معركة العقول والخداع النفسي..
بقلم اللواء / أشرف فوزى المستشار الأمنى للجريدة
: تطورت أنواع الحروب إلي عدة
أجيال لتلائم أهدافها المتغيرة،
خاصة مع التطور التكنولوجي
الرهيب الذي نعيشه، والذي أدي
لتطوير تقنيات في الواقع
الافتراضي لتتحول الحرب إلي
حرب معلومات بدلاً من حروب
وتنقسم الحروب إلي أجيال كالتالي:
الجيل الأول “جيشين نظاميين
ومواجهة صاروخ ضد صاروخ”، ثم
إلى “حروب الجيل الثاني
العصابات”، ثم حروب الجيل الثالث
وهي وقائية وسريعة وخاطفة ثم
حروب الجيل الرابع و من
أدواتها”الحرب النفسية، العصابات،
شبكة الإنــترنـت وتغيير مفردات
اللغة العربية إلى جانب الضغوط
الاقتصادية، وتضم “اللعب في
البورصة، زيادة الأسعار، أزمة
الدولار، ضرب السياحة، تصدير الأزمات”.
وتهدف حروب الجيل الرابع إلى
زعزعة الاستقرار والتشكيك في
القيادات السياسية وضرب
الاقتصاد ونشر الشائعـات
واستخدام التكنولوجيا في
التنظيمات الإرهابية.
: الوعي وبناء الإنسان
علينا إدراك أهمية الوعي وبناءة
ويأتي هذا من نشر المعرفة
والخبرات الحياتية، وكذلك إعمال
العقل وبالتالي نجد أننا أمام عملية
عقلية يستطيع خلالها الإنسان أن
يفهم ويدرك بشكل سليم ليحلل
ويقارن لاتخاذ القرار السليم.
أن الوعي لا يقتصر فقط على ما
نعانيه من مشاكل خاصة
بـ”الشائعات أو الحرب على
الإرهاب، أو الانزلاق بالانضمام للفكر
الإرهابي”، وإنما بالوعي الذي يشمل
كافة جوانب حياتنا، فنحن بحاجة
إلى أن نقوم ببناء الوعي لدى المرأة
من كافة الجوانب الحياتية، وكذلك
بناء الوعي لدى الطفل من ناحية
الإرشاد والتعليم، وأيضا توعية
الشباب كيف يفكر ويتخذ قرار
سليم، فإذا أردنا التغيير والتطوير
وانتظار غد أفضل علينا ببناء الوعي.
إلى أن بناء الوعي مرتبط بـ “بناء الإنسان” عقليا وبدنيا وليس فقط مسئولية الإعلام وحده ولكن لابد من تكاتف وتعاون وتنسيق بين مؤسسات متعددة وهي: المؤسسة الدينية، المؤسسة الثقافية، المؤسسة التعليمية، الشباب والرياضة، والإعلام والذي له دور مهم من خلال نشر المعرفة والحقائق والاهتمام بتغذية العقل لما يتيح للإنسان أن يقارن ويحلل ويفهم ويتخذ القرار الصحيح، وكذلك يدرك إدراك صحيح، هذا بالإضافة إلى أن الوعي هو حائط الصّد أمام أي أفكار متطرفة أو سلوكيات منحرفة وبالتالي الرهان على
، كان في الماضي نعتاد الحرب التقليدية بمواجهة الجيوش لبعضها البعض، ولكن بدأت حروب أخرى وهي ممارسات “قوى البعد الثالث”، وهي السيطرة على العقل كـ” السيطرة في التعليم ووسائل الإعلام” وهي التي تمثل أفضل ممارسات القوة كما قال “ستيفن لوكس” في كتابه بعنوان” القوة”، فلقد أصبح للحرب مفهوم آخر وهو مفهوم القوة وليست الحرب بالجيوش وهي كيفية ممارسة القوة بالقوة الفكرية، وهي التأثير في الوعي، فبدلا أن يذهب عسكري أو جندي للحرب، تم استبدالهم بكتاب نتأثر بآرائهم فيكون هناك تبعية ثقافية للعدو، وهنا ليس هناك وعي بمن هو العدو، فالعدو كان بالماضي واضحا، أما الآن فالعدو ليس ظاهرا يؤثر عليك يجعلك تفقد الثقة بنفسك وبوطنك وذلك بالتدخل بما يمسى بالوعي الزائف. إلى أنه ينبغي أن تتم مجابهة ذلك عن طريق المواجهة بالإعلام، فمن الضروري أن يتم إحداث ثورة حقيقية وطنية ترفع الوعي وتكون لها رؤية عميقة، وكذلك نعيد بناء الذاكرة الاجتماعية على النحو الذي يقوى الشعور بالهوية، فقضية الذاكرة والحروب تحتاج إلى احتشاد وطني وثقافي ومعرفى
وأشار إلى استخدم وسائل الدعاية من خلال الإذاعات والقنوات الفضائية والسوشيال ميديا “الإنترنت” لتفتيت الكيان النظامي للمجتمع في الدولة المستهدفة لتسهيل عملية اختراق الحياة داخل الدولة المستهدفة، في الواقع فان المشكلة ليست في الجهة المعادية لها فلها تفكر كيفما تشاء وهذا حقها ، وبما أننا لنا حقنا فمن الضروري أن لا تكون آذاننا وعقولنا أكياسا لتجميع القمامة الصادرة
لذلك يجب أن يتكاتف الشعب لمواجهة ذلك، وأيضا من الضروري تكاتف الإعلام ومنظمات المجتمع المدني والأحزاب للتصدي لمثل هذه الحروب وخاصة الإعلام عن طريق التوعية وعدم ترديد الشائعات لما يعود بمردود سلبي على الشعب المصري.
زر الذهاب إلى الأعلى