نعم ربنا التى لا تعد ولا تحصى
خالد معروف المنجاح – الدقهليه
نمر بحياتنا بمشاكل ولا نعرف مدى قوتها عند الآخرين فالكل له مشاكل فى حياته ولكن مختلفه .
فحكى لنا الدكتور عبدالرحمن الأجدر بمستشفى الزرقا المركزى حكاياته التى توجع القلب فقال امبارح كنت في نبطشيه في المستشفى، وربنا بعتلي حالتين أو بمعني اصح درسين ربنا بعتهملي في وقت معين هفضل افتكر فيهم لحد مااموت ..
الحاله الاولى .. بنت كان عندها السكر والضغط عالي والقلب و عندها من جرح في رجلها وبسبب السكر بتتعالج منه بقالها 3 سنين والجرح عمل انفكشين وتلوث وتسمم دم ودخلها في فشل كلوي فكان القرار ان رجلها تتبتر ..
في العمليات كل مانيجي نعملها اي حاجه تعيط من قلبها بسبب انها مبقتش مستحمله حتى شكة ابره وتعبتنا جداً فعلاً وتخديرها بدل ماكان نصفي اتقلب كلي .. كان البتر هيكون من تحت الركبه وخلاص بترو وبينشرو في العضم راحت جايبه صديد .. وده في حد ذاته مصيبه لان القرار الي بعد كده كان البتر من فوق الركبه من عند الفخد اخدنا موافقه الاب وكملنا .. وفعلاً ..
كمية الالم الي في الدنيا كلها تتوصف في حالتها بعد مادخلناها العنايه وفاقت وهيا بتصوت وتعيط علي رجلها وحالة الصدمه الي دخلت فيها .. كانت بتحسس علي مكان رجلها عالسرير بصدمه وتعييط وتقول شلتوها كلها لييه .. وتمسك في ابوها وتقوله مش انت قلتلي من تحت بس شالوها كلها لييييه ..
انا قبل العمليه كنت بتكلم مع حد في حاجات مضايقاني في حياتي وكان نفسي اغيرها .. بعد ماشفت البنت بقيت حاسس اني حشره ..
واقل كمان ..
ايه كمية النعم الي انا غرقان فيها وغافل عنها ..
احنا في غفله اقسم بالله مش حاسيين بالنعم الي احنا فيها ولا اعظم نعمه الي هيا الستر والرحمه من ابتلائات ناس كتير ..
تخيل احساسها نامت صحيت مفيش رجلها كلها ..
- الحاله التانيه .. شاب جاي رجله مكسوره جامد وكسر في الايد والعضمتين تقريباً متفشفشين ولازم عمليه تقويم للعضم .. وبياخد خمره وترامدول ومخدرات وحشيش وكل حاجه تتخيلها دخل العمليات وخد بنج نصفي الاول .. عمال يزعق ويتألم وفي وسط ده يروح مصوت عايز سجاره .. سجاره يامؤمن ..
وبيقولنا انا بشرب صباع حشيش كامل لوحدي في اليوم .. الشاب ده عشان ايده كان لازم يتقلب تخدير كلي .. وهنا كانت المصيبه .. انه في لحظة تخديره كلي وتركيب انبوبة النفس مرضيتش تركب ..
ومرضيتش تركب يعني في دقيقه العيان يدخل في هايبوكسيا وموت ومش هتلحق تصحيه اصلاً ..
الشاب ده كان فعلياً بيموت والي زود ده الهباب الي بيشربه والرئه المهلوكه .. مش عايز اوصف التشفيط الي طالع من زوره بس اقل حاجه انه اسود زي القطران ..
تخيلت لو الشخص ده كان مات اول مادخل في البنج الكلي وهوا قبلها بيقول عاوز سجاره..
تخيلت لو شاف منظر الإفرازات الي طالعه من صدره كان هيعمل ايه ..
تخيلت لو كان واعي فعلاً وحس بالموت كان ايه اول قرار هياخده ..
ليه صحتنا رخيصه كده .. ليه مش حاسين ان احنا ممكن نتهد في لحظه مش حاسبين حسابها ..
ليه مش بنحس يحجم النعم الا لما بنشوف مصيبه ..
تخيل تكون رايح مشوار وفجأه حادثه وفجأه تصحى مفيش رجلك .. وقتها هتعرف انت كان عندك ايه بس مش حاسس ..
الحمدلله حمداً سرمداً طيباً علي نعمه الظاهره والباطنه .. ماعلمنا منها وما لم نعلم ..
اللهم قنا برحمتك شر ماهو مقضي ..