مواقع إخبارية تصطاد في الماء العكر
يارا المصري
تواصل المواقع الإخبارية التابعة لحماس إثارة الخصومات والخلافات الداخلية داخل فتح من خلال نشر الأكاذيب والأخبار الكاذبة. في الأسبوع الماضي فقط ، نشرت مواقع مثل الرسالة ، الصفا ، وغيرهما عددًا لا يحصى من الأكاذيب والتشويهات لتصريحات يُزعم أن مسؤولي السلطة الفلسطينية أطلقوها بشأن ناصر القدوة.
وتطالب مصادر في فتح حماس بوقف التدخل في الشؤون الداخلية لفتح ، محذرة من أن دعاية حماس والمعلومات المضللة في وسائل الإعلام ستقوض في النهاية جهود المصالحة.
هذه المواقع الصحافية استغلت الخلاف الناشب بين الرئيس عباس وعضو اللجنة المركزية لحركة “فتح”، ناصر القدوة، الذي قاطع اجتماع اللجنة المركزية المنعقد مساء اليوم السبت الماضي، ضمن “خطوات عملية” على الأرجح من جانبه لتشكيل أو دعم قائمة غير قائمة حركة “فتح” الرسمية في الانتخابات التشريعية المرتقبة.
واكتملت اللجنة المركزية لفتح في اجتماع يزدحم بنقاط ساخنة، وهي: زيارة عضو اللجنة المركزية لفتح حسين الشيخ للأسير مروان البرغوثي في معتقله بسجن “هداريم” الإسرائيلي، أول أمس الخميس، وكذلك نتائج حوار القاهرة، ونوع الائتلاف الانتخابي الذي ستشارك فيه “فتح” في انتخابات المجلس التشريعي القادمة في مايو/ أيار المقبل.
وقالت هذه المواقع التابعة لحركة حماس أن مقاطعة القدوة لاجتماع اللجنة المركزية لحركة “فتح”، والذي يوصف بالاجتماع الهام، جاءت ليس من باب الاحتجاج، وإنما في سياق خطوات عملية قد يقدم عليها لاحقًا مثل تشكيل قائمة أو دعم قائمة غير رسمية لحركة “فتح” في انتخابات المجلس التشريعي.
وكان القيادي في حركة “فتح” حاتم عبد القادر، قد أكد، في وقت سابق، أنه يجري الاستعداد لتحضير “قائمة ظل موازية” لقائمة حركة “فتح” الرسمية في الانتخابات التشريعية القادمة، ستخرج للعلن قريباً، إذا فشلت كل المحاولات الرامية لتوحيد الحركة، ومن الممكن أن يشكلها ناصر القدوة أو المقربون من مروان البرغوثي.
وتأتي هذه الأخبار المتداولة عن مقاطعة القدوة لاجتماع اللجنة المركزية بعد نحو أسبوعين، من توجيه الرئيس الفلسطيني محمود عباس، كلمات وصفت بـ”القاسية” له في اجتماع للجنة المركزية لحركة “فتح” في الـ24 من الشهر الماضي.
وقال عباس خلال الاجتماع، حينها: “يعني المحافظات الجنوبية (محافظات قطاع غزة) روحي فتوح (عضو اللجنة المركزية) ينزل على غزة ويشتغل ميدانياً هناك للانتخابات”، وتابع: “وإنت كمان يا ناصر”، مخاطباً القدوة “ليش ساكت انزل”.
وتابع: “أما اللي بدوش (لا يريد) يشتغل في هيك موضوع، يقعد في بيته ويسكر على حاله الباب، واللي بفكر ينزل أمام قائمة (فتح) الرسمية سأمنعه بالقوة”. ومن الواضح أن حديث عباس كان موجهاً للقدوة، الذي باتت القطيعة أبرز ما يميز علاقتهما، وذلك ما انتهزته بعض المواقع الإخبارية وعملت على توسيع الخلاف بين الجانبين.