مهندس زراعي باوسيم يقتل زوجته الأولي
متابعة/رانيا يوسف
حزن ودموع.. أصبحت التركة
الوحيد التي تركتها «هدى – 35 عامًا»، لأسرتها عقب رحيلها عن الدنيا وهي تترك 3 من
أولادها، أحدهم لم يكتمل 11 عامًا، تحملت كل معاني الحرمان والآسى في سبيل
تربيتهما، وتحملت ظروف زوجها القاسية، وضربه المستمر لها.
تلك الأم التي ضحت بكل سبل السعادة، وحملت على عاتقها هموم الأسرة، فلم تجد من
يحنو عليها ويقدم إليها يد العون، ووجدت زوج استقبل كل تلك التضحيات، بأن قتلها بسبب
5 جنيهات، ومن هنا انتقلت «بوابة أخبار اليوم»، لرصد عن قرب ما جري والدوافع
الحقيقية للمتهم لكي يقتل الملاك البرئ.
وفي هذا السياق، قال «عماد»، شقيق المجني عليها، «في يوم الواقعة، كنت قاعد
بفطر في البيت، حضر بعض الجيران وقالوا أن هدي وقعت من أعلي العقار.. فجرينا
عليها، وعلمت من الأهالي أن زوجها وأسرته راحوا بيها القصر العيني، اصطحبت أمي
وشقيقي وذهبنا إلي المستشفي مسرعين لكي نطمئن عليها، وعندما وصلت لما
أجدها سوي جثة هامدة».
وأشار شقيقي المجني عليها، « في بداية كان ظني أنها سقطت من أعلي العقار، ولكن
علمت من المرضي المحجوزين مع شقيقتي أن زوجها هو من قتلها، وأنها قالت لهم قبل
وفاتها بأنه هو اللي قتلها بضربها بزجاجة ثلج في رقبتها مما تسبب في مصرعها..
وعرفنا بعد كدا أن اللي حصل خلافات أسرية كان سببها 5 جنيهات، لرغبتها في إحضار
طعام لأطفالها وامتناع المتهم عن إعطائها المال».
وتابع شقيق المجني عليها، «إن المتهم لديه 3 أبناء أكبرهم في الثانوية ويعمل مهندس
زراعي .. رفض الإنفاق عليه وأن يكمل تعليمه، وتزوج من جاره له، وأصبح ينفق كافة
أمواله عليها، ويعطي شقيقتي فقط 5 جنيهات لكي تأكل طوال اليوم بها، فطار وغداء
وعشاء ويرفض أن ينفق على أطفاله أو يحضر لهم ملابس».
«نفسي يتعدم».. بتلك الكلمات بدأت «روفيدا – 14 عامًا»، نجله المجني عليها:«مش
هرتاح غير لما أبويا يتعدم على اللي عملوا في أمي، وسوء معاملته لها ولنا، فكان يميل
لزوجته الأخرى، ويعطيها كل ما يجني من مال، بينما جعل أمي في شقة لا يوجد بها
حمام ولا مكان آدمي، وكان بيضربنا ومش بياكلنا».
واستكملت روفيدا، «في يوم الواقعة، طالبت أمي منه أن يعطيها فلوس علشان تجيب
أكل لينا.. فأعطاها 5 جنيه، ولم بدأت تكلموا وتقولوا مش هيكفونا فطار وغداء وعشاء،
ضربها بكل قوته وقالها هما دول معيش تأني وبعد كدا قتلها.. وفضل يقولها مش أحسن موتي بقي».
«القصاص العادل».. كانت كلمة الأم المكلومة، عقب حسرتها على نجلتها، التي طالبت
من القضاء المصري العادل، بأن يرجع إليها حق ابنتها التي قتلت دون ذنب، فتقول:«بنتي
كانت وردة وعايزة تعيش علشان أطفالها.. قتلها دون ذنب، كانت كل يوم تيجي وتأكل
معي وبعطيها فلوس علشان تقدر تواصل حياتها، كانت رفضه الطلاق منه علشان عيالها».
يذكر أن جددت النيابة العامة، حبس مهندس زراعي لمدة 15 يوما، بتهمة القتل العمد
لزوجته، وطلبت النيابة تحريات المباحث النهائية بشأن الواقعة، ولا تزال التحقيقات.
تعود أحداث الواقعة، عندما ورد بلاغ من أسرة المجني عليها يفيد بالعثور على جثة في
منزل الزوجية بمنطقة برطس بأوسيم، وانتقلت قوة أمنية من مباحث الجيزة ووحدة
مباحث أوسيم، تحت قيادة العقيد أحمد الوليلي مفتش مباحث شمال الجيزة، والمقدم
مجدي موسى رئيس مباحث أوسيم، إلى مكان الواقعة، وتبيّن أنّ المجني عليها زوجة
أولى لمهندس زراعي وأنّه وراء ارتكاب الواقعة، وقتلها بسبب خلافات على مصروفات
البيت وألقي القبض عليه.
زر الذهاب إلى الأعلى