غير مصنف

محمود السعيد يكتب عن مفهوم صلة الرحم في الإسلام

محمود السعيد يكتب عن مفهوم صلة الرحم في الإسلام

صلة الرحم

أمر الإسلام بمكارم الأخلاق والإحسان إلى الناس والابتعاد عن أذيتهم، وخصّ الله عز وجل الأرحام ومنحهم منزلةً كبيرة؛ حيث أمر عزّ وجل بصلتهم والإحسان إليهم؛ وذلك لتوثيق العلاقات بين المسلمين وبالتالي بقاء الأمة قويةً ومنيعةً على الأعداء. ذَكر القرآن الكريم أنَّ من يصل رحمه يأخذ الأجر والثواب والنتائج الحسنة في الدنيا والآخرة جزاءً على عمله، وجعل صلة الرّحم من مكارم الأخلاق التي يتصف بها صاحب الخلق الرفيع.

تعريف صلة الرحم

الصلة لغةً من الوصل وهي عكس القطع والقطيعة، وتكونُ الصّلة بين الناس من خِلال المُعاملة الجيّدة مثل إفشاء السلام، والضحك في وجه الناس، والسؤال عن الحال، والرّحم هم جميع الأقارب، ولكن اتّجه بعض العلماء إلى تخصيص هؤلاء الأقارب، فقال البعض إنّهم المحارم فقط، وقال البعض الآخر إنّهم من يرثون، وقد تمّ ربط الرحم برحم المرأة، والمقصود بصلة الرحم هي التعامل مع الأقارب بِشكلٍ حسنٍ وجيدٍ والسؤال عن الحال والأحوال والمساعدة قدر الاستطاعة.

أمر الله تعالى بصلة نوعين من الرحم:

جميع المسلمين، ويُطلق عليهم رحم الدين؛ لأنّ الله تعالى رَبَط بين المسلمين جميعاً برباط الأخوة، كما قال في كتابه الكريم: (إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم) [الحجرات:10].
الأقارب البعيدين والقريبين من جهة الأب والأم.

حكم صلة الرحم

عدّ الإسلام صلة الرحم بالواجبة وحرّم القطيعة وجعلها من الكبائر التي تُدخل صاحبها النار، بل وصل الأمر إلى أنَّ من وصل رحمه وصله الله ومن قطع رحمه قطعه الله، ويكون الوصل بالسلام وتقديم الهدايا والمساعدة والسؤال ولو باستخدام الهاتف إذا كانت الزيارة صعبةً، فلا يُكلّف الله نفساً إلّا وسعها ولا يحملها ما لا طاقة لها به، لا يجوز أن يقطع الشخص رحمه لأنهم قطعوه بل الأجر الأعظم عند صلة من يقطع.

فضل صلة الرحم

تحقيق الصلة مع الله تعالى في الدنيا والآخرة؛ فالرّحم معلّقة بالعرش، عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله خلق الخلق، حتى إذا فَرَغ من خلقه قالت الرحم: هذا مقام العائذ بك من القطيعة؛ قال: نعم، أما ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك؟ قالت: بلى يا رب؛ قال: فهو لك؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اقرأوا إن شئتم: “فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم) [صحيح البخاري].
دخول الجنة مع أول الداخلين.
بسط في الرزق وزيادة البركة في العمر وتعمير البيت.
إكرام الفرد بالميتة الحسنة وإبعاد الميتة السيّئة عنه.
تحقيق محبة الله تعالى ومحبة الناس.
عقوبة قطع الرحم
عدم قبول الله تعالى عمل الفرد؛ حيث إنّ الله تعالى لا يرفع له عمله.
عدم نزول الرحمة على قومٍ فيهم قاطعٌ للرحم.
إغلاق أبواب السماء أمام قاطع الرحم.
تعجيل العقوبة لقاطع الرحم في الدّنيا قبل الآخرة.
إغلاق أبواب الجنّة أمامه وعدم دخوله إيّاها.
وصية الرسول صلى الله عليه وسلم بصلة الرحم
رَوَى ابنُ حِبَّانَ في صَحِيحِهِ عَنْ أبي ذَرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: “أَوْصَاني خَلِيلِي بِخِصَالٍ مِنَ الخَيْرِ، أَوْصَاني أنْ أَنْظُرَ إلى مَنْ هُوَ دُوني ولا أَنْظُرَ إلى مَنْ هُوَ فَوْقِي وَأَوْصَانِي بِحُبّ المَسَاكينِ والدُّنُوّ مِنْهُمْ وَأَوْصَانِي أَنْ أَقُولَ الحَقَّ وإِنْ كَانَ مُرّاً وَأَوْصَانِي أَنْ أَصِلَ رَحِمِي وَإِنْ أَدْبَرَتْ (قطعت) وَأَوْصَانِي بِأَنْ أُكْثِرَ مِنْ قَوْلِ لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ الاّ باللهِ فإنها كنز من كنوز الجنة” . 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى