لن تطفئ الشموع المعطرة
لن تطفئ الشموع المعطرة
بقلم مصطفى سبتة
النّهر مُشربٌ بحُمرة الغروب
تُحلّقُ على صفحاته غربان الخطوب
تَغتسِلُ فيه من آسنات الذنوب
ينفلتُ عاريّا من الأعماق
غائصةٌ قدماه في يمّ الأشواق
يلُفُّ جسده بتُراب الأرض
متمتما” داومتُ على أداء الفرض ”
داخلا في شرنقة من طين .
آملا لناره النزقة أن تستكين
ساهما مُحدّقا في شُعاع الشمس
محرّما على ذاته أبجديّة اللّمس
واقفا هو مكتوم الأنفاس
يقتُل العدم في لجّة الإحساس…
المسافة بعيدة والزّمن شحيح
تنفلتُ إمرأة تُعانق الرّيح
كساؤها شعور وعطرها نور
تتقافزُ ..تتعابثُ وداعةً
تلهجُ بِوقعها المُنغّم التسبيح
روحه المرتدة من بصره
يعتصرُ العمر من أجلها فحيحا
يتلوه فحيح تخطو بمَلكة الأنثى
على أرضه الرّخوة وقد أفنت
رائحة الذكورة فيه زبدا لبحرٍ
تعلوه رغوة الجحيم لا يطفئه حجاب
ولا عريّ ما ذنبها خلق بديع جاءت
إلى الدنياء سافرة دقّت جِيادُ العرب
حربا عليها عاصفة عاتيّة .بقيودهم
هي كافرة مُروّعة هي شاهقة النّفور
خَلقً مُنعتق من ثورة الشكّ تثور
لاسعة نظرتها كسيخ الحديد يُديم
البصر ثمّ يُشيح تتمرّغ عيونه على
صدرها النافر الجسوريتلمّظ عطشا إليها..
مُستعصيّة هي كسرّ دفين تتساند الرغبة
فيه براكين.. من جبل الجليد الكامن
فيه اللعين دككتِ حيطاني ذاتي
المتداعيّة “لا أحبّك..لا أحبّك يا إمرأة
فأنت ضلعي بل أشتهيك شهوة راغيّة”
لا تتعجّبي من طمعي الأزلي للنساء
أقوال السّلف تقوى والحوريات
هل كنّ استثناء تهادت إليه لحنا قدسيّا
ألجم عواء الريح القريب البعيد
سافرة نطقت الحرف تسابيح فباركها
ربّ القصيد حفنة من ماء من كفّها
عليه تنثر تنقلُ النّهر طقوسا إليه..