مذكرت فتاة 4
ماجدة
بقلم عبير صفوت
لم نكن نتنبأ بك الخير الا في امجادنا ، كفوفك البيضاء ، ووجهك الصبوح الفياض بالخير .
كانت اختي الصغيرة تهرع في احضانك الدافئة وتسبح في بحورك النقية ،كم كنت حسناء حتي في المشيب والمرض والوهن .
حاجة ماجدة ، حاجة ماجدة هل تعترفين بالقضاء والقدر ؟!
كنت اسألك بصغر سني ، وانت تنظرين بعيناك النقية تقولين : بنيتي هذا من عند الله.
كنت اقترب لأسمع صوتك الهادئ الرخيم ، كنت اراك في عز الحنين امي التي رحلت ، اقطن بين زرعاكي وتقومين بسرد الحكايات ، كنت انظر في عيناك واقول لك : استكملي .
بعدما تتوقفين من التعب .
كان أبي ينظر لنا في رثاء وعطف ، وكانت تتدفق من فاة الدعوة لك .
تعلمت الأجيال علي يديك وتمتعنا بنعيم اما ، لم تلدنا .
حاجة ماجدة قد سمعت عن الأمومة ، و قد ضحكت ياسيدتي عندما سمعت بهذا الخبر ، لم يهمك اوان رحليك الذي كان يدق طبلة بالانزار ، بل ابتسمت وتفوهت بكلمات باتت تسمعها الأنسام ، مرحي مرحي .
وقد عرفت انا معني الأمومة ، وقد عرفت معني الفراق ، عندما جاء الحفيد الذي تمني ان يقطن بين يديك ، ولن يري الا رحيق وعبق الذكري .