كتب / السيد سليم
الإسلام حافظ علي المرأة واهتم بقضايا وجعل لها مكانة مرموقة وجعلها تشارك في كل أعمال الرجال لافرق بينها وبين الرجال في إطار من المحافظة علي أنوثتها وكرامتها وعفتها
واعتنى الإسلام منذ أول ظهوره بقضايا المرأة، وشرع للمرأة ما يناسبها من أحكامٍ وأوامر ونواهي وأوجب الإسلام نفقة المرأة على وليّها؛ سواء كان زوجاً، أو أباً، أو أخاً، أو غير ذلك، فإنّ المرأة مكفولةٌ في كلّ أحوالها، وكلّ ما ورد يدلّ على حرص الإسلام الشديد على الحفاظ على المرأة في بيتها، وأن لا تخرج منه دون حاجةٍ، إلّا أنّه مع ذلك، لم يمنعها من الخروج مطلقاً، بل أجاز لها الخروج بضوابطٍ معينةٍ، فيجوز للمرأة المسلمة أن تخرج من بيتها إلى العمل، إذا حرصت على تحقيق تلك الضوابط.
ولننظر الي عملها في عهد النبوة
ففي عهد النبوّة كانت النساء في عهد رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يعملن، وكان ذلك شائعاً معروفاً، لا غريباً مستنكراً، إلّا أنّ ذلك كان منضبطاً بضوابط شرعيةٍ تحفظهنّ من الفتنة، وتحفظ المجتمع كذلك،
فكانت النساء المسلمات يخرجن مع جيوش المسلمين؛ لمداواة الجرحى، وتطبيبهم، والقيام على رعايتهم، وكنّ يخرجن مع أرحامهن، فيسقين الجيش، ويحضرن له الطعام وغير ذلك من المستلزمات، ودليل ذلك ما روته أم عطيةٍ رضي الله عنها فقالت: (غزوتُ مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ سبعَ غزواتٍ، أُخلِّفُهم في رِحالِهم، فأصنع لهم الطعامَ، وأُداوي الجَرحى، وأقوم على المَرضى).
و في مجال الزراعة، فكانت النساء تقطف الثمار، وترعى الزرع، فقد طُلّقت امرأةٌ في عهد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فأرادت أن تقطف ثمار نخلها، فجاءها رجلٌ ينهاها عن ذلك، فقال لها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (بلى، فجدي نخلَكِ، فإنك عسى أن تصدَّقي أو تفعلي معروفًا)
و العمل في مجال الأشغال اليدوية، فقد ورد عن رائطة زوجة ابن مسعود -رضي الله عنهما- أنّها: (كانتِ امرأةً صَنَاعًا وليس لعبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ مالٌ، وكانت تُنفِقُ عليه وعلى ولدِه مِن ثمرةِ صنعتِها)
و في التعليم والفتوى، وإنّ ذلك جليٌ جداً في سير كثيرٍ من الصحابيات، منهنّ زوجات الرسول صلّى الله عليه وسلّم؛ كعائشة، وأم سلمة رضي الله عنهما، بل إنّ من الحِكم التي أشار إليها العلماء في تعدد زوجات الرسول صلّى الله عليه وسلّم، أن يعلّمن الأمة سيرة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وطريقته في التعامل معهن، فيكون بذلك قدوةً للرجال في التعامل مع زوجاتهم.
ولكن هناك ضوابط لعمل المرأة في الإسلام ومنها حاجة المرأة للعمل، أو حاجة المجتمع المسلم لعملها، وذلك كأن يكون هناك حاجةٌ لتدريس الفتيات، أو تطبيبهن، وما إلى ذلك؛ مما يفضّل أن تقوم به المرأة، وكذلك إن كانت هي محتاجةٌ للمال كي تعيل نفسها. عدم الخلوة غير الشرعية مع الرجال، أو الاختلاط المحرم بهم في ميدان العمل وذلك لما للاختلاط المحرم والخلوة من آثارٍ سلبيةٍ على المجتمع.
وأن يكون العمل منسجماً ومتفقاً مع خصائص المرأة الطبيعية التي خلقها الله -تعالى- عليها، فلا تعمل في أمورٍ تحتاج إلى قوةٍ بدنيةٍ كبيرة.
و إذن وليها لها بالعمل، سواءً أكان وليها زوجاً، أو أباً أو غير ذلك، فقد أمرها الله -تعالى- بالاستئذان من زوجها للخروج إلى الصلاة، فلا شكّ أنّ استئذان زوجها للخروج إلى العمل أولى. الالتزام بالحجاب الكامل عند خروجها للعمل، فقد أوجبه الله -عزّ وجلّ- عليها أمام الرجال الأجانب مطلقاً، كما لا يجوز للمرأة التطيب والتعطر. أن لا يؤدي بها العمل إلى التفريط فيما أوجبه الله -تعالى- عليها، من واجباتٍ اتجاه زوجها، وبيتها، وأولادها هذا ونسأل الله أن يوفقنا الي مايحب ويرضي..والي لقاء آخر أن شاء الله.