مؤتمر الحج السنوى
مؤتمر الحج السنوى
بقلم / عمر أبو سيكا
لبيك اللهم لبيك لبيك لاشريك لك لبيك إن الحمد والنعمة والملك لك لاشريك لك ما أعظمه من هتاف تطرب له الآذان وتقشعر له الأبدان وتخشع له القلوب ، وما أعظمه من مشهد يأخذ بمجامع القلوب ، حيث يجتمع المسلمون من شتى أنحاء الدنيا على صعيد واحد بزى واحد ويرددون هتاف واحد ويلبون رب واحد حباً فى ذاته و طمعاً فى رحمته وخشية من عذابه .
إن هذا المؤتمر السنوي الذى يجمع المسلمون من شتى بقاع الأرض لو تأملنا فيه واستخلصنا منه العظات والعبر لصلح حالنا وتوحدت أمتنا وتشتت شمل اعدائنا ، وقد كتب أحد المبشِّرين يقول: (سيظلُّ الإسلام صخرة عاتية تتحطَّم عليها كل محاولات التبشير ما دام للمسلمين هذه الدعائم الأربع: القرآن، والأزهر، واجتماع الجمعة الأسبوعي، ومؤتمر الحج السنوي )
فمؤتمر الحج يدعونا إلى الوحدة والبعد عن الفرقة والشتات الذى جعلنا غثاء كغثاء السيل ، مؤتمر الحج يدعونا إلى التواضع والبعد عن الكبر والغرور ، فشعيرة الحج تهذب النفوس وتسمو بالقلوب .
مؤتمر الحج هو بمثابة درس عظيم نتعلم منه أن الناس سواسية لا فرق بين غنى وفقير ولا ابيض واسود ولا حاكم ومحكوم الجميع حضروا بزى واحد امتثالاً لأوامر الله وأوامر رسوله الكريم .
وتلبية لنداء الله على لسان نبيه إبراهيم عليه السلام حيث أمره الله أن يؤذن فى الناس بالحج فقال : يا رب ، كيف أبلغ الناس وصوتي لا ينفذهم ، فقال : ناد وعلينا البلاغ ، فقام على مقامه . وقيل : على الحجر . وقيل : على الصفا . وقيل : على أبي قبيس ، وقال : يا أيها الناس ، إن ربكم قد اتخذ بيتا فحجوه ، فيقال : إن الجبال تواضعت ، حتى بلغ الصوت أرجاء الأرض وأسمع من في الأرحام والأصلاب ، وأجابه كل شيء سمعه من حجر ومدر وشجر ، ومن كتب الله له أنه يحج إلى يوم القيامة : لبيك اللهم لبيك .
فيجب علينا أن نأخذ الدروس والعبر من فريضة الحج وأن نلبى نداء الله فى كل مكان وفى كل زمان نأتمر بأوامره وننتهى عن نواهيه ونعظم شعائره ونلتزم حدوده ونخشاه فى السر والعلن .