بقلم / السيد سليم
مع مشهد آخر وهو الاستسلام للأمر الله وصناعة السفينة
قال تعالي مبينا حال نوح عليه السلام
وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِّن قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ ۚ قَالَ إِن تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ ..
هذا هو حال أهل الكفر والعناد لا يعجبهم العجب لكن الله الله يدبر أمرا فأنظر الي تدبير الله.
: ويصنع الفلك وكلما مر عليه ملأ من قومه سخروا منه قال إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون
ويصنع الفلك أي وطفق يصنع . قال زيد بن أسلم : مكث نوح – صلى الله عليه وسلم – مائة سنة يغرس الشجر ويقطعها وييبسها ، ومائة سنة يعملها
. وروى ابن القاسم عن ابن أشرس عن مالك قال : بلغني أن قوم نوح ملئوا الأرض ، حتى ملئوا السهل والجبل ،
: لما استنقذ الله سبحانه وتعالى من في الأصلاب والأرحام من المؤمنين أوحى الله إليه ” أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن فاصنع الفلك ” قال : يا رب ما أنا بنجار ، قال : بلى فإن ذلك بعيني ،
فقالتا : احملنا فنحن نضمن لك ألا نضر أحدا ذكرك ; فمن قرأ حين يخاف مضرتهما سلام على نوح في العالمين لم تضراه ; ذكره القشيري وغيره . وذكر الحافظ ابن عساكر في التاريخ له مرفوعا من حديث أبي أمامة قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : من قال حين يمسي صلى الله على نوح وعلى نوح السلام لم تلدغه عقرب تلك الليلة .
قوله تعالى ” وكلما “ظرف .
مر عليه ملأ من قومه سخروا منه قال الأخفش والكسائي يقال : سخرت به ومنه . وفي سخريتهم منه
قولان :
أحدهما : أنهم كانوا يرونه يبني سفينته في البر ، فيسخرون به ويستهزئون ويقولون :
يا نوح صرت بعد النبوة نجارا .
الثاني : لما رأوه يبني السفينة ولم يشاهدوا قبلها سفينة بنيت قالوا : يا نوح ما تصنع ؟ قال : أبني بيتا يمشي على الماء ; فعجبوا من قوله وسخروا منه . قال ابن عباس : ( ولم يكن في الأرض قبل الطوفان نهر ولا بحر ) ; فلذلك سخروا منه ; ومياه البحار هي بقية الطوفان .
قال إن تسخروا منا أي من فعلنا اليوم عند بناء السفينة .
فإنا نسخر منكم كما تسخرون غدا عند الغرق
والي لقاء مع مشهد آخر من مشاهد قصة نوح عليه السلام