بقلم/خالد البليسي
بلى يبكي الرجال!
يبكي الرجال عندما تموت أمهاتهم لأن كلمة أمي وحدها من تشعرهم بأنهم ما زالوا صغاراً مهما بلغوا من العمر وغيابها يُثري الشيب في الرأس ما بين ليلة وضحاها …
يبكي الرجال حين يفقدون آبائهم لأنهم في تلك اللحظة يصبحون هم الآباء و هم الأعمدة و هم السقف ووحدهم السند …
يبكي الرجال حين يمرض أحد ابنائهم لكن بعد ان يديروا ظهورهم حتى لا تراهم تلك العيون الصغيرة التي تستمد قوتها للشفاء من قوة آبائهم …
يبكي الرجال حينما يزوجون بناتهم حين يضعون قلوبهم على صدر رجلٍ آخر بعد سنواتٍ من الرفق بتلك القوارير
يبكي الرجال لجحود الابناء او استعلائهم أو تطاولهم ولو بكلمة على والديهم….
يبكي الرجال قهراً … وغُلباً … وضيقاً وخيبة …
نعم…يبكي الرجال عند عجزهم عن تأمين لقمة او لعبة أو ادنى رغبة لاولادهم…
يبكي الرجال لخشوع الله ولفراق وطن ولغياب أحبة!!
نعم يبكي الرجال ولكن….
في العتمات و تحت الأمطار وعلى الوسائد ….
لكن دموع الرجال لا تخرج من مقلة العين على الخد فيراها الجميع …
بل تخرج من القلب وعلى القلب …
فيظهر اثرها في التنهدات والنظرات و تجاعيد الوجه وبياض الشعر