مكابرة قلب..
بقلمي.أيمن حسين السعيد..سورية.
اصغ إلي حبيبتي
سأصارحك عبر وجه الكتاب
عبر أثير صفحتي
إنهم غالبا مايسألونني عنك
وأين أنت ؟ولماذا لست معي؟
أتصنع ببلاهة وأحار الجواب
واتردد هنيهة..
ثم أقول لهم بألم
أنك مت رحمك الله
فأتلقى التعازي فيك
مستغلا ظرف الحرب
فيترحمون عليك
داعين الله بسلامة ديني وايماني
وكيف ياسيدتي!؟
وكيف يا حبيبتي!؟
وانا اليتيم من دونك
كيف لم يعرفوامن ملامح وجهي
كيف لم يروا هذا الوجه
الذي أصبح بعمر قرن
وتفرغ فيه القهر
وتفرغ فيه الحزن
وهاله اليتم والفقد
ألا يروا كيف تصحر!؟
وتشقق وغارت واحات وجنتيه
على أطراف الانفصال
كيف لم يقرأوا؟لم يفهموا؟
أن السياط ألهبت هذا الجسد
فانحنى بعدما كان شامخا بك
عالي الهمة والهامة
كيف يا حبيبتي؟
كيف ياسيدتي؟
لم يعرفوا ولم يفهموا؟
أهي الحرب جعلتهم عميان!؟
أهي الحرب؟
جعلت الإنسان في هذيان
أم أن الأوطان سلخت مشاعرهم؟
أم الحرية المفجعة؟
وكؤوسها المترعة بخدر الشيطان
وخمر فاسدة من خارج حدود الأوطان
أما يرونني بالأكفان؟
وأكفاني ملفوفة بالغياب
بفقدك وفقد الأحباب
صرت أخاف حبيبتي
أن أنادي باسمك
فلا يعود حتى صداه
صرت أخاف حبيبتي
على حبالي الصوتية
أن تفقد ذاكرتها
ويختفي اسمك
من طبقات سجلاتها
فلذا أقول أنك مت
وأنا الميت بلا قبر
وبلا عنوان لمقبرتي
وأعزي نفسي وأصدق أنك مت
وأميل إلى الوقت ليجتاحني
فيمضي بي سريعا سريعا
ليمضي ثم يمضي ويمضي
لا أريد للساعة فيه أن تتوقف
ولا لعقرب ثوانيهاأن يتوقف
بتكات فيها نبض ذكراك
فلماذا ياحبيبتي!؟
عقدتي فيما سبق حوارات أنيني
وقصائد آلامي وأحلامي
لما عاندت حد الحماقة
لما كابرت حد الجنون
وما بين الحماقة والجنون هذيان
أم أنني كنت في اللااهتمام
في الفراغ من القلب واللامكان
أفكيف يأتيني الغيث!؟
من غيمة جوفاء
وكيف لعمري يكون بالزهو؟
وأنت تمضين فيه ولاتمضي
تهدمين فيه ولاتبني
كيف وما أحسست يوما بشعري؟
وما حركت ريحه أشرعة قلبك
كيف يا حبيبتي؟
وأنا من تحرق وجهه بالنيران
بشمس عشق ما أطفأت لهيبها
ونهشت من تفاصيل بدني
كما ينهش جفاؤك قلبي
سأقول بعالي صوتي
أنك مت نعم أنك مت
وهل هذا يستحيل على الله
أليس الموت بحتمية على الإنسان؟
فأغيبك عن ذاكرتي
ودائرة جنوني
ولكنك للأسف تعيشين في قلبي
ومع مكابرتي وعزة نفسي
أتمسك بدفة الصبر والأمل وجهتي
ورياحه تنفخ في أشرعتي
فكيف أقنط من رحمة ربي؟
مهما طال إسرافي في أمري
وسأعض بقوة بنواجذي
على أمل قرينه ألمي
فقد كنت وستبقين إلى ماشاء الله
حبيبتي فلا ضلالة أبدا في قلبي
رغم كذبي
رغم بهتاني
رغم قولي
أنك مت أنك مت
وليبعد الله السوء والشر عنك
وليته قبلك عمري…بقلمي.أ.أيمن حسين السعيد ..الجمهورية العربية السورية..
زر الذهاب إلى الأعلى