مني يكون السفر
بقلم مصطفى سبتة
متي يكون السفر وجرب وحاول
ففوق الرؤس تدور المعاول
وفي الأفق غيم صراخ عويل
وفي إلا رض بركان سخط طويل
وفوق الزهور يموت الجمال
وتحت السفوح تئن الجبال
ويخبو مع القهر عزم الرجال
ومازلت تجمل سيفاً عتيقا
تصارع بالحلم جيش الضلال
متي يكون السفر فمهما عشقت
نهاية عشقك حزن ثقيل
ستغدو عليها زمانا مشاعا
فحلمك بالصبح وهم جميل
فكل السواقي آلتي اطربتك
تلاشي الهموم وسر غناها
وكل الأماني آلتي ارقتك
نسيت العشق منك ضياها
ووجه الحياة القديم البرئ
تكسر منك مضي منك أن يجئ
متي يكون السفر ياقلبي
فمهما تمادى بك العمر فيها
وحلقت بالناس بين الأمل
ستصبح يوما نشيدا قديما
ويطويك بالصمت كهف الأجل
زمانك ولى وأصبحت ضيفاً
ولن ينجب الزيف إلا الدجل
يقولون سافر ولا يعلمون
بأني أموت وهم يضحكون
فمازات أسمع عنك الحكايات
وما أسوأ الموت بين الظنون
ويخفيك عني ليل طويل
اخبئ وجهك بين العيون
وتعطين قلبك للعابثين
ويشفي بصدك من يخلصون
ويقصيك عني زمان لقيط
ويهنأ بالوصول من يخدعون
وانثر عمرى ذرات ضوء
واسكب دمى وهم يسكرون
واحمل عينيك في كل أرض
واغرس حلمي وهم يسرقون
واحمل عينيك في كل أرض
تساوت لديك دماء الشهداء
وعطر الغواني وكأس المجون
ثلاثون عاما وسبع عجاف
يبيعون فيك ولا يخجلون
فلا تتركني الفجر للسارقين
فعار على النيل ما يفعلون
لأنك مهما تناءيت عني
وهان علي القلب ما لايهون
وأصبحت فيك المغني القديم
أطوف بلحني ولا يسمعون
أموت عليك شهيدا بعشقي
وإن كان عشقي بعض الجنون
فكل البلاد آلتي اسكرتني
أراها بقلبي تراتيل نيل
وكل الجمال الذى زار عيني
وأرق عمرى ظلال النخيل
وكل الأماني آلتي اسكرتني
وادمت مع اليأس قلبي العليل
رأيتك فيها شبابا حزينا
تسابيح شوق لعمر جميل
أموت عليك وقبل الرحيل
سأكتب سطرا وحيدا بدمي
أحبك. أنت. ياكل الزمان
زمانا من الحلم والمستحيل
زر الذهاب إلى الأعلى