ننشر كلمة الرئيس السيسى بمناسبة تكريم جامعة بوخارست للدراسات الاقتصادية، ومنحه درجة الدكتوراه الفخرية
امل كمال
أعرب الرئيس عبد الفتاح السيسى عن اعتزازه تكريم،جامعة بوخارست معتبراً
سيادته أنه ليس موجهاً لشخصه وإنما للشعب المصري بأكمله كشريك
أساسي في الإنجازات التي تحققت مؤخراً في مصر على العديد من الأصعدة،
وقد ألقى سيادته كلمة بهذه المناسبة؛ وفيما يلي نصها:
“السيد/ ميرون ديمترو
رئيس مجلس أمناء جامعة بوخارست للدراسات الاقتصادية،
السيد/ إيستودور نيكولاي
رئيس جامعة بوخارست للدراسات الاقتصادية،
السيد/ ماريوس كونستانتين
نائب رئيس الجامعة الموقر،
السادة أعضاء هيئة التدريس الكرام،
السيدات والسادة الحضور،
أود في البداية أن أعرب عن خالص سعادتي لتواجدي بينكم اليوم في هذا
الصرح الأكاديمي الشامخ والمنارة التعليمية ذات التاريخ العريق التي احتضنت
بين جنباتها وتخرج منها على مدار مائة وستة أعوام العديد من الطلبة الذين
أضحوا قامات فكرية كان لها دورها في إثراء الحياة السياسية والاقتصادية
والثقافية ليس في رومانيا فحسب بل في أوروبا كلها. لقد استطاعت جامعتكم
المرموقة أن تتجاوز مراحل وأحداث تاريخية دقيقة وأن تواكب متغيرات العصر
وتقود التطورات التي شهدها مجتمعكم العريق، بما في ذلك عقب الثورة
الرومانية عام 1989، مما مكنها أن تحتل المكانة المتقدمة التي تحظى بها أوروبياً وعالمياً.
إن قرار مجلس جامعتكم الموقر بمنحي درجة الدكتوراه الفخرية سيظل دائماً
محل اعتزازي وتقديري، فهذا التكريم لا أعده لي فحسب بل للشعب المصري
بأكمله الذي يكن للشعب الروماني الصديق أسمى آيات الود والتقدير. وهذه
اللفتة المقدرة إنما تضفي معنى جديداً لما يجمع بين بلدينا من روابط ثقافية
عميقة تشكلت وترسخت عبر عقود بل وقرون ممتدة، عبر عنها الشاعر
الروماني العظيم “ميهاي إيمينسكو” الذي ألهمته عظمة الحضارة الفرعونية
لكتابة قصيدة عن مصر ونيلها وهرمها عام 1872، وتجلت أيضاً في دير سايناي
بمنطقة سايناي في رومانيا الذي سمي تيمناً بدير سانت كاترين في سيناء عام 1695.
وإنني أؤكد من على هذه المنصة اعتزازي وفخري بهذه الروابط التي تشكل
محوراً أساسياً في علاقات الصداقة التي تجمع بين بلدينا وشعبينا، وتمثل
دافعاً هاماً للارتقاء بها وتعزيزها من خلال باب التعليم والتعاون الأكاديمي. وأود
في هذا السياق الإشارة إلى الطفرة الكبيرة التي تشهدها الجامعات المصرية
منذ سنوات من أجل تحقيق نهضة حقيقية ليس للشعب المصري فقط بل
للشعوب العربية والأفريقية والإسلامية التي يدرس بعض أبنائها في جامعاتنا.
فالدولة المصرية تسير بخطى حثيثة في سبيل تطوير منظومة التعليم العالي
في مصر، وإنشاء جامعات جديدة على نفس نمط الجامعات العالمية، والتي
أقدر أن جامعة بوخارست للدراسات الاقتصادية إحداها.
وإنه لتسعدني أن تثمر زيارتي اليوم إلى رومانيا عن تعزيز التعاون الأكاديمي
القائم بالفعل بين مصر ورومانيا، لا سيما مع جامعتكم الموقرة، من خلال برامج
مشتركة ومشروعات للبحث العلمي، مع إمكانية الاستفادة من الدعم المقدم من الاتحاد الأوروبي في هذا السياق.
وختاماً، أود أن أجدد شكري العميق وأن أبدي سعادتي البالغة لمبادرة مجلس
جامعتكم الكريمة، وأن أعرب عن خالص تقديري وامتناني للرئيس الروماني
كلاوس يوهانيس على دعوته الكريمة لزيارة رومانيا دعماً وتعزيزاً لعلاقات الإخاء والصداقة التي تربط بين شعبينا.
زر الذهاب إلى الأعلى