متى يكون صومك مردودا عليك غير مقبول؟
كتب: المستشار/ هشام فاروق
عضو شرف نقابة القراء
ورئيس محكمة استئناف الإسكندرية.
إذا صُمْت عن الحلال (الأكل والشُرب) وأفطرت على الحرام كالسجائر
والشيشة أو غشيان أماكن اللهو والاختلاط والفِسق أو مُواعدة ومُرافقة
الفتيات أو أمضيت نهار رمضان خائضا في سِيَر الناس والغيبة والنميمة
وارتكاب المُحَرَّمات والتكاسل عن الصلوات أو غاشا في الامتحانات أو
نائما مُتكاسِلا عن الأعمال أو مُضيِّعا للأوقات في اللعب وفيما لا يُفيد
وأمضيت ليله في مُشاهدة المُسَلسَلات القبيحة والبرامج التافهة أو
ظننت أن عبادة ربك الأعلى تنتهي مع أذان آخر يوم مِن رمضان ، فتُوَدِّع
العبادة والصلاة والنوافِل والصيام وقيام الليل وتلاوة القرآن والصدقة
والأعمال الصالحة إلى رمضان مِن العام القابل أو عُدْت بعد نهاية الشهر
الكريم إلى سيرتك الأولى قبله ، فاعلم أن صيامك غير مقبول ومَرْدود
عليك! وليس لله تعالى حاجة في أن تَدَع طعامك وشرابك!
لماذا هو مَرْدود؟! الإجابة في قول الله تعالى:”إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ
الْمُتَّقِينَ”(المائدة-27) حَصَر الله تعالى القبول على المُتقين فقط! فالله
مع المُتقين ؛ ويُحِبّ المُتقين ؛ ووليّ المُتقين ؛ ويتقبَّل مِن المُتقين ؛
والآخرة عند ربك للمُتقين! ليس لأحد غيرهم مِن القبول نصيب! فلقد
كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى رَجُلٍ:أُوصِيكَ بِتَقْوَى اللَّهِ الَّذِي لا يَقْبَلُ غَيْرَهَا
، وَلا يَرْحَمُ إِلا أَهْلَهَا ، وَلا يُثِيبُ إِلا عَلَيْهَا ، فَإِنَّ الْوَاعِظِينَ بِهَا كَثِيرٌ
وَالْعَامِلِينَ بِهَا قَلِيلٌ!(حلية الأولياء لأبي نعيم وتاريخ دمشق لابن عساكر
وسيرة عمر بن عبد العزيز لابن الجوزي) إذن فغاية الصيام – وكل
العبادات – هي تحصيل التقوى ، وهي أيضا مَناط قبوله! ولا تُتَقبَّل أي
عبادة لم تُحَقِق غايتها! فمَن لم يُحَقِق غاية الصيام ، ومَن صام عن
الحلال وأفطر على الحرام ، ومَن لم تنهه عبادته عن المُنْكر والباطِل ،
ومَن يعبد ربه وسيده وخالقه الأعلى شهرا واحدا في السنة ليس مِن
المُتقين حتما!