مليون و٨٠٠الف مصري تم شفاؤهم.. تعرف علي البروفيسور المتواضع
كتب:إسلام كمال
رفض مليارات الدولارات لكي يحقق حلمه في أن يفتح عيادة خاصة، وبذل كل مجهوده في إنشاء أكبر مركز فى الشرق الأوسط يعالج حوالى مليون و٨٠٠ الف مصري خلال ٢٦ عاما من امراض الكلى والمسالك البولية فى مصر بالمجان.
يعد الدكتور “محمد غنيم” أحد رواد زراعة الكلي في العالم، وأصبح مدير أول مركز متخصص بزراعة الكلي في الشرق الأوسط بمدينة المنصورة، شارك غنيم بجهوده الطبية أثناء حرب غزة.
عينه السادات مستشاراً طبياً له وصديق مقرب بعد إعجابه بشخصيته وطموحه فى الخير وفى خدمة الناس ولكى يبعده عن الروتين الحكومي الممل فى تحقيق حلم حياته فى إنشاء “مركز الكلى والمسالك البولية فى المنصورة”.
يعتبر “غنيم” من أكبر ١٠ جراحين فى العالم فى جراحة الكلى وأول جراح مصري يقوم بعملية زرع ونقل كلى فى مصر سنة ١٩٧٦ رغم انه لاتوجد امكانيات طبية متاحة فى ذلك الوقت لدى “قسم 4″ الصغير جداً الخاص بالمسالك البولية فى مستشفى جامعة المنصورة قبل إنشاء مركز الكلى.
أمنتع عن الظهور امام الصحف و المجلات بعد نجاح أول عملية زرع ونقل كلي، وابتعد عن فلاشات الكاميرات والمصورين ورشح شخص أخر للتحدث بدلاً منه لأنه كان منشغل بتحقيق حلم وإنجاز أخر هو مركز الكلى.
وفرة كل أمواله التى يتحصل عليها من العمليات الجراحية الدولية خارج مصر لتذهب لصالح مركز الكلي.
أجرى عملية جراحية ناجحة للرئيس العراقى صدام حسين وأرسل له الملك فهد بن عبدالعزيز طائرة خاصة لنقله بالمعدات الطبية للأراضي السعودية وذهبت كل الأموال التى تحصل عليها من هؤلاء الملوك لصالح مركز الكلى.
بعد موافقة جامعة المنصورة على تخصيص الأرض لإنشاء المركز لجأ غنيم لدول كثيرة لتمويل المركز لم توافق منهم إلا” هولندا” ولكن غنيم طلب من أهل المنصورة أن يكونوا سباقين فى التبرعات وبالفعل ظهرت الرجولة لدي سكان المنصورة وتم تسديد كافة المبالغ المالية والتبرعات التى احتاجها الدكتور غنيم.
اشترط على الأطباء الذين يعملون معه فى المركز التفرغ التام للمركز فلا يفتح عيادة قبل أن يحصل على درجة الدكتوراة ومرور ٣ سنوات على حصولها وبالتالى صرف حوافز ١٠٠% بدل لتفرغهم للمركز.
أصدر العالم الكبير نحو 47 كتابا تنوعت بين كتب كاملة أو فصول من كتب لدور نشر عربية وعالمية باللغتين العربية والإنجليزية، وقام العالم الكبير ما يقرب من 130 ورقة بحثية في كبرى المجالات العلمية العالمية.
وحصل على عدة جوائز منها: جائزة الدولة التقديرية في العلوم الطبية في عام 1977م، وجائزة الملك فيصل العالمية عام 1999م، وجائزة مبارك في مجال الطب عام 2001م.
يعتبر “غنيم” ليس جراحًا ماهرًا فحسب إنما أيضا مفكر سياسي بارع، وله آراء قوية في قضايا التعليم والبحث العلمي، كما أنه المنسق العام لتحالف الوطنية المصرية وأحد مؤسسي الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي
وما زال غنيم،مستمر في بذل العطاء، ولم يتراجع عن دوره العظيم، وحتى بعد خروجه على المعاش، متفرغا لمشروع عمره، مؤكدا أن الطب عمل إنساني ورسالة بالمقام الأول.