تقع هذه المقبرة إلى الجنوب من هرم الملك خعفرع بنيت علي غرار مقبرة شبسسكاف، وهذه المقبرة شيدت لتكون قبرا للملكة خنتكاوس التي كانت أم لملكين حكموا مصر، وقد صممت هذه المقبرة علي هيئة تابوت كبير فوق صخرة كبيرة، وتحت هذه الصخرة الطبيعية للهيكل الخاص بها، وكان إستخدام المعماري لهذه الصخرة شبيها بما فعله غيره في نحت صخرة أبو الهول أو الاستفادة من الصخرة التي بني فوقها الهرم الأكبر، وكانت جدران الهيكل المنحوتة في الصخر مغطاة بكساء من الأحجار الجيرية نقشت عليه بعض المناظر المعتادة في مقابر هذا العصر، أما حجرة الدفن فإنها تبدأ من الحجرة الثانية من حجرات الهيكل ويؤدي المدخل إلي دهليز هابط ثم إلي حجرة الدفن، فيها حجرات مخازن صغيرة علي جانب الحجرة، والقاعدة الصخرية لهذه المقبرة تكاد تكون مربعة، وطول كل ضلع فيها ٤٥.٥،وارتفاعها ١٠ أمتار، وقد صمموا جدرانها لتكون مزخرفة علي هيئة الأبواب الوهمية من الخارج ولكنها كسيت فيما بعد بالأحجار الجيرية ،أما البناء العلوي المبني بالحجر طوله، طوله ٢٧.٥متر وعرضه ٢١متر وارتفاعه ٧.٥من الأمتار، ويتكون من سبعة مداميك من كتل الحجر الجيري المحلي، ويحيط بالمقبرة سور خارجي، وقد عثر بجانبها علي حفرة سفنية منحوتة في الصخر من المحتمل أن تكون هناك حفرات سفن أخري مازالت تغطيها الرمال، ونعرف من النقوش التي علي البوابة الجرانيتية التي كانت تؤدي إلى الهيكل، وعلي بقايا اللوحة التي عثر عليها هناك، أن الملكة خنتكاوس كانت أم لملكين يلقب كل منهما بلقب ملك مصر العليا ومصر السفلي، وقد أطلق سليم حسن علي هذه المقبرة اسم هرم وسماها الهرم الرابع ويري الدكتور سليم حسن أن هذه الملكة حكمت البلاد فعلا ولكن البعض يري أنه ليس من الصحيح أن يطلق علي هذه المقبرة اسم هرم ،فإن كلمة هرم تدل علي شكل هندسي معين ولا يمكن إطلاقها علي كل قبر ملكي دون النظر إلى تصميمه الهندسي وفي الوقت ذاته فإن النقوش لا تدل علي أن هذه السيدة حكمت البلاد، فإن اسمها لم يكتب في خانة ملكية، وليس لها الألقاب الملكية المعتادة وتلبس فوق رأسها إلا الإكليل المزين بالعقاب، ومن الإكليل المعتادة لزوجات الملوك والأميرات بدلا من التاج الملكي، ومع ذلك فهذه المقبرة أكبر من أي مقبرة أخري أقيمت لملكة من ملكات الأسرة الرابعة، وفيها الكثير من الظواهر الهامة وغير العادية، وكانت خنتكاوس علي الأرجح إبنة للملك منكاورع ولاشك أنها كانت من السلالة الملكية ولها حق وراثة العرش ،وتأثرت هندسة قبرها بهندسة قبر شبسسكاف ولكنها فضلت أن تدفن علي مقربة من أهرام أبيها وأجدادها، وكانت في حقيقة الأمر حلقة وصل بين الأسرتين الرابعة والخامسة ،ومن الجائز أنها كانت أم أول ملكين من الأسرة الخامسة وهما أوسركاف وساحورع.
زر الذهاب إلى الأعلى