غير مصنف
نفقد البدر في الليلة الظلماء
نفقد البدر في الليلة الظلماء
بقلم مصطفى سبتة
كل الجمال بها الرحمان أوجده
و البدر في الليلة الظلماء نفقده
للحسن أضواؤه و العين يسحرها
كل المرايا له فيها تعدده
سجانة أنت و القلب السجين به
و الحب في سجنه يقضي مؤبده
من فرط طول النوى تدمى لواعجه
للشوق كالنار في قلبي توقده
مثل الهلال الذي قد تم مطلعه
منه السنا في الغنا الأعيان ترصده
للحب آلاؤه و القلب ما أبدا
لما عليه يجور الدهر يجحده
ذاك القوام القويم الحلو يفتنني
بالحسن باد لها عيني تفرده
في حبها صرت أعمى الوصل غايته
على الذي في فؤادي الله أشهده
يجني على نفسه من صار يعشقها
قد كان في جرمه الجاني تعمده
للحب توحيده في القلب بان إذا
يهوى بثالوثه الهاوي تعمده
إيقاعه محدث قلبي قيامته
يد الحبيبة يا دهري تحدده
للقلب أشعاره إشعاره ليرى
كالبحر بالزبد الطامي تزبده
أسفاره في مداها كان مكتملا
بالزاد أو ملحه الصافي تزوده
في عيشه ترف في موته شرف
قلبي بدنيا الهوى و الرب يحمده
يزهو بمغنى الهوى المعنى الجميل له
و الشعر كالقصر و المبنى أشيده
أهل الهوى كالسكارى كأس سكرتهم
قد طاب دربي مدى شربي أعبده
للوجه ألوانه و الحزن ليلته
السوداء في الفرح البياض مسنده
كل الرؤى في بساتين الحياة أرى
و الحب قلبي كمثل الطير أغرده
كل الدنى كالوغى صارت ملامحها
وراءها القلب حسنائي تجنده
قلبي بحلم الكرى بالوصل توعده
صحوا العيون بهجران تهدده
في كل واد و ناد بيننا طربا
عقد القران زمان الحب يعقده
تفاحها الذهبي من وجهها الأدبي
أجني بربحي و خسرانا تكبده
ما قد تشاء به في لهوها صنعت
قلبي هفا صار مثل الصوف تلبده
و القلب شيطانه منه تعوذه
يجري مع الملك الساري تعوده
يبغي صلاحا عظيما فيه مؤمنه
يبغي فسادا الهوى في الأرض ملحده
ديني الهوى مذهبي دنيا الحياة بها
يجري على مره دهري تأكده
ينهاه قلبي الهوى العذري و يأمره
عصيانه ما تراءى أو تمرده
كل المفاتن في المعنى تراوده
كالطير ما عز في المغنى تصيده
عيني السراب ترى في ربعه حلمي
قد كان فيها صحاريه تشرده
قلبي ببحر الهوى الطامي غوى و هوى
مثل الغريق يد الأقدار تنجده
فيه أصلي صلاواتي الأذان علا
قلبي الهوى ديره يعلو و مسجده
لما رياح الصبا بالعنف تضربه
قد بان كالبحر وجداني توجده
و القلب طول الهوى تنساب رعشته
مثل الصدى في المدى الجاري تردده
و العيش بعد النوى يجري ترغده
و العيش دون الهوى يسري تنكده
طفلا صغيرا سأبقى طول أزمنتي
فكري على ضوئها الأحداث أجهده
لا تبخلي بالوصال عليه فاتنتي
نارا يكون الفؤاد الوصل يخمده
قلبي عيونك قد صادت بنظرتها
أغلى وسام إذا يهفو تقلده
و الورد حاول أن بالود يقطفه
بالسيف قد قطعت من دهره يده
يلهو به الحاضر الماضي لديه بكى
قل لي متى الصب يا ليل الهوى غده