بقلم / السيد سليم
فبرغم ماقدمه إبراهيم من حسن المعاملة في الطلب والرفق بولده ونصحه بالمعروف ومحاولات إنقاذ أبيه من عبادة الأصنام. لكن مازال الأب مصرا بعناد متوعد ابراهيم بالهلاك
وهنا نتوقف…
إبراهيم يدافع عن قناعة بدين وطاعة لله… ابيه يدافع ليس عن معتقد ولكن عن كسب دنيوي فهو الذي يصنع الأصنام ويقوم ببيعها فإذا انحاز واطاع ابراهيم ضاعت عليه تجارته…فرق كبير بين مدافع عن معتقد ودين وبين مدافع عن أهواء ومكاسب دنيوية ويدور الحوار ويتوعد أزر إبراهيم عليه السلام
﴿قال أراغب أنت عن آلهتي يا إبراهيم لئن لم تنته لأرجمنك واهجرني مليا﴾
الرغبة عن الشيء نقيض الرغبة فيه ، والانتهاء: الكف عن الفعل بعد النهي، والرجم: الرمي بالحجارة، والمعروف من معناه القتل برمي الحجارة، والهجر هو الترك والمفارقة، والملي: الدهر الطويل.
وفي الآية تهديد لإبراهيم بأخزى القتل وأذله وهو الرجم الذي يقتل به المطرودون، وفيها طرد آزر لإبراهيم عن نفسه.
ولكن مازال نبي الله ابراهيم يتعامل مع أبيه باللين والرفق
﴿قال سلام عليك سأستغفر لك ربي إنه كان بي حفيا﴾
الحفي : البر اللطيف
قابل إبراهيم عليه السلام أباه فيما أساء إليه وهدده وفيه سلب الأمن عنه من قبله بالسلام الذي فيه إحسان وإعطاء أمن، ووعده أن يستغفر له ربه وأن يعتزلهم وما يدعون من دون الله كما أمره أن يهجره مليا.
أما السلام فهو من دأب الكرام قابل به جهالة أبيه إذ هدده بالرجم وطرده لكلمة حق قالها، قال تعالى: ﴿وإذا مروا باللغو مروا كراما﴾
ا﴿وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما﴾
وأما ما قيل: إنه كان سلام توديع وتحية مفارقة وهجرة امتثالا لقوله: ﴿واهجرني مليا﴾ ففيه أنه اعتزله وقومه بعد مدة غير قصيرة.ونتوقف عند هذا الحد لنشاهد كيف كان استغفار إبراهيم للابية والي لقاء آخر أن شاء الله