بقلم /خالد البليسى
لما سمع عكاشة أن سبعين ألفا سيدخلون الجنة بغير حساب ، أسرع فقال :
يا رسول الله ، ادع الله أن أكون منهم ، قال : أنت منهم
فقال آخر : ادع الله أن أكون منهم..قال ﷺ: سبقك بها عكاشة..
فبين دخول الجنة بغير حساب ، وبين التعرض للحساب والمساءلة لحظة واحدة ، هي التي كانت بين سؤال عكاشة رضي الله عنه وصاحبه وهكذا الأمور مع الله
تفرق فيها اللحظة وتؤثر فيها التسبيحة
وتقدم المرء أو تؤخره دعوة أو دمعة!!
أشد الناس ندماً في الآخرة هم المهدرون لأعمارهم
حتى وإن دخلوا الجنة!!
بين الدرجة والدرجة في الجنة قراءة آية
وبينهما في العلو مسيرة خمسمائة عام!!
رأيت صديقاً لا يوقف تحريك شفتيه ونحن جلوس نتكلم ، لا يكاد يوقفهما عن التسبيح حتى انفض المجلس
فقمت وبي من الحسرة على نفسي ما الله به عليم .
الأنفاس الذاكرة تورث الغرف العاطرة
ومهمل الحسنات يفرط في عالي الدرجات…
الأعمار تحسب بالأنفاس
والجنة غراسها ذكر لا يتعدى طرفة عين..
أيها المتأخرون ، أفيقوا
فوقفة ساعة يوم القيامة تذيب الجسم من حرها فكيف بمن سيقف يوم القيامة كله؟!!
عكاشة وأصحابه المبادرون يعيشون في الجنة قبل الواقفين بخمسين ألف سنة!!
أوقفوا نزيف الأعمار
فالمعالي لن يبلغها مُدمن راحة.
زر الذهاب إلى الأعلى