من شبين الكوم الي الساحل ..
بقلم خالد راشد
نقيب محامين المنوفية
كان الانتساب الي الساحل الشمالي بالنسبة للمصريين دليل انتقال الي
طبقة أصحاب النفوذ والمال . كانت مراقيا البداية في زمن كانت لا تزال
الفوارق الاجتماعية ترخي ستائر الستر علي أبناء الطبقة المتوسطة . مع ثمار
الانفتاح إفتتح الآباء الأوائل من الطبقة الجديدة مارينا . إنتقلوا منها الي غيرها
من القري التي ضاربت في بورصة الاغلي ، دليلا علي التمايز حتي بين ا
. حافظ الأغنياء الجدد من أبناء الساحل في الظهور العلني علي القشرة
الاجتماعية ، دون معاداة لأبناء الطبقات الأدني .
كانت حفلات عمرو دياب أو منير أو اليسا وغيرها….. تعبير عن ذوق أبناء
الذوات حتي ولو تربي بعضهم قديما علي الرقص علي دقات الفرق في
الموالد والافراح الشعبية .
مع الزمن خرج الجيل الأحدث لا يهتم
بالقشرة التي حافظ عليها الآباء . خرج مفتوناََ بالنفوذ والجاة والسلطة التي
تربي عليها ، بالثقافة التي نشأ يرضع منها . فكل شئ مباح ومتاح . ماتت
نظرة العيب ، ما يصح ومالا يصح ، تحجرت قلوبهم علي طبقات تتصارع
علي فضلات طعامهم .
كان ظهور محمد رمضان إعلانا بإنتصار طبقة المهمشين ، ابن الحواري والأزقة
. يحطم الارقام القياسية في إيرادات الافلام .ثم قرر التحول الي مطرب ب
اعتمد نفسة ” نمير وان ” الفن بكل اشكاله .
هنا كان واجبا ، علي أبناء طبقة “النمبر وان ” في مصر ، أن تعبر عن نفسها
وتفرض ذوقها الخاص . وتحتضن حفل رمضان . حضور يفوق 50 الف ، دفعوا
الملايين فقط لإثبات الحضور . في حفل تأبين زمن الفن الجميل .
قديما كان الآباء يستحضرون الراقصات في الحفلات الخاصة جدا . وربما
يشاركون الرقص في القاعات المغلقة . ويخرجون علينا نهاراََ بالمسبحة وأعمال
البر . وأحاديث حب الوطن .
اليوم في كاشفة النهار يتسابق الابناء علي الرقص الجنسي علانية ، ملابس
قد لا ترتديها الغوازي والراقصات ، كؤؤس تتطاير منها العقول . إعلانا ل
جديدة تفرض ذوقها لا تداري ولا تتواري خلف ستار . لا تخشي في الفُجر
والفُخش لومة لائم .
في زمن ولي إجتمع لفيف من كبار ملاك الأراضى الزراعية بالمنوفية عام 1892-
أغنياء هذا العصر- وقرروا إنشاء جمعية “المساعى المشكورة” لتعليم أبناء
الفقراء . كان الاجتماع بمدينة شبين الكوم .
هكذا كانت المسافة بين شبين الكوم ا
الساحل الشمالي عنوانا لما حدث ويحدث في مصر .
زر الذهاب إلى الأعلى