مُقاطعة محمَّد رمضان، ما لها وَ ما عليها
مُقاطعة محمَّد رمضان، ما لها وَ ما عليها
كتب -رافع آدم الهاشمي
جذورُ الفِطرةِ الإِنسانيَّةِ السّليمةِ موجودَةٌ في داخلِ كُلِّ إِنسانٍ أَيَّاً كانَ، بغضِّ النظرِ عن عِرقهِ أَو انتمائهِ أَو عقيدتهِ، وَ بغضِّ النظرِ أَيضاً عن درجتهِ العلميَّةِ أَو مكانتهِ الاجتماعيَّةِ، وَ بغضِّ النظرِ كذلكَ إِن كانَ الإِنسانُ هذا ذكراً أَو أُنثى، هذهِ الجذورُ هيَ فقط تختلفُ بدرجةِ نموِّها بينَ هذا مِن ذاكَ وَ بينَ هذهِ مِن تلكَ؛ حيثُ أَنَّ تقوى اللهِ عَزَّ وَ جَلَّ لها أَثرٌ ملموسٌ وَ محسوسٌ معاً في التأَثيرِ الإِيجابيِّ القويِّ مُنقطِعَ النضيرِ على زيادةِ نموِّ هذهِ الجذورِ، لذا: فإِنَّنا نجِدُ أَنَّ الأَتقياءَ دائماً وَ أَبداً يُحِبّونَ أَوطانهُم، وَ يعشقونَ تُرابَ الأَرضِ الّتي وُلِدوا فيها، وَ يُضحّونَ بكُلِّ غالٍ وَ نفيسٍ مِن أَجلِ الحِفاظِ على سَلامةِ البلدِ الّذي ينتمونَ إِليهِ، بلِ: البلُدانِ الّتي ينتمونَ إِليها قاطبةً دونَ استثناءٍ، ينتمونَ إليها ولادةً، وَ/ أَو ينتمونَ إِليها إِقامةً، وَ/ أَو ينتمونَ إِليها أَصالةً، وَ غيرَ ذلكَ مِنَ الانتماءاتِ الأُخرى.
وَ كما أَنَّ جذورَ النباتاتِ تحتاجُ إِلى غذاءٍ يرفدُها بمقوِّماتِ البقاءِ وَ الارتقاءِ، كذلكَ فإِنَّ جذورَ الفطرةِ الإِنسانيَّةِ هيَ الأُخرى بحاجةٍ إِلى غذاءٍ مُماثلٍ تستطيعُ مِن خلالهِ أَن تستمدَّ مقوِّماتَ بقائها وَ ارتقائها معاً، هذا الغِذاءُ يشمِلُ كُلَّ ما يحتاجُ إِليهِ الإِنسانُ، سواءٌ كانَ ذلكَ في احتياجاتهِ الجسديَّةِ، أَو النَّفسيَّةِ، أَو العَقليَّةِ، أَو الروحيَّة، لذا: فإِنَّ أَيَّ نقصٍ أَو خللٍ في أَيِّ احتياجٍ من هذهِ الاحتياجاتِ، سيكونُ لَهُ النقصُ وَ الخللُ ذاتهما اللذانِ يؤثــِّرانِ سلبيَّاً في بقاءِ وَ ارتقاءِ تلكَ الجذور.
هذا الشيءُ، ينطبقُ علينا جميعاً نحنُ أَبناءُ وَ بناتُ أُسرتنا الإِنسانيَّة الواحدةِ، وَ مِن بين أَفرادِ أُسرتنا هذهِ، هُوَ الفنَّان مُحمَّد رمضان، الّذي أَخذَ الكثيرونَ (وَ أَخذتِ الكثيراتُ أَيضاً) في الآونةِ الأَخيرةِ يتهجّمونَ على شخصهِ في مواقعِ التواصل الاجتماعيِّ، تهجُّماً عنيفاً سافراً؛ فتارةً أَحدُهُم يُطالِبُ بمقاضاتهِ، وَ تارةً أُخرى يشتكى آخَرٌ مِن إِرهابهِ وَ فسادهِ وَ إِفسادهِ الّذي احتوت عليهِ عددٌ مِن مشاهدِ أَفلامهِ أَو مُسلسلاتهِ الّتي مَثــَّل فيها، أَو حتَّى أَغانيهِ الّتي غنَّاها هُوَ شخصيَّاً، وَ تارةً ثالثةً يدعو الداعي إِلى مُقاطعة محمَّد رمضان مقاطعةً كاملةً تشملُ حذفَ جميعَ إِنجازاتهِ تلكَ؛ لكن!
- ما الدافعُ الحقيقيُّ الكامِنُ لدى أَصحابَ هذهِ المطالباتِ وَ الشكاوى وَ الدعوات؟!
هُم يقولون: أَنَّ الّذي يكمنُ وراءَ سلوكياتِهم تلكَ هُوَ الحفاظُ على أَرضِ الوطنِ وَ شعبهِ مِنَ الانهيارِ الثقافِيِّ وَ الأَخلاقيِّ الّذينَ باتا وشيكينِ بوصولهما إِلى غالبيَّةِ طبقاتِ المجتمع.
أَمَّا أَنا فأَقولُ:
- هل حقَّاً دافِعُهُم هُوَ ما يدَّعونَ؟!
بالطبعِ أَنَّ في هؤلاءِ الأَشخاصِ (رجالاً وَ نساءً) مَن يحمِلُ فطرةً إِنسانيَّةً سليمةً، وَ كذلكَ فيهِم مَن يحمِلُ جذورَ هذهِ الفطرةِ بغضِّ النظرِ عن مُستوى نموِّها وَ درجةِ ارتقائها، إِلَّا أَنَّني أَسأَلُ هؤلاءَ جميعاً وَ أَسأَلُك أَنت أَيضاً:
- أَليسَ الّذي يُريدُ الإِصلاحَ لشيءٍ يجِبُ أَن لا يتسبَّبَ في عَطبٍ شيءٍ آخَرٍ سِواهُ أَيَّاً كانَ؟
لأَنَّهُ وَ ببساطةٍ شديدةٍ جدَّاً:
- مِنَ الخطأ أَن تُعالِجَ الخطأَ بالخطأ.
حينَ يقومُ الإِنسانُ بإِصلاحِ شيءٍ وَ في الوقتِ ذاتهِ يؤدِّي إِصلاحُهُ هذا إِلى تدميرِ شيءٍ آخَرٍ، فإِنَّ الإِصلاحَ لَن يكونَ إِصلاحاً قَطّ؛ بل هُوَ تدميرٌ لمواردِ أُسرتنا الإِنسانيَّةِ الواحدةِ، تدميرٌ لنا جميعاً نحنُ أَنباءُ هذهِ الأُسرةِ الواحدةِ؛ لأَنَّ كُلَّ ما خلَقَهُ اللهُ عَزَّ وَ جَّلَ في الحياةِ؛ إِنَّما خلَقَهُ ليكونَ مُسخَّراً لنا نحنُ؛ يُساعِدُنا على البقاءِ وَ الارتقاء.
مُحمَّد رمضان، هُوَ مِثالٌ واقعيٌّ عن الجميعِ أَيَّاً كانوا، هُوَ إِنسانٌ قبلَ أَن يكونَ مُمثــِّلاً، وَ هُوَ مثلك أَنت وَ مثلي أَنا وَ مثل الجميعِ قاطبةً، في داخلهِ جذورُ الفِطرةِ الإِنسانيَّةِ السليمةِ، أَمَّا: مِقدارُ نموِّها وَ ارتقائها فيهِ لا يعلمُهُ إِلَّا اللهُ؛ لأَنَّ الّذي يُزكّي الأَنفُسَ هُوَ اللهُ حصراً دُونَ سِواهُ، وَ بالتالي: فإِنَّ هذا الإِنسان الّذي هُوَ محمَّد رمضان، لا يخلو مِن إِيجابيِّاتٍ مُطلقاً، وَ كذلكَ إِنجازاتُهُ كُلُّها، هيَ الأُخرى لا تخلو مِن إِيجابيِّاتٍ أَيضاً، حتَّى تلكَ الّتي يراها البعضُ أَنَّها يجبُ أَن تُحذفَ مِنَ الحياة.
لذا: فأَنا أَسأَلُ هؤلاءِ جميعاً الّذينَ يدعونَ لمقاطعةِ محمَّد رمضان، وَ أَسأَلُك أَنت أَيضاً:
- مَن يجبُ علينا أَن نُقاطِعُهُ حقَّاً؛ طلباً للإِصلاح في جميعِ مفاصلِ الحياةِ؟!
محمَّد رمضان مُمثــِّلٌ، قامَ بأَدوارِهِ لقاءَ أَجرٍ مُعيَّنٍ، حالُهُ حالَ أَيِّ مُمثــِّلٍ آخرٍ سواهُ، وَ لو كانَ قَد رفضَ الأَجرَ الْمُقدَّمَ إِليهِ، لكانَ الآنَ هُناكَ مُمثــِّلٌ آخَرٌ غيرُهُ قَد أَدَّى تلكَ الأَدوارِ بديلاً عنهُ، وَ لكُنَّا الآنَ نجِدُ أَنَّ أَصحابَ هذهِ المطالباتِ وَ الشكاوى وَ الدعواتِ يوجِّهونَ أَصابعَ غضبهِم إِلى ذلكَ الْمُمثــِّلِ البديلِ..
- أَليسَ كذلك؟
إِذاً: الموضوعُ ليسَ عداءً شخصيَّاً ضدَّ شخصِ محمَّد رمضان، إِنَّما هُوَ أَمرٌ أَكبرُ مِن عَداءٍ شخصيٍّ تجاهَ أَحَدٍ أَيَّاً كانَ، فما الّذي يكونُ هذا الأُمرُ برأَيك أَنت؟
ستعرف (ين) أَنت الجوابَ بنفسك بعدَ قليلٍ.
حسناً، ثمَّ:
- وَ ماذا عنِ المؤلّفينَ الّذينَ هُم كتبوا سيناريو تلكَ الأَعمال، هل تجبُ مُقاطعتُهم أَيضاً وَ حذفُ جميعَ إِنجازاتهم؟!!
- وَ ماذا عنِ شركاتِ الإِنتاجِ الّتي مَوَّلَت تلكَ الأَعمال، هل تجبُ مُقاطعتُها أَيضاً وَ حذفُ جميعَ إِنجازاتها؟!!
- وَ ماذا عن الجهاتِ الحكوميَّةِ المسؤوليَّةِ الّتي أَجازت ترخيصَ تلكَ الأَعمال، هل تجبُ مُقاطعتُها أَيضاً وَ حذفُ جميعَ إِنجازاتها؟!!
- وَ ماذا عن القنواتِ الفضائيَّةِ وَ دُور السينما الّتي عرَضَت تلكَ الأَعمال، هل تجبُ مُقاطعتُها أَيضاً وَ حذفُ جميعَ إِنجازاتها؟!!
- وَ ماذا عن الصُحُفِ وَ المجلّاتِ الّتي تناوَلَت تلكَ الأَعمال بالإِشارَةِ أَو الإِعلان، هل تجبُ مُقاطعتُها أَيضاً وَ حذفُ جميعَ إِنجازاتها؟!!
- بل ماذا عن الجماهيرِ العريضةِ مِنَ المشاهدينَ وَ الْمُشاهِداتِ وَ الْمُتفرِّجينَ وَ الْمُتفرِّجاتِ الّذينَ شاهدوا وَ تابعوا تلكَ الأَعمال، وَ اللواتي شاهدَنَ وَ تابعنَ تلك الأَعمال، بمَن فيهم أَنا وَ أَنت، هل تجبُ مُقاطعتُهُم وَ مُقاطعتُهُنَّ أَيضاً وَ حذفُ جميعَ إِنجازاتهم وَ إِنجازاتهُنَّ كذلك؟!!
حينَ نريدُ الإِصلاحَ الحقيقيَّ يجبُ علينا أَن نسأَلَ أَنفُسنا:
- أَينَ يكمُنُ الخللُ في هذا العَطب الّذي نريدُ نحنُ إِصلاحُهُ؟
- وَ ما هيَ الوسيلةُ الّتي أَدَّت إِلى حدوثِ هذا الخلل؟
- وَ مِن أَيِّ شيءٍ استطاعتِ الوسيلةُ هذهِ أَن تتغذَّى في بقائها وَ نموِّها؟
إِجاباتُنا عن الأَسئلةِ هذهِ، ستكونُ كفيلةً بأَن نضعَ الضمادَ الناجعَ على الجُرحِ النازفِ ذات العَلاقة، لا أَن نكونَ مُجرّد أَبواقٍ في فَمِ أَحَدِ الآخرينَ، إِن قالَ فُلانٌ شيئاً، قُلنا ما قالَهُ أَيضاً، وَ إِن صَمتَ فُلانٌ عن شيءٍ، صَمتنا نحنُ كذلكَ، فأَينَ عقولُنا نحنُ يا سادة يا كِرام؟!!!
الماءُ وَ النَّارُ كِلاهُما موجودانِ في حياتِنا، وَ كِلاهُما نافعانِ وَ ضارّانِ معاً، مَن يُحدِّدُ النفعَ أَو الضررَ هُوَ أَنت أَيُّها الإِنسان، لا هُما، الشيءُ ذاتُهُ ينطبقُ على إِنجازاتِ محمَّد رمضان وَ غيرهِ مِنَ الْمُمثلينَ وَ المطربينَ وَ جميعَ الفنَّانينَ وَ الفنَّاناتِ، بغضِّ النظرِ عن مجالِ الإِبداعِ الّذي ينشطونَ فيهِ، إِنجازاتُهم تحمِلُ في فحواها وَ مُحتواها الماءَ النَّارَ معاً، وَ أَنت الْمُتلقّي هُوَ الشخصُ الوحيدُ الّذي يُحدِّدُ كيفيَّةَ تحويلِهما إِلى منافعٍ أَو أَضرار، لذا: فأَنت أَيضاً تتحمَّل (ين) جانباً مِنَ المسؤوليَّةِ على عاتقك ليسَ بالقليل.
عليهِ: يجِبُ أَن يكونَ إِصلاحُنا هُوَ دعوةٌ لتقويمِ الأَفكارِ الّتي في عقولِنا وَ في عقولِ الجميعِ بمَن فيهم محمَّد رمضانَ أَيضاً، وَ تبنّي الأَفكارَ الصحيحةَ ذاتَ الأَثرِ الإِيجابيِّ في صناعةِ الارتقاءِ بمُجتمعاتنا، لا أَن يكونَ إِصلاحُنا مطالباتٍ وَ شكاوى وَ دعواتٍ ضدَّ شخصٍ بعينهِ؛ لِمُجرَّدِ أَنَّهُ تخطّى حاجزَ أَعرافِ المجتمعِ بجرأَةِ إِبداعاتهِ، ناهيك عن أَنَّ المقاطعةَ هذهِ تتعارَضُ تعارُضاً تامَّاً مع حُريَّةِ التعبيرِ عن الرأَيّ، الّتي مِن أَشكالها: الأَفلامُ وَ المسلسلاتُ وَ الأَغاني وَ المقالاتُ وَ كُلَّ شكلٍ مِن أَشكالِ الإِبداعاتِ الأُخرى دُونَ استثناءٍ، بغضِّ النظرِ عن مستواها الإِبداعيِّ أَو حتَّى مستواها الأَخلاقيِّ في حالِ خلوِّها مِنَ الإِبداع.
- فهَل نقاطِعُ الماءَ وَ النَّارَ في الطبيعةِ وَ نحذفهُما مِن حياتِنا؛ لِمُجرَّدِ أَنَّ البعضَ مِن أَفرادِ أُسرتنا الإِنسانيَّةِ أَساءوا استخدامَ الماءِ وَ النَّارِ فأَحدثوا منهُما الضررَ بدلاً مِن إِحداثهِم المنفعةَ المتوخّاة؟!!!
علينا أَن نصلِحَ أَنفُسنا أَوَّلاً، بتنقيةِ معلوماتِنا وَ تقويمِ أَفكارنا؛ لتعديلِ مسارِ سلوكيِّاتنا نحوَ الصوابِ وَ تغييرها مِنَ السلوكِ الضارِّ إِلى السلوكِ النافعِ لنا وَ لأَحبّائنا وَ مُحبّينا وَ مُجتمعنا وَ وطننا وَ للأُسرةِ الإِنسانيَّةِ جميعاً دُونَ استثناء؛ لأَنَّ الإِصرارَ على مُقاطعةِ الأَشياءِ وَ حذفها، بدلاً مِن تقويمِ أَفكارِ أَصحابها وَ تعديلِ مساراتِ سلوكيِّاتهم، سيكونُ لَهُ أَثرٌ خطيرٌ على مُجتمعاتِنا؛ يتسبَّبُ لاحقاً في إِحداثِ تداعياتٍ وخيمةٍ على الدولةِ برُمّتها (حكومةً وَ شعباً)؛ حيثُ يتولّدُ التعصُّبُ تجاهَ الأَشخاصِ لا تجاهَ الأَفكارِ، مِمَّا يؤدِّي إِلى إِحداثِ ما أَطلقُتُ عليهِ تسميةَ (العَمى الفِكريّ)، الّذي سيكونُ وسيلةً يستغلُّها كهنةُ المعابدِ سُفهاءُ الدِّين الْمُتأَسلمينَ لا الْمُسلمين، في نصبِ فِخاخِهم لهؤلاءِ العِميانِ فكريَّاً، فيستخدمونهُم في بثِّ بذورِ الفتنةِ بينَ أَبناءِ وَ بناتِ الوطنِ الواحدِ، وَ بالتالي يَجرُّونَ الجميعَ إِلى الشِقاقِ وَ مِن بعدهِ إِلى التشتُتِ وَ مِن ثمَّ الفوضى في شتَّى مفاصلِ الحياةِ، وَ هذا ما يُريدُهُ بالضبطِ كهنةُ المعابدِ هؤلاء، يُريدونَ أَن تتقطّعَ أَوصالنا نحنُ الشعبُ الواحدِ ليتمزَّقَ وطننا الواحد، وَ لَن يحدثَ أَبداً ما يُريدُهُ سُفهاءُ الدِّينِ هؤلاءِ؛ لأَنَّنا جميعاً قَد أَصبحَنا في زمنٍ نحتكِمُ فيهِ لعقولنا لا لأَحابيلِ خِداعِ هؤلاءِ الْمُخادعينَ الأَشرار.
اللهُمَّ أَنِر عقولَنا بنورِ تقواك، وَ اجعَل خطواتنا تسيرُ إِلى رِضاك، وَ احفظنا وَ أَوطاننا وَ جميعَ المؤمنينَ وَ المؤمناتِ مِن كُلِّ سوءٍ وَ مكروهٍ، وَ اجعلنا دائماً وَ أَبداً أُمَّةً مُتعاضِدَةً مُتكاتِفةً يُكَمِّلُ فيها أَحدُنا الآخَرَ، بقلوبٍ نقيَّةٍ طاهرةٍ لا تعرِفُ شيئاً إِلَّا الطُهرَ وَ النقاء، فنبقى أَبدَ الدَّهرِ كالبُنيانِ المرصوصِ؛ يشدُّ بعضُنا بعضاً، إِنَّكَ يا ربُّ يا قُدُّوسٌ حَميدٌ مُجيبُ الدُّعاء.