غير مصنف

مسك الختام ياأموره العين

مسك الختام ياأموره العين
بقلم مصطفى سبتة
ينام قرير العين من لم يجرب
الهوى الصب منه لا يكون نفوره
يقيم نعيما في هداه حبوره
يعيش جحيما في هواه حروره
يعيش سعيدا و الشقي زمانه
كمثل الرحى دوما تدور دهوره
يرى نوره طول الهوى أو سروره
بأمر هداه ما تراءت شروره
و تبنى على مبنى السلام بيوته
تهدم في معنى الكلام شطوره
تمر على نار تسود أسوده
و ترقص في الحبل الطويل نموره
و ما كان عرقوبا الهوى فيه وعده
و في عهده الوافي توفى نذوره
و في حضرة البلوى ينوح فؤاده
به عسل السلوى القصيد يشوره
ترى حسنه الزاهي الجمال عيونه
بذكر الإله الصب تشفى صدوره
يروض في نادي الخيال خيوله
و تجري على وادي الجمال مهوره
و أفلاكه نار المنار تسوقها
لبر الهدى الميناء تعلو صخوره
يقيم له ذاك القريض عروضه
به لا ترى طول البناء كسوره
بعلم البديع الشعر يعلو بناؤه
و تهوى سقوطا بالزلازل دوره
يكون كنخل في الصحاري عروشه
تميل و غاصت في السراب جذوره
و تبنى على بر الحياة قصوره
و تبنى على بحر المنون قبوره
و من حولها نار الجحيم جنانه
غناء الهوى الأحلى تغني طيوره
و تزهو بإيقاع البحور شطوره
تغني أناشيد الحياة سطوره
و كل البيوت السر يخفى وراءها
و يجري على سر دفين عثوره
يعيش كريما أو عظيما يموت لا
يغيب إذا تطغى الدياجير نوره
يرى ليل ليلاه على حافة الهوى
يكون بأسباب السقوط عثوره
تطير على أعلى يديه طيوره
و تصطاد أنواع الأفاعي نسوره
تراءت على خط المنايا قبوره
و تبنى على شط الحياة قصوره
يزور على مسرى الرحيل طلوله
و تبقى على مر الزمان أثوره
يرى قمرا حلو المحيا و أحمرا
بكل المقامات الجلي ندوره
تقام أساطير القدامى بعرضه
بكل مقام الشعر تزهو عصوره
تكون القوافي في قطاف عياله
سخاء فلا تجري عليهم قتوره
يقيم بساتين الحياة بنظمه
تفوح إذا هبت رياح عطوره
و يأتي حضور الشعر في حضرتي أنا
كوجه الصباح الحلو يبدو سفوره
و أعجازه بيتي تغني صدوره
لها الكسر في وزن القوافي يضوره
يحب الحياة القلب في حضرة الهوى
يغني جلي في الوفاة شغوره
و جرح الأسى في القلب يدمى علاجه
يكون بطب الحب يجري فتوره
و تظهر عظمي في السقام كسوره
يقام على سلوى يديه جبوره
و يخطر في بالي القصيد و سحره
فما قط أنساه يلوح خطوره
كدار الوغى الشعر السجال جرى به
و طبع العدى جبن أكون جَسوره
و شعبي شهيدا مات في ساحة العدى
ككبش الفدى تلقى السيوف نحوره
يصير نشيدا فيه بانت مقاصدي
و بيت القصيد الحلو مالت ستوره
بدار الهوى شعري تربى إناثه
بعمر مديد إن يموت ذكوره
و حرفي بصرفي كان حلوا وجوده
كماء هما تحت السماء قطوره
يكون بأشعار الحبيب حضوره
يصير بإشعار العدو دحوره

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى