لمَ الأنثى بلا سببٍ تهانُ
لمَ الأنثى بلا سببٍ تهانُ
بقلم مصطفى سبتة
بصمت العقل تهان بلا غبار
واستمع الاقوال دائمة الحوار
فلا جدوا ولا كلام منها يسار
فترغب أن تكون حرة يوما
ولكن عقول البشر تاهت المسار
لم الأنثى يُقاومُــــــها الذّكورُ
ونحنُ على الرّحى دوماً ندورُ
أليستْ نصفنا جسداً وروحاً
لـــــماذا يستبدّ بنا الغرور
نعنّفها ونطــــمعُ في هواها
وسوءُ الفعل يعقـــبُهُ النّفورُ
فلا التّأنيثُ ضعفٌ في النّساء
ولا الذّكرانُ كلّهمُ الصّـــــــقورُ
فكنْ دوماً مع الأنثى لطيفاًفإنّ
اللّطــــــــــفَ يتبعُهُ السّــرورُ
نحبُّ البربريّةَ في الرّجال
ونفخرُ بالـتّعالي في الخصالِ
ونعتقدُ اعتقاداً ظلّ وهماًبأنّ
العنفَ مفــــــــــخرةُ الرجالِ
وهذا في الحقيقة سوءُ فهمٍ
ترسّخَ في العقــولِ لدى البغالِ
تأمّلْ حالنا سترى شــــعوباًمن
الغوغاءِ تعْبــــــــثُ بالخـلالِ
تربّتْ في بيوتِ الظّلم ليلاً على
قيمٍ حوتْ ســــــــوءَ الفـعالِ
لمَ الأنثى تهانُ بلا سببْ لماذا
يســــــــــتخفُّ بها العـــربْ
يسيئُ إلى كرامتها رجالٌ تربّوا
كالوحـــــوشِ على الغـضبْ
ويُحرمُها الأقارب حقّ إرثٍ
لأنّ الجهلَ كانَ هو السّــببْ
وتُمنعُ من تعلّمِها وتبْقى
أسـيرةَ بيتها ترْجو الهـربْ
وليستْ في الحقوقِ كما اللّواتي
بمُجتمع التّحـــــضّرِ والأدبْ
أرى الأنثى بلا سبب تهانُ
ويؤذيها الــتّحرّشُ واللّسانُ
تعاملُ في البيوت بلا احترامٍ
كخادمةٍ يلاحقُـــــها الــهوانُ
وتُضرَبُ إن أبتْ أنْ تستجيبَ
وتتّهمُ انتقــــــــــاماً أو تهـانُ
وإن هرمتْ كأمٍّ أهْــــملوها
وشرّدها بقــسْوته الزّمــــانُ
وما الأنثى سوى أمٌّ وزوجٌ
وأختٌ في شريعتنا تـصانُ
أحبّ بـــــنيّتي حبّا جميلا
وأسعد حين تمنحني الجـميلا
أحسّ بأنّها سكنت فؤادي
بحبّ في القـلوب غدا جليلا
حياة بنيّتي أحيت حياتي
فكانت زهرة فاحت عـليلا
تزوّجت القرنفلة اختيارا
وكان زواجــها فعلا أصيلا
وشرّفت الأقارب والأهالي لأنّ
وفاءها ابتكر السّــــــــــــبيلا
سألت الله ربّ العالمــــينا
معاقبـة الرّجال الظّالمينـا
يسومون النّساء أذى وخسفا
وشرّ النّاس من أضحى لعينا
ألمّا تعلموا أنّا ابــــــــــتلينابداء
المـــــــــــشركين المارقـينا
فصــــــرنا أمّة من دون دين لأنّ
الدّين ينهى المســــــــلميـنا
ركبنا كلّ فعل مستــــــطير
وشيطننا التّـخلّف أجمعينا
دعوني أسأل العقلاء علماومن
حازوا الهدى وعيا وفهــمـــا
لماذا حول أنفســـــنا ندوروهل
هجر الهدى كيــــــفا وكمّا
أليس الفاسدون هم الذّكورولو
نطق الزّمان لـــصار حكمــا
نغالط في الحقائق دون فقه
وندلي بالذي قد ظلّ وهـما
ونتّهم الأنوثة بالتّـــــــدنّي
ونحن السّاقـطون هدى وعلما.