مخاوف وشكوك حول الانتخابات الداخلية لحركة حماس”
يارا المصري
أفادت مصادر في حماس في غزة أن بواعث قلق كبيرة تنتشر في قطاع غزة من حدوث مخالفات في الانتخابات الداخلية للحركة.
وتصف هذه المصادر تدخلاً فاضحًا من قبل كبار مسؤولي الجناح العسكري في الانتخابات في محاولة للترويج لمرشحيهم ، وخاصة ضمان إعادة انتخاب يحيى السنوار ، زعيم حماس الحالي في غزة.
يخشى مسؤولون رفيعو المستوى من حماس في قطر ، وهم شركاء لخالد مشعل، الرئيس السابق للمكتب السياسي ، من تعطل نتائج الانتخابات.
وبرزت في الآونة الأخيرة أصوات قيادية من داخل حماس، تطالب بتغيير النمط التقليدي للانتخابات، لمواكبة التطورات ومواجهة التحديات الداخلية والخارجية، والكف عن انتخاب الأعضاء ذاتهم في نفس المناصب.
أحد هؤلاء هو وكيل وزارة التنمية الاجتماعية في غزة غازي حمد الذي كتب مقالًا مطولًا بعنوان “انتخابات حماس بين النمطية التقليدية والتجديد المطلوب”، قال فيه إن الوقت حان لـ”كسر التقليد والذهاب باتجاه التغيير والصراحة والجرأة والعمل النوعي”.
وأضاف أن من الخطأ حصر انتخابات حركة كبيرة ذات تاريخ وحضور شعبي ووطني في جدر حزبية محضة أو لمجرد تمرير قيادات تقليدية، أو أن يكون الهم الأكبر أن تنهي حماس انتخاباتها بسلام.
وتابع، قاعدة حماس، وبعد 33 عاما من العمل التنظيمي والسياسي والاجتماعي، لم يتبلور لديها فكر أو رأي في توسيع أفقها الانتخابي، من حيث فتح باب التنافس الإبداعي بين الأعضاء، في طرح الرؤى والأفكار، والمزاحمة في إصلاح الوضع الحركي، أو المدافعة في اجتراح معالجات وطنية ذات جدوى.
وقال حمد إن البعض يريد بقاء الانتخابات نمطية تقليدية، “تميل إلى السرية المغلقة التي تحجب عن الأعضاء القدرة على التواصل والانفتاح وتنقيح القيادات والمواقف، وتحصر الاختيار في مناطق جغرافية محدودة جدا”.
من جهته، قال عضو المكتب السياسي لحماس في غزة سهيل الهندي إن “حماس حركة شورية ديمقراطية، تؤمن بالتجديد، وضخ دماء جديدة، ومنح فرصة القيادة لكل الأجيال”.
وهذا ما يثبته حرص حماس على دورية إجراء انتخاباتها في مواعيدها المحددة، حتى في السنوات الماضية التي واجهت أثناءها الحركة ضغوطًا داخلية وخارجية، حسب الهندي.
وأكد الهندي أن حماس تعقد حاليًا مشاورات داخلية بهدوء بعيدًا عن الصخب لإنجاز انتخابات اعتادت أن تكون خالية من المنافسة القائمة على الابتزاز أو تقديم المصالح الذاتية على المصلحة العامة.
فيما لم يتطرق العضو للأخبار المتداولة حول تأثير كبار الشخصيات على مسار نتائج الانتخابات الداخلية للحركة، خاصة الذين ينتمون إلى الجناح العسكري. الأمر الذي زاد من نسبة الشكوك حول هذه الانتخابات.