مسرحية قصيرة شهيد الزاد
مسرحية قصيرة
شهيد الزاد
بقلم الأديبة عبير صفوت
الشخوص
الأب
الأبن الأكبر : محمد
الزوجة
والأبناء
تتم الأحداث فى زمن الإحتلال البريطانى
يهرع الأب نحو الباَب يتمتم :
لله الأمر ، من قبل ومن بعد
تلمحة الزوجة تصدة بكفوفها الدافئة ، ونظرة حنونة تلتمع بمآقى العيون .
تخاطبة ببوح يتصاَعد بنار مجمور ، سيبلها الخوف والرهبة ،تقبض بمنكبية :
أبو محمد ، أين تذهب يأبو محمد ؟!
ينظر الزوج لباب الخشبى ، وتسكن نظرة منكسرة ، على جدارة ، يتحدث بكلمة :
ساذهب للعمل .
لا تصدق الزوجة ماَ تسمعة ، تكرر الكلمة : عمل ، وأين هذا العمل بين طياَت الخوف وطلقات الرصاَص .
يتركها أبو محمد عائداَ ، لغرفة أولاَدة ، يلوح بيدية مستشهدا :
انظرى إليهم ، نياَم وهم جائعين ، بلاَ ، زاد أو ذواد
ينطلق صوتاَ مكظوما من المراة :
نتحمل و نتحمل ، لكن ، لا تذهب يأبو محمد
يصر أبو محمد قائلاَ بحزم :
أتى الوقت ، الذى ليس منة النفاذ
يتنبة محمد من غفوتة ، فيصعد خليلاَ للحوار ، معترضا متعنتا ، أبا ، أين تذهب يابا ؟!
يزح الأب ابنة الكبير جانبا ، حتى يرحل
يستوقفة محمد ، متمسكا متعلقا بمنكبية :
ابداَ لن أتركك وحدك يابا
ينظر الأب لعيون أبنة الأكبر ، ويرحلاَن
إضلام
.
.
.
إضاءة
ينكس محمد رأسة باكياَ ، يصرخ مقهوراَ وهو يصوب نظرة حقد وكراهية للجندي الأنكليزى الشاهر لسلاح أمامة ، قائلاَ بصوت مبحوح :
أبويا ، أين ذهبت يابا ، وتركتنا ، أنا وأمى وأخوتى ، أبويا ، رد عليا يابا
ماذا أقول ؟! مات أبويا ، خلاَص يابا ، أتكسر ظهرى ، وأتقهرت عزوتى ، وأكربت لمتنا ، خلاَص يناس راَح كبير العيلة ، أبويا وسندى وراجل البيت ، رد يابا ، رد
ينظر محمد للجندي الانكليزى ، متسائلاَ :
لماذا ياخواجة ؟! قتلت أبويا .
يتلفظ الانكليزى بكلمات متكسرة :
أنتم أعداء ، هدف
محمد ، لا يصدق ما سمعت اذنية :
قالوا لك ذلك ، أننا أعداء
لماذا أعداء ؟! لأنهم قالوا ، هل تعرف لماذا نحن أعداء ؟!
يصرً الأنكليزى علي هذه العبارة ، وهو حزر كل الحزر :
أنتم أعداء ،هدف
محمد ينظر للقتيل الغارق بدمائة ، مستفهما : ما ذنب ؟! أبويا ، وكل المات
أبويا ياخواجة ، أبويا الشقياَن ، الغلباَن ، أبويا ال دفع حياته ، علشان أخواتى تعيش وتاكل ، أبويا ، أقولهم أية يابا ؟! محمد ساَب ابوة يموت
يهرع محمد نحو الجندى ، باكيا متوسلا وهو يمسك فوهة السلاح يضعها بفمة :
أقتلنى ياخواجة ، أقتل محمد ، ماذا سأقول ؟! مات أبويا ، مات ، وعيونى شاَفت وسكتت ، مات ابويا على يد الأحتلال ، عار عليا وعلى بلاَدى ، أقتلنى ياخواجة ، أقتلنى .
يطلق الجندى طلقة ، تؤدى بحياة الأبن تواَ
يزحف محمد نحو جثة أبية :
أبويا ، الشرف غاَلى والوطن غاَلى ، أبنك راَجل يابويا ، وولاَد بلاَدى رجالة ، كلنا رجالة ، ينعيش بشرف ، ينموت بشرف ، ملهاش خيار تانى
تمت