بقلم / سارة جمال
الحياة مليئة بقصص الحب الخالدة لقياصرة وملوك ألقوا عروشهم، وتنازلوا عن حقوقهم، ورموا بكل ما لديهم من غال ونفيس خلفهم، ليهرعوا نحو من شغفت أفئدتهم بهن· وهناك حكايات عديدة لأبطال غيروا تاريخ بلادهم، وقلبوا صفحات مجتمعاتهم، لكنهم وقفوا عاجزين أمام نبضات قلوبهم تجاه من أحبوا· وقد نتساءل بحيرة·· ما هذا النداء السحري الذي يدفع المرء مهما كانت مكانته إلى الانسياق خلف من هوى دون تفكير في العواقب.
كثيرا ما تجد دائما صوت داخلي يحدثك بعكس ما تفكر فيه، ولا أعمم ما أقول على الجميع، ولكنهم فئة يشعرون بهذا الصراع وهذا هو الأغلب فينا، ونظل في حيرة من الأمر، وتجهد أنفسنا من عناء تفكيرنا وحيرتنا، فنأخذ القرار ويكون أحيانا صائبا، وأحيانا نندم على اتخاذه ونظل في حيرة ونسأل أنفسنا .. مالذي يدفعنا إلى اتخاذ القرار؟ ومن المتحكم في اتخاذه؟
قال أجدادنا قديما في أمثالهم الشعبية ”القلب وما يريد”، قبل أن يُطلق العلماء نتائج بحوثهم· لكن إذا كان القلب هو الذي يُحدد شريك العمر، من خلال الإشارات التي ترسلها القلوب للعقول، ألا يعني هذا الأمر أن الإنسان كذلك لا يمكن أن يستغني عن عقله حين يُحدد مواقفه في الحياة، وفي نفس الوقت لا يستطيع أن يصم أذنيه عن نبضات قلبه!.
هل قراراتنا في الحياة تنبعث من القلب أم من العقل أولا، أم أنها علاقة متشابكة؟! من الذي يُؤثر على مساراتنا في الحياة، القلب أم العقل؟! لماذا سُمي الإنسان إنسانا لو أخضعنا كل مواقفنا في الحياة لمنطق العقل والأعراف الاجتماعية؟! أليس في تلجيم عواطفنا، تجنٍّ على آدميتنا، وتعدٍ على مشاعرنا الفطرية؟! وإذا أقصينا العقل من محور تفكيرنا، ألا يُعتبر هذا انتقاصا لإنسانيتنا التي تميزنا عن سائر كائنات الأرض؟!
الإجابة على كل هذه التساؤلات يكمن في اعتقادي في التوازن بين قلوبنا وعقولنا، وأن نجعلهما سويا البوصلة التي توجهنا حين نقف أمام اختياراتنا في الحياة، وألا نسعى لرمي آدميتنا من علو شاهق دون رحمة، أو نكون مثل تماثيل الشمع المعروضة التي لا روح فيها، فجميل أحيانا أن نتعامل بفطريتنا دون أن نوصل شراييننا بأجهزة الريموت كونترول التي اجتاحت دروبنا.
زر الذهاب إلى الأعلى