مسرحية قصيرة حديث الماضى
مسرحية قصيرة
حديث الماضى
بقلم الأديبة عبير صفوت
الشخوص
إمراة مسنة /
إمراة صغيرة العمر: تقف فى منتصف المسرح .
الأساس : كرسى وسرير وهاَتف خلوى
وبعض الإضاءة والموسيقى المؤثرة .
تقف المراة تنظر للمركد وتخاطبة :
باَتت الأن كل الأشياء تتشابة كثيراً ، منذ العهد ، وقد سَكنت فى قلوبناَ المحنة ، والألم ، وبين جمرة الأشياء ، الحب .
تنظر للمركد قائلة :
أسمعك جيداَ وأعى ماَ تود أخبارى بة .
صَمت
وكاَنك تتحدث عن الماَضى ، نعم دائماَ ، الوطن هو نوة الحب ، شعوب بلاَ وطن ، شعوب بلا حب .
تصمت ثم تشهق :
يألهى ، حقا هذا ما حدث مع الأخرين ، اللذين قد تحباَ ، وفَرضت عليهم طقوس المعركة ، كيف ذلك ؟!
تنظر للهاتف توجة لة الملاَم :
ألم يقول الأن أحبك ، ألم تصرخ بأذنى ، هو يحبك هو يحبك ، قل وأنطق وأشهد .
صمت
تنظر للكرسى ، تحدث ضجة وأصوات تتداَخل ، تحاَول تسد أذنيها ، تصرخ :
كفاَ العبث بى ، أنا الأن أتفهم ، تقول بنبرة حاَدة :
الوطن و الحرب ، نحن الأن جنود حرب ، ولسنا شعوباَ للحب .
تعود للمركد ملوحتاَ لة بالتهديد :
لاتنطر أنك مخاَدع ، وأثرت الإهتمام بى ، أحزر منى ومنهم ، ومن كل مغمور بالحب ؟!
تصمت ، ثم تقول للهاتف :
ماذا ؟! بحق السماء لم أستمع جيدا ، علك تتحدث عن الماضى ، وكلمات الحب الساذجة .
إظلام
إضاءة
تجلس المراة على كرسى ، ومعها الهاتف ، تؤيد المتحدث :
نعم لك هذا حبيبي .
الخروج ممنوع ، التزاور ممنوع ، ومنعاَ باتاَ للأصدقاء ، وانا ، بحبك لست حرة ، ماذا ؟! أوافقك بالطبع وأطيع .
صمت
تنظر للهاتف بعمق يقهقة :
لماذا تضحك ؟! ذكرياتك ليس بها دعاَبة ، لماذا تضحك ؟! انه التاَريخ الذى لا مفر منة ، لا تضحك ، وأنظر لكل أوراق التاَريخ ، التاَريخ يعيد نفسة ، لماذا نحن لا نعيد هزيمة انفسناَ أماَم أنفسناَ ؟! لماذا نحن لا نقتلع زروعنا ؟! ونقتل خضارناَ ، لماذا لا ننزف قلوبنا التى أحبت ؟! لماذا نكون من البشر ؟! ونحن نود ان نبيع أنفسنا للاَ إنسانية ، لماذا تحبون وأنتم لا تعرفون الحب ؟! الحب يقتل فى الحروب ، بعد الأنتحار فى بحيرة النفوس .
حياتناَ أشبة بالحرب
صمت
تنظر لكرسى ، تجلس علية تنقر بأناملها :
قاعدة من ذهب ، الحب يتلاشى مع الماَضى ، يطلقون علية بالمستقبل القدر ، الحرب قدر ، والحب قدر ، والجراَح فى شتان لهماَ ، عميق من المحنة .
تدخل إمراة عجوز ، تجلس على الكرسي تتباَكى .
تنظرهاَ البطلة بعطف قائلة بثورة :
لا تبكى يأمى ، كل الشعوب تتناسي حين تكون الحروب .
الغيرة تسقط ، والغدر يتناَسي ، والبطولة مجرهاَ رجاَل جدد ، كل الشعوب فى المحنى واَحد ، والفراق يكون حليفة جلد وصبر فى قبضتهم ، ينزع أشلاء العدو .
لا تبكى يأمى ، صاَر الحبيب بطل ، كتب التاَريخ أسمة ، ونحتت الحضاراَت هيئتة ، كان أقرب للفرساَن
لا تبكى فدم الشهيد ، نكاَبد من أجلة الصبر ، ونرى أولاَدنا شموخ وعزة وأبطال .
نتناسيَ أنفسناَ ، نتناسيَ مشاكلناَ ، نتناسيَ الذكرى ، ولم نتذكر إلإ حب الوطن ، حب الوطن ليس علية جِداَل