لماذا قاعدة محمد نجيب العسكرية في ذلك التوقيت؟
لماذا قاعدة محمد نجيب العسكرية في ذلك التوقيت؟
أشرف فوزي
تقرير: تفقد الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة، إجراءات تفتيش حرب ورفع الكفاءة القتالية بقاعدة محمد نجيب العسكرية بعد تطويرها، وذلك بحضور الفريق أول محمد زكي، القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، والفريق محمد فريد، رئيس أركان حرب القوات المسلحة، وقادة الأفرع الرئيسية بالقوات المسلحة وعدد من قادة القوات المسلحة.
وتدرك القوات المسلحة حجم التحديات والتهديدات المحيطة ليس فقط بالأمن القومي المصري، بل بوجود مصر وكيانها، تعرف أن أعداءها يتكالبون عليها من كل حدب وصوب، والهدف هو إسقاط هذا الكيان الهائل والكتلة البشرية الصلبة وإخضاعها لنظرية التفتيت والتقسيم التي تجتاح عالمنا العربي ومحوره الرئيسي وعموده الفقري هى مصر.
من هنا يأتي اهتمام القيادتين السياسية والعسكرية فى تلك المرحلة بتقوية وتدعيم القوات المسلحة في مختلف أفرعها الرئيسية وتشكيلاتها القتالية ووحداتها ومختلف منظومتها على مختلف المستويات بكل ما تحتاجه من قدرات قتالية ودعم إدارى وفنى ورعاية معيشية كى تكون قادرة فى كل وقت على مجابهة التحديات التى تتفجر حول مصر وعلى مختلف الاتجاهات الإستراتيجية.
وتواجه المنطقة تحديات لم تمُر بها من قبل، خاصة خلال الأعوام الثماني الأخيرة، وكان لزاما على الدولة المصرية بأن تتخذ العديد من الإجراءات سواء كانت سياسية أو أمنية أو عسكرية أو اقتصادية، من أجل الحفاظ على وحدة الأراضي المصرية وتماسك النسيج الوطني للشعب، لمواجهة تلك التحديات.
وترتكز القدرة العسكرية المصرية على أسس راسخة، في مقدمتها العقيدة العسكرية التي يؤمن بها كل فرد بالقوات المسلحة، “إما النصر أو الشهادة”، يأتي بعدها امتلاك منظومات تكنولوجية متقدمة في مجال التسليح والتدريب والتأمين الإداري والفني تجعلها تحتفظ بأرقى مستويات الجاهزية والاستعداد لتنفيذ لأي مهمة تكلف بها لحماية ركائز الأمن القومي المصري على جميع الاتجاهات الإستراتيجية.
يصاحبها امتلاك قاعدة صناعية وإنتاجية بالغة التطور تحقق الاكتفاء الذاتي للقوات المسلحة وتلبي جزءا من متطلبات السوق المحلية وتخفيف العبء عن كاهل المواطن المصري.
وتتبنى القيادة العامة للقوات المسلحة إستراتيجية دقيقة لبناء قوة عسكرية تحقق الردع والقدرة على الدفاع عن أمن مصر القومي، فضلا عن امتلاك المنظومات والخبرات الإنتاجية والإدارية والهندسية التي تمكنها من معاونة أجهزة الدولة في تنفيذ خطط وبرامج التنمية الشاملة في جميع ربوع مصر.
وتمضي القوات المسلحة بخطى متسارعة لإعادة بناء وتنظيم منظوماتها التسليحية وقدراتها القتالية على جميع المحاور الاستراتيجية بما يتسق مع: التطور التكنولوجي للقرن الواحد والعشرين بما يمكنها من مواجهة التحديات الإقليمية والمتغيرات الدولية وانعكاساتها على الأمن القومي المصري داخليا بما في ذلك تأمين الأهداف الحيوية والمشروعات التنموية العملاقة من التهديدات بصورها المختلفة من جانب، وحماية مصالحها الإستراتيجية وتحقيق الردع بمحيطها الإقليمي والدولي من جانب آخر.
فكان إدخال أحدث الفرقاطات ولنشات الصواريخ والغواصات وحاملات المروحيات الميسترال بما لها من خواص إستراتيجية وتكتيكية تعزز من القدرات الهجومية والدفاعية لقواتنا المسلحة، وكذلك إدخال أحدث أجيال المقاتلات متعددة المهام القادرة على الردع والوصول للأهداف المخططة لها علي مديات بعيدة وتحت مختلف الظروف.
كذلك أحدث منظومات الدفاع الجوي لحماية سماء مصر بالتزامن مع إعادة تسليح ورفع كفاءة التشكيلات التعبوية بجميع وحداتها والأسلحة المعاونة وعناصر الدعم وتطوير الوحدات الخاصة بما يتناسب مع تطور نظم وأساليب القتال الحديثة.
واشتمل التطوير على تنظيم تشكيلات جديدة داخل القوات المسلحة من بينها قوات التدخل السريع المحمولة جوا، وإنشاء الأسطول الجنوبي لتأمين مسرح العمليات البحري بنطاق البحر الأحمر، وإعادة تجميع بعض التمركزات العسكرية في شكل قواعد عسكرية متكاملة تتوافر فيها جميع الخدمات الإدارية والمعنوية للفرد المقاتل، تتحد فيها مقومات التدريب والاستعداد والقدرة القتالية طبقا لأسس ومبادئ ومكونات معركة الأسلحة المشتركة الحديثة.
وتعد قاعدة محمد نجيب العسكرية إنجازا جديدا يضاف إلى إنجازات القوات المسلحة كما ونوعا، والتي تم إنشاؤها في إطار استراتيجية التطوير والتحديث الشامل القوات المسلحة لتحل خلفا للمدينة العسكرية بمنطقة الحمام التي تم إنشاؤها عام 1993.
وقد تم دعم القاعدة بوحدات إدارية وفنية جديدة وإعادة تمركز عدد من الوحدات التابعة للمنطقة الشمالية العسكرية بداخلها بما يعزز قدرتها على تأمين المناطق الحيوية بنطاق مسئوليتها غرب مدينة الإسكندرية ومنطقة الساحل الشمالي والتي من بينها محطة الضبعة النووية وحقول البترول وميناء مرسي الحمراء ومدينة العلمين.