بقلم/ سارة جمال
أخذت أتامل الناس الذين في حياتي قبل قدوم العام الجديد حيث هناك من دخل إليها و لم أكن أعرفهم من قبل، كما أن هناك من رحل لسبب لم أعرفه و لم أكن أتخيل بأنهم سيرحلون، لكنهم قد رحلوا على كل حال، فوجدت نفسي أتوقف عند هذه النقطة واتأمل لماذا يفكر المرء في الاحتفاظ بكل من قد مروا في رحلة حياته، ثم قارنت ذلك باحتفاظنا بملابسنا القديمة التي لم تعد تناسب هيئتنا ولا شكلنا ولا ذوقنا الحالي، فنفكر بأن نتركها لأشخاص آخرين لينتفعوا بها، فنحن خزناها لدينا بسبب ثقافة قد تربينا عليها، وهي انها ربما قد تنفع في يوم ما، أو ربما نحتفظ بها كذكرى أو نستعيد معها شوقاً قديماً، لكن الأشخاص والعلاقات تتغير و تبلى أيضاً كالأشياء، فلماذا نستميت في الحفاظ على علاقات وأشخاص لم يعد لهم دور في حياتنا.
نعم بعض العلاقات قد أصبحت عبئاً على أعصابنا لأنها غير مريحة، وأصبح الأمر يحتاج إلى ترتيب وضع الآخرين في حياتنا على حسب الأولوية، ووضع الباقي من العلاقات البالية في المستودع، تمهيداً للتخلص منها لأنه أصبح لا داعي لوجودها، فأدركت حينها كم نضجت و تغيرت وكم تغيرت اهتماماتي وأفكاري ورؤيتي للحياة وللأشخاص، ربما لم يعد يتقبلني البعض لأنه لم يعد له عندي مصلحة في حياتي الجديدة، أو ربما لم تتطور أفكارهم تجاه أمور في الحياة مثلما تطورت أفكاري، أو ربما لم تعد بيننا اهتمامات مشتركة، أو ربما ما زلنا نحتفظ بحبال الود لكننا لا نملك الوقت للحديث.
ورغم كل ذلك أجدني ممتنة لكل من كان جزء من رحلتي في الحياة ولم يكملوا الطريق، فأنا لازلت أرسل لهم ما بين وقت وآخر رسائل في المناسبات ولم أتوقف عن إرسالها لهم عندما رحلوا، وكتبت رسائل أخرى في قلبي لمن يريدون البقاء، وأرسلت إلى من اشتقت إليهم ولم نتواصل منذ مدة، وحادثت من رغبت في سماع صوتهم والإطمئنان عليهم.
ترى هل جربتم ذلك من قبل؛ وهو أن تبحثوا في حياتكم عن بعض الأشياء القديمة وأتتكم الشجاعة للتخلص منها بدون أي تردد؟! أدعوكم للتجربة فهي تستحق أن تخوضوها فسيعوضكم الله بمن هو الأجمل والأفضل في حياتكم، فلا تجعلوا في حياتكم أشخاصاً يشعورنكم بأنكم لا شيء في حياتهم، ولا يمنحونكم الطاقة الإيحابية.
