غير مصنف

ماذا أعد الله لمَن يضيع الصلوات أو يجمعها بغير عذر شرعي؟

ماذا أعد الله لمَن يضيع الصلوات أو يجمعها بغير عذر شرعي؟

كتب: المستشار/ هشام فاروق

رئيس محكمة استئناف الإسكندرية

وعضو شرف نقابة القراء.

تَوَعَّدَ الله تعالى أشدَّ الوعيد وشدَّدَ

النكير على مَن ضيع الصلوات أو

جمعها دون عذر شرعي ، فقال جلَّ

وعلا:”فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ

أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ

فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا”(مريم-59)

قال القرطبي في تفسيره:قوله

تعالى:”فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ” أي

أولاد سوء. “أَضَاعُوا الصَّلَاةَ” هو ذمٌّ

ونَصٌّ في أن إضاعة الصلاة مِن

الكبائر التي يُوبَق بها صاحبها ، ولا

خلاف في ذلك ؛ وقد قال عمر:ومَن

ضَيَّعها فهو لما سواها أضيع! وقال

محمد بن كعب القرظي ومجاهد

وعطاء:هم قومٌ مِن أمة محمد صلى

الله عليه وسلم في آخر الزمان.

وقال القاسم بن مخيمرة وعبد الله

بن مسعود:هي إضاعة أوقاتها وعدم

القيام بحقوقها. وهو الصحيح ،

وأنها إذا صُلِيَت مُخَلًّى بها لا تَصِح

ولا تُجْزِئ…وجُملة القول في هذا

الباب أن مَن لم يُحافِظ على كمال

وضوئها وركوعها وسجودها فليس

بمُحافِظ عليها ، ومَن لم يُحافِظ

عليها فقد ضَيَّعها ، ومَن ضَيَّعها فهو

لما سواها أضْيَع ، كما أن مَن حافظ

عليها حفظ الله عليه دينه ، ولا دين

لِمَن لا صلاة له. وقال الحسن:عطلوا

المساجد ، واشتغلوا بالصنائع

والأسباب. “وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ” أي

اللذات والمعاصي. “فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ

غَيًّا” قال عبد الله بن مسعود وابن

عباس وكعب:هو واد في جهنم

أبعدها قعرا ، وأشدها حَرًّا ؛ وإن

أودية جهنم لتستعيذ مِن حَرِّه.

وقال ابن كثير في تفسيره:عن

إبراهيم بن يزيد أن عمر بن عبد

العزيز قرأ:”فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ

أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ

فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا” ثم قال:لم تكن

إضاعتهم تركها ، ولكن أضاعوا

الوقت. وقال مسروق:لا يُحافِظ

أحد على الصلوات الخمس فيُكْتَب

مِن الغافلين ؛ وفي إفراطِهن الهَلَكَة.

وإفراطهن:إضاعتهن عن وقتهن.

وعن أبي عياض في قوله:”فَسَوْفَ

يَلْقَوْنَ غَيًّا” قال:واد في جهنم مِن قيح ودم.

وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه

أنه سَمِعَ النبي صلى الله عليه وسلم

يقول:إِنَّ بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ الشِّرْكِ

وَالْكُفْرِ تَرْكَ الصَّلَاةِ. (صحيح ؛ رواه

مسلم وغيره) وعن بُرَيْدَة بن

الحصيب الأسلمي رضي الله عنه

قال:قال رسول الله صلى الله عليه

وسلم:الْعَهْدُ الَّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمُ

الصَّلَاةُ فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَرَ. (صحيح

على شرط مسلم ؛ رواه الترمذي

والنسائي وابن ماجة وأحمد وابن

حبان وغيرهم) وعن أبي هريرة

رضي الله عنه قال:سَمِعْتُ رَسُولَ

اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:إِنَّ

أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ يَوْمَ

الْقِيَامَةِ مِنْ عَمَلِهِ صَلَاتُهُ فَإِنْ صَلُحَتْ

فَقَدْ أَفْلَحَ وَأَنْجَحَ ، وَإِنْ فَسَدَتْ فَقَدْ

خَابَ وَخَسِرَ…(صحيح ؛ رواه

الترمذي والنسائي وغيرهما)

 

ماذا أعد الله لمَن يضيع الصلوات أو يجمعها بغير عذر شرعي؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى