مجتمع بلا ثقافة إنسان بلا تاريخ
كتبت هبة الخولي – القاهرة
تعد الثّقافة، نتاج لفعل معرفي، تبادلي جدلي بين ذات تعرف، وموضوع يُفكر
فيه. وفي العلوم الاجتماعيّة، هناك حقيقة أساسيّة، وهي أنّ المجتمع
البشري، ممكن الوجود فقط، بفضل الثّقافة، فالسّلوك الاجتماعي بجوهره
منمط ثقافياً. والثّقافة مرهونة بوجود إنسان اجتماعي، وإذا كان لا إنسان بلا
تاريخ، فإنّه أيضاً لا ثقافة بلا إنسان. إذ أن الانطواء على الذات هو بمنزلة مشكلة
، وليس سياقاً اجتماعياً، والأفراد ليسوا كيانات نفسية منعزلة، لكنّهم كائنات
اجتماعية، وسواء كان ذلك حسناً أم سيئاً، فالجميع مندمجون في العنصر
البشري، وذلك الاندماج الاجتماعي، هو الّذي يمكن العلم الاجتماعي من الاعتبار بالأذواق وتقوم العلوم الاجتماعية على دراسة الإنسان ككائن
اجتماعي يتصل بسلوكه الإنساني الذي يصدر بأشكال وأنماط منتظمة ,
ولهذا عني الباحثون بالتعرض لكلا المفهومين وهما الثقافة والمجتمع ,
وايضاح العلاقة بينهما فالثقافة لا توجد إلا بوجود المجتمع والمجتمع لا يقوم
ولا يبقى إلا بوجود الثقافة , فهي الطريق المميز لدراسة حياة الجماعة
ونمط متكامل لحياة أفرادها , وتعتبر الثقافة على نحو ما , متفقه ومختلفة بين
المجتمعات , ولهذا حظيت باهتمام علماء الأنثروبولوجيا في الماضي , من هنا
كان المدخل الذي تناولت من خلاله دكتورة هبه مغيب أستاذ بمعهد التخطيط
القومي تطور مفهوم الثقافة وانعكاساتها على البحوث الاجتماعية عارضة
للإشكاليات والنقد الموجه لها وموضحة للمصطلحات والتظريات التي تناولتها
وذلك ضمن فعاليات الورشة التدريبية ” قياس الراي الثقافي للعاملين بإقليم
شرق الدلتا وجنوب الصعيد الثقافي والذي تنفذه الإدارة المركزية للتدريب
وإعداد القادة الثقافيين بمصر الجديدة والمستمر حتى الواحد والثلاثين من
الشهر الجاري .
زر الذهاب إلى الأعلى