كتب: اسلمان فولى
تمتلأ كتب التاريخ الإسلامي بالكثير من الشخصيات المخلدة بذكراها العطرة، وعندما نبحث في تاريخ صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم نجد الكثير من الأبطال الخارقين الذين تفوقوا بشجاعتهم الحقيقية على أبطال السينما والخيال العلمي.
ومن هؤلاء الأبطال كان بطلنا الأسطورة الحقيقية الصحابى”ضرار بن الأزور” – رضي الله عنه، الشجاع الذي هجم بمفرده على جيش كامل من الأعداء، حتى ظنوا أنه شيطان وليس بشرًا، وأطلقوا عليه لقب غريب وهو ” الشيطان عاري الصدر”، فتعال معي عزيزي القارئ لنتعرف على هذا البطل.
تميز الصحابى”ضرار بن الأزور” بجرأته وشجاعته، فقد كان مقاتلًا من الطراز الأول، لا يخشى الموت ولا يتراجع أمام الأعداء، لذلك اعتمد عليه الصحابى “خالد بن الوليد” في فتوحاته بالشام، إلى الحد الذي كان الصحابى “ضرار بن الأزور” هو الرجل الثاني في جيش المسلمين بعد “خالد بن الوليد”.
وفي معركة “أجنادين” التي دارت بين المسلمين والروم، والتي كان عدد جيش المسلمين فيها حوالي ثلاثون ألف مقاتل، مقابل تسعون ألف مقاتل في جيش الروم، كان الصحابى “ضرار بن الأزور” مميزًا وشجاعًا كعادته، وقد قتل من المشركين الكثير بالرغم من تفوق عددهم على المسلمين.
وأثناء ما كان القتال على أشده بين المسلمين والروم، خلع الصحابى”ضرار بن الأزور” درعه الحديدي ليتحرك بخفة وحرية أكثر، وفي تلك اللحظة وبمجرد أن رآه أعدائه عاري الصدر، قالوا أنها الفرصة المناسبة للنيل منه، فها هو الرجل الذي أزعجهم منذ بداية المعركة بدون درع يحميه.
فاجتمع عدد كبير من الجنود على الصحابى”ضرار بن الأزور” حتى كاد لا يُرى، ولكنه قتلهم جميعًا بلا استثناء، وخرج من بينهم بلا خدش، فأطلقوا عليه لقب “الشيطان عار الصدر”، ومن بعدها انتشرت هذه الأسطورة في صفوف الأعداء بسرعة رهيبة، بل تعدت هذا الجيش إلى جيوش الروم الأخرى.
إنه الصحابي الشجاع ضرار بن الأزور رضي الله عنه الذي أسلم بعد فتح مكة، وقد كان لهُ مالٌ كثيرٌ، قيل إن له ألف بعير، فترك جميع ذلك، وأقبل على الإسلام بحماسة ووفاء، فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم: “ربح البيع”، ودعا الله أن لا تُغبن صفقته هذه، فقال النبي : “ما غُبِنتْ صفقتك يا ضرار”.
وبعد ذلك اليوم، أصبح ” ضرار بن الأزور ” يقاتل عاري الصدر متعمدًا، ليبث الرعب في قلوب الأعداء، فما أن يروه حتى يفروا من أمامه قائلين “جاء الشيطان عاري الصدر”.
المدهش أيضًا أنه في تلك المعركة، معركة ” أجنادين “، وصل الصحابى ” ضراربن الازور” – رضي الله عنه- إلى قائد الروم “وردان”، الذي عرفه من تلقاء نفسه بعد أن وصل صيته قبله، إنه ” الشيطان عار الصدر “.
و دارت مبارزة قوية بينهما، وانتهت لصالح الصحابى ” ضرار بن الأزور ” فقد اخترق سيف ” الصحابى ضراربن الازور ” صدر “وردان” وأكمل السيف المهمة ففصل رأسه عن جسده.
ثم عاد الصحابى”ضرار بن الأزور” – رضي الله عنه – برأس قائد الروم “وردان” إلى المسلمين، عندئذ انطلق من معسكر المسلمين صيحات التكبير والتهليل.
ويرجح أنه مات في طاعون عمواس، ودُفن هناك وسميت المدينة باسمه.وشارك أيضًا في فتح دمشق مع خالد بن الوليد رضي الله عنه، ثم توفي ضرار بن الأزور في منطقة غور الأردن، ويرجح أنه مات في طاعون عمواس، ودُفن هناك وسميت المدينة باسمه.
زر الذهاب إلى الأعلى