌ ، إرهابُها غولُ
وفي ليبيا على نفطٍ يُساومُها
ذِئابُ عَهدٍ بِلونِ الليلِ مَكحولُ
لما بدا يمني ما عدتُ أعرفُه
سعاد قد ذَبُلتْ والعودُ منحولُ
طوائفٌ رفَعتْ للحربِ رايَتَها
عُقولُهم سُلِبت والسيفُ مسلولُ
فليس في وطني من يعطنا أملاً
ومن كطبعٍ له بالغيرِ مَشغولُ
هانتْ سعادُ ولو مَاتت بلا ثَمَنٍ
مَا عَادَ يلحَظُها بالعينِ مسؤولُ
زر الذهاب إلى الأعلى