مقالات وتقارير
من طلب العلا سهر الليالى
من طلب العلا سهر الليالى
طارق سالم
هذا مثل مشهور يدور على ألسنة الناس
فسرحت بخيالى في معنى هذا المثل وأردت أن المس به الواقع الذي
نعيش فيه لعلها تكون رسالة مفيد للقارئ وللمجتمع هذه السطور لكل
من يريد أن يتقدم لعمل عام أو لمنصب ما في جميع المجالات حتى
يعلم وجهته الحقيقية لما هو تقدم لهذا العمل أو لهذا المنصب هل هو
مؤهل نفسيا وعلميا وثقافيا وتربويا وهل هو قادر على قيادة مؤسسة
بفكر جديد ورؤية مستقبلية تواكب ما تسير به الدولة من بناء وتشييد
وتطبق الافكار على أرض الواقع وتعمل على النهوض بشعبها وتقدمه
حتى تواكب دول العالم وتغير ثقافة الروتين إلى ثقافة العمل الجاد
والفكر الجديد وهذا لا ينطبق على الشخص الذي يرد أن يعمل بالإدارة
للشعب بمجلس النواب والمحليات والعمل التطوعىلأنه عندما تطلب
وتتقدم للمنصب أو الترشح في مجال ما لابد أن تكون أنت لديك قناعة
تصل في هذا المجال إلى العلا ومن أجله لابد أن تطوع نفسك وتنميها
بالعلم والثقافة والإخلاص له وللوطن وأن تكون رؤيتك وافكارك مختلفة
بقية من حولك وتكون نموذج صالح يشهد له كل العاملين ويشهد له أبناء
دائرتك أو أبناء بلدتك أو أبناء حارتك فلابد أن تكد وتتعب وقف على أرضية
صلبة واثق الخطى إن أردت أن تصل إلى ما تصبوا إليه وهوالعلا .
• هناك أمثلة كثيرة اقدمت على هذه الخطوة وتعبت وسهرت الليالى
حتى نالت وفازت بالعلا وعملت على أن تظل هذه هى أغلى أمانيه
النجاح والتفوق والحفاظ على هذه المكانة العليا والعمل على أن يظل
هذه هو الهدف الاسمى له ولمجاله وللوطن حتى يكون نموذجا صالحا
تشير إليه اصابع العزة والفخر والكرامة ولما لا وهو اثر عن نفسه بلده
ووطنه وسهر وتعب من أجلها حتى تصل هى الأخرى إلى العلا .
• وهناك أمثلة كثيرة خاوية الوفاض لا تملك من المعنى أية شئ غير
المظهرية والشكل واللون وحلوالكلام الذائف وبداخلها لا تحمل غير الأنا
التى تريد الوصول للمنصب أو القيادة باية طريقة من طرق اللف والألتواء
والتمسح والتقرب حتى وإن كان على حساب أهله وبلده لأنه بحالته
هذه جسد بلا روح يتحرك كالدمية التى يهنئ بها أى من يوصله لهدفه أو
ينصبه منصب ما حتى وإن كان ذا مال وبنون يتحدث عنه ماله الذي
اكتسبه بغير علم ولا تعب ولا نصب ماله الزائف الذي زيف شخصيته
التى بين جنبيه وينفق هنا وهناك في الصالح والطالح حتى يكون هو
الوجهة الجاهلة الغير صالحة والتى نالت المنصب للاسف بماله وليس
بعلمه ولكنه كثيرا ما يسقط هؤلاء سريعا وتفشل قيادتهم وإدارتهم
وتذهب ريحهم للقاصى والدان ووسط كل البلدان لأنهم ليسوا هم
المأمولون لبناء المستقبل ليسوا هم أحق بالمنصب والقياة أو الترشح
لها وهنا تجدهم خسروا أنفسهم وأموالهم وباعوا أخراهم بدنياهم
بشراء الذمم الخربة والتى هي تلهث واء الجهل والمال ولم تنظر يوما
إلى الثقافة والعلم ولم تسهر يوما ما حتى يكون العلا طلبهم بل هو برئ
منهم ولا يكون على مقربة حتى من أحوالهم بالحياة ولا يتوافق مع
مصلحة الشخصية والأنا الغبية .
وبالأخير أتمنى أن يعى كل من يريد أن ينال العلا في هذا البلد في كل
المجالات أن يتعب ويسهر ويكد ويجتهد ويخلص وأن يطور من فكره
النافع للبلد بعيدا عن النفعية الخاصة والمال الزائف والوساطة الخائبة
والقرابة المذلة وأن يعمل على بناء شخصيته العملية والوطنية عندها
أكيد سوف تصل لهدفك وتصل للعلا وتهنئ وتفرح كما يهنئ ويفرح
المحبوب بمحبوته عند الفوز بها بعد سهر الليالى الطوال .
واختم مقالى بهذه الابيات للإمام الشافعى لهذا المعنى :
بقدرِ الكدِّ تكتسبُ المعالي ومن طلب العلا سهر الليالي