ولكن هذا لا يعني بالضرورة فرض إجراءات الإغلاق مدى الحياة، بحسب مقال نشرته صحيفة وول ستريت جورنال.
المُحصّلة النهائية هي كالتالي: أنَّ مسببات المرض ستعاود الظهور لأعوام، بل ولعقود، مما سيضطر المجتمعات للتعايش مع “كوفيد-19” مثله كبقية الأمراض الوبائية الأخرى كالأنفلونزا والحصبة ومرض نقص المناعة.
سيكون علينا الوصول إلى مرحلة القبول في أقرب وقت ممكن، وأن ندرك أن حياتنا لن تكون كما كانت في السابق؛ نظرًا لأننا بصدد تغيرات طويلة الأجل، بحسب ما صرح به مدير سابق لدى مراكز مكافحة الأمراض الأمريكية.
إلا أن الوضع ليس بهذا القدر من السوء، لا سيما وأن اللقاحات وارتداء الكمامات يمكن أن يساعدنا في أن نمارس حياتنا اليومية بشكل طبيعي.
وقال المدير السابق: إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تعد مثالًا على ذلك، إذ أثبتت اللقاحات فعاليتها الكبيرة في مكافحة الأعراض الشديدة للمرض، كما خفضت من أعداد المرضى بالمستشفيات وأيضًا أعداد الوفيات بحوالي 30% بعد أن قامت السلطات هناك بتطعيم ثلث السكان، فيما تشير التوقعات إلى أن معدل الوفيات سيتراجع بشكل كبير في الأسابيع المقبلة.
من المتوقع أن يصل العلماء في جامعة أوكسفورد البريطانية إلى تعديل للقاح أسترازينيكا بحلول الخريف المقبل لمحاربة السلالة المتحورة من فيروس “كوفيد-19” والتي اكتشفت في أجزاء من جنوب إفريقيا، بحسب بي بي سي.
وتلقى نحو 11.5 مليون مواطن بريطاني بالفعل الجرعة الأولى من لقاح أسترازينيكا-أوكسفورد، فيما من المتوقع الانتهاء من تطعيم الفئات الأكثر احتياجًا بحلول منتصف فبراير الجاري.
«استرازينيكا» غير فعال:
‘لا يحمي اللقاح من الأعراض الخفيفة والمتوسطة التي يسببها التحور الجديد لفيروس كورونا الجنوب الإفريقي.. هكذا ذكرت صحيفة “فاينانشيال تايمز” نقلا عن دراسة ستنشر غدًا الاثنين، وتم إجراؤها من قبل “جامعة ويتواترسراند” الجنوب إفريقية وجامعة أكسفورد، التي ساعدت في تطوير لقاح استرازينيكا.
وبحسب تقرير لصحيفة بيلد الألمانية، أكدت شركة الأدوية السويدية البريطانية المنتجة للقاح أسترازينيكا تقريرا لصحيفة فاينانشيال تايمز، الذي أشار صراحة إلى عدم فعالية اللقاح ضد متغير الفيروس الجنوب أفريقي.
وأشارت “بيلد” إلى أنَّ معظم المشاركين في الدراسة كانوا من فئة الشباب والبالغين الأصحاء، ولم تشمل الدراسة فئة كبار السن المعرضة للخطر.
وفي ألمانيا ودول الاتحاد الأوروبي الأخرى، بما في ذلك فرنسا، لم يتم السماح باستخدام لقاح استرازينيكا إلا للأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 65 عامًا، وذلك لعدم وجود نتائج علمية كافية تسمح باستخدام اللقاح للفئات المسنة المعرضة لخطر الموت بسبب مرض كوفيد-19.
وأعلنت شركة استرازينيكا، أنها ستجري دراسات لتطوير اللقاح، بحيث يصبح فعالًا أيضًا مع طفرات كورونا الجنوب الإفريقية المنشأ.
وقالت شركة “أسترازينيكا”: إنَّ لقاحها قد لا يوفر سوى حماية محدودة ضد الاعتلال الخفيف الناجم عن النوع الجنوب إفريقي من مرض كوفيد-19.
ومن بين تحورات فيروس كورونا التي تثير قلق العلماء وخبراء الصحة العامة حاليا ما يسمى بالمتغيرات البريطانية والجنوب إفريقية والبرازيلية، التي يبدو أنها تنتشر بسرعة أكبر من غيرها.
سباق اللقاحات:
تزامنا مع تسابق الدول الكبرى لطرح لقاحاتها ضد فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19)، وبعد اعتماد الصين للقاحها الجديد “سينوفارم” لمكافحة فيروس كورونا المستجد، ليخرج من المرحلة التجريبية ويصبح ضمن اللقاحات الأساسية التي تحارب الجائحة التي شلت حركة العالم، بات السؤال الأهم عن آلية اللقاح وكيفية عمله ضد الفيروس القاتل؟
في أوائل عام 2020، أنشأ معهد بكين للمنتجات البيولوجية لقاحا لفيروس كورونا باسم “BBIBP-CorV”، وتم وضعه في وقت لاحق في التجارب السريرية من قبل شركة “سينوفارم” الصينية المملوكة للدولة، هذا اللقاح تمت الموافقة عليه بشكل رسمي الخميس، وستبدأ دول عالمية باستخدامه للتطعيم، على خطى الإمارات والبحرين اللتان بدأتا بالفعل استخدامه.
ويعمل لقاح “سينوفارم” عن طريق دفع الجهاز المناعي للإنسان لصنع أجسام مضادة لفيروس كورونا، والتي ترتبط بالبروتينات الفيروسية، مثل ما يسمَّى بالبروتينات الشوكية التي ترصع سطح الفيروس.
ولإنتاج اللقاح، أحضر الباحثون في معهد بكين 3 أنواع من فيروس كورونا، من المصابين في المستشفيات الصينية، بالإضافة إلى فيروس متحور يستطيع التكاثر، وفقًا لصحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية.
ولدى إنتاج الباحثين لمخزونات كبيرة من فيروسات كورونا، قاموا بصبّها بمادة كيميائية تسمى بيتا بروبيولاكتون، وقام المركب بتعطيل فيروسات كورونا عن طريق الارتباط بجيناتها، ولم يعد بإمكان فيروسات كورونا المعطلة التكاثر.
ثم قام الباحثون بسحب الفيروسات المعطلة وخلطها بكمية ضئيلة من مركب قائم على الألومنيوم كمادة مساعدة، لتحفز هذه المواد المساعدة جهاز المناعة لتعزيز استجابته للقاح، حسبما أشارت الصحيفة.
يذكر أنه تمّ استخدام الفيروسات المعطلة لأكثر من قرن من الزمان، واستخدمها مبتكر لقاح شلل الأطفال في الخمسينيات من القرن الماضي، جوناس سالك، وهي من القواعد الأساسية للقاحات ضد عدد من الأمراض، بما في ذلك داء الكلب والتهاب الكبد (أ).
ونظرا لأن الفيروسات في اللقاح أصبحت معطلة وغير حية، أصبح بالإمكان حقنها في الجسم دون التسبب بالإصابة.
وبمجرد دخولها الجسم، يتم ابتلاع بعض الفيروسات المعطلة بواسطة نوع من الخلايا المناعية.
وتمزق الخلية المناعية الفيروس التاجي وتعرض بعض شظاياه على سطحها، ويمكن أن تساعد في تجنيد الخلايا المناعية الأخرى للاستجابة للقاح.
وبمجرد التطعيم بلقاح سينوفارم، يمكن لجهاز المناعة الاستجابة لعدوى فيروسات كورونا الحية، حيث تنتج الخلايا المناعية أجساما مضادة تستهدف “بروتين سبايك”، مما يمنع الفيروس من دخول الخلايا، وقد تمنع أنواع أخرى من الأجسام المضادة الفيروس بوسائل أخرى.
وأظهرت التجارب السريرية لشركة سينوفارم أن لقاحها يمكن يحمي الناس من الإصابة بفيروس كورونا، لكن لا أحد يستطيع حتى الآن تحديد مدة استمرار هذه الحماية.
ومن الممكن أن ينخفض مستوى الأجسام المضادة على مدار شهور، لكن الجهاز المناعي يحتوي أيضا على خلايا خاصة تسمى “خلايا الذاكرة ب” التي قد تحتفظ بمعلومات حول فيروس كورونا لسنوات أو حتى عقود.
وكانت دولة الإمارات قد أعلنت أن اللقاح الصيني حصل على الموافقة الكاملة في البلاد، بعد أن كشفت عن نسبة فعالية 86%.
وأعلن رئيس شركة سينوفارم في وقت سابق، أن مليون مواطن صيني تقريبًا تم تطعيمه باللقاح حتى الآن.
زر الذهاب إلى الأعلى