مدينة الشيخ زايد (قطاع غزة) غاضبون من التطبيع بين الإمارات و إسرائيل
مدينة الشيخ زايد (قطاع غزة) (رويترز) – على مدى 20 عاما، حظي مؤسس دولة الإمارات العربية بتقدير كبير في قلوب الفلسطينيين لسخائه، خاصة من يعيشون في التجمع السكني الذي يحمل اسمه في قطاع غزة.
عبد الرحمن التلولي (68 عاما) يبكي لدى حديثه إلى رويترز في شقته بمدينة الشيخ زايد في شمال قطاع غزة يوم 24 أغسطس آب 2020. تصوير: محمد سالم – رويترز
فقد منح الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي توفي في عام 2004،هذه المنطقة السكنية، التي تكلف إنشاؤها 62 مليون دولار، هدية للفلسطينيين قبل 15 عاما لتوفير سكن لمئات الأسر.
وغيرت مدينة الشيخ زايد وجه الجزء الشمالي من غزة بطرقها الممهدة ومبانيها السكنية السبعين متعددة الطوابق فضلا عن حدائقها والمسجد المقام بها، وكل هذا متاخم لمخيم جباليا، أكبر مخيم للاجئين في القطاع.
لكن هذا الامتنان للأب المؤسس لدولة الإمارات تحول إلى غضب من ابنه ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بعد إعلان بلاده في 13 أغسطس آب أنها ستصبح أول بلد عربي خليجي يوقع اتفاق “تطبيع” مع إسرائيل. وحذت البحرين حذوها بعد مرور شهر.
ومع أن غالبية سكان غزة البالغ عددهم مليوني نسمة يحتاجون إلى مساعدات إنسانية، قال ماهر حميدة (57 عاما) الذي يسكن في مدينة الشيخ زايد إن تقديم المساعدات للفلسطينيين لا يمنح الإمارات الحق في التصالح مع إسرائيل التي وصفها بأنها “عدوه”.
وساد هذا الغضب المنتشر بين سكان المدينة في أنحاء أخرى من القطاع الذي تديره حركة حماس وفي الضفة الغربية، إذ يخشى الفلسطينيون أن تضعف الخطوة الإماراتية مطلبا عربيا طويل الأمد بانسحاب إسرائيلي من الأراضي المحتلة وقبول قيام دولة فلسطينية في مقابل علاقات طبيعية مع الدول العربية.
وقال عبد الرحمن التلولي (68 عاما)، الذي شُردت عائلته لعام كامل قبل تسكينها في شقة بمدينة الشيخ زايد بشمال غزة، “كيف ابنه يعمل العملة هاي؟ لازم يطلع زي أبوه، مش خِلف (عكس) أبوه”.
وأضاف “مش عاجبني ولا عاجب حدا، عمري 70 سنة وطول عمرنا بنحارب مشان القدس وييجي هو بثواني يضيعها”.
وتابع التلولي قائلا إن رؤية العلمين الإسرائيلي والإماراتي يرفرفان معا “أحرقت قلبي”، مستعيدا ذكرى هدم إسرائيل لمنزله في مخيم جباليا خلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية التي بدأت في عام 2000 وانتهت بعد خمس سنوات تقريبا.
ويخضع قطاع غزة، الذي تبلغ مساحته 360 كيلومترا مربعا فقط، منذ سنوات لحصار من إسرائيل ومصر، التي تشير إلى مخاوف أمنية تتعلق بحماس التي تحكمه.
لكن رغم المتاعب السياسية والاقتصادية التي يواجهها الفلسطينيون في الشريط الساحلي الضيق، قال التلولي إنه لا يريد الآن أي شيء آخر من الإمارات، التي من المقرر أن توقع على اتفاق التطبيع مع إسرائيل في البيت الأبيض يوم الثلاثاء.
وأضاف “راح تكون زي اللي بيطعميك عشان يذبحك”.