لماذا تماطل إثيوبيا في مفاوضات سد النهضة و تتمني بدفع مصر لضربها عسكريا
كتب :جمال وهب الله
بادئ ذي بدء تستغرب عزيزي المتلقي بانه كيف تتمني أثيوبيا بأن تدفع مصر لعمل عسكري لضرب سد النهضة حيث انه من الوهلة الأولي بأن الضربة العسكرية ليس في صالح هو لكنك عندما تمعن النظر وتدفق في المدلول تتضح لك الرؤي وتكتشف لك الحقائق بأن أثيوبيا هذا ما تتمناه بالفعل بعد أن وضح جليا من فشل مشروع السد بالنسبة أثيوبيا ولذا تريد أن تصدر للمواطن الأثيوبي والدول المعاونة لها لبناء السد تعالوا نقرأ ما بالتقارير والأبحاث حول ماهو جديد
أولا كانت فكرة بناء سد النهضة الأساسية إن يكون سدا صغيرا للحدود قبل 25 يناير 2011 لكن تم تحويله لسد ضخم من مبدأ استغلال الفرصة للأزمة إلي حصلت في مصر في ٢٥ يناير فأصبح بسعة تخزينية وارتفاع أضعاف المتفق عليهم من البداية، وتم هذا في غياب الدراسات الفنية للتربة ومنطقة الإنشاءات لموقع السد وهذه مخاطرة ومخاطر كبيره على مكونات السد وهذا ما اكدته لجان فنيه كتير من خبراء دوليون ومن بينها الجانب المصري من 2012 هنا استمر تعنت إثيوبيا وتم أسناد الأعمال الكبرى في إنشاء سد النهضة إلى شركة سالني كريستكفوري التي لها خبرة كبيرة في الأعمال الإنشائية الضخمة في افريقيا، وخبرتها اقتصرت على السدود الصغيرة بإثيوبيا مما أدي وجود مشكله في طوربينات السد وعدم قدرة المقاول الإيطالي على تركيبها والتي فشلت تجربتها في ألمانيا
وبعد معاينة اللجنة الدولية الأولى لمعاينة سد النهضة والمكونة من خبراء من ألمانيا وفرنسا وجنوب أفريقيا، قدمت تقريرًا لإثيوبيا تضمن الإشارة إلى أخطاء فادحة في بنائه“. وتقرير الخبراء الدوليين ذكر نصًا أنّ ”السد جرى إنشاؤه بلا دراسات وأن التصميمات الإنشائية المقدمة عن السد لا ترقى بصورة نهائية ولا تضمن بقاء السد
بعدها رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، اطلق تصريح نادر لم يحدث إلا مره وآحده أفاد فيه أن مشروع سد النهضة يواجه تحديات تهدد استكماله، وقال نصا: ”لقد سلمنا سدًا مائيًا معقدًا لشعب لم ير سدًا في حياته، وإذا سرنا على المنوال الحالي، قد لا يرى المشروع النور“.
بعد هذا التصريح قتل مدير مشروع سد النهضة الإثيوبي،وعُثر عليه ميتا برصاصة في رأسه في سيارته في أديس أبابا يوم 26 يوليو ٢٠١٨، والانباء تواردت بأنه انتحر نتيجة الأخطاء الجسيمة في بناء سد النهضة وهنا توقف المشروع لمدة سنتين
يذكر أن الوضع السياسي في إثيوبيا غير مستقر وهش وكل الأنظمة السياسية في إثيوبيا ضخمت مزايا سد النهضة التي تعود علي الشعب في حال تنفيذه مما دفع طموح الشعب الأثيوبي لحالة أمل كبيره للمستقبل بسبب الرخاء الذي سوف يعود عليهم بسبب مزياياه في الرخاء ونمو الاقتصاد
هنا استخدام السد كورقة سياسية في الداخل الاثيوبي.
تصور كل هذه النقاط التي اشرنا لها من قبل صحيحه فماذا يكون رد فعل الشعب الاثيوبي عندما تتم مصارحته بإن السد ممكن ان يقف تنفيذه لأي سبب من الأسباب هنا ينفجر رد المواطن في الداخل الاثيوبي،
وتحاشيا لهذا لابد من مخرج والمخرج الوحيد هنا هو استغلال السد سياسيا كأداة ضغط ومناوره سياسية وهذا ما لعبت عليه ساسة أثيوبيا
نري هنا بتحليل الخطاب الإعلامي الاثيوبي نري إنه اصبح يتكلم عن المزايا التي تعود علي الشعب بعد إنشاء سد النهضة لكنه أصبح يتكلم عن الحرب مع مصر وسعي مصر لتوقف مشروع السد او ضربه كما ادعوا وذلك لتعتيم الصورة علي المواطن الأثيوبي لافقاره والسيطرة على مقدراته.
فبالتالي لو تم توقف السد نتيجة ضربه عسكرية مصرية هنا يبقي المخرج باختصار.. (أهي جت منهم وشوف المصريين عملوا في بلدنا إيه ودمروا مستقبلنا إزاي )
وتلويح الجانب الاثيوبي بالحرب سياسيا واعلامينا رغم الفارق النوعي في الامكانيات واستخدام الرسائل الإعلامية الاستفزازيه للمصريين تؤكد تخبط الجانب الاثيوبي لانه باختصار مصر لم تتحدث عن الحرب أو حتى تشير أليها تلميحا أو تصريحا ودائما تتحدث عن الحلول السلمية والمفاوضات
بالتالي إثيوبيا تتمني ضرب مصر لسد النهضة لكن الدولة المصرية وقيادتها تعي جيدا ماذا تعمل ومتي وهذا ما جعلها تدير باحترافية أزمة الفوضي في مصر مع تدخل كل القوى المعادية لمصر في البلد وقتها وتعمل الانجازات وتقوي جيشها قادرة إنها تتعامل مع ملف سد النهضة
لانه ببساطه القيادة السياسية المصرية تدير الملف باحترافية وخبرات اذكي واقدر من تحليل المواطن المصري وانسياقه وراء الشائعات والتحليلات على شبكات التواصل الاجتماعي للترويج للحرب وشحن المواطنين وتشكيكهم في بلدهم والجميع يعرف جيدا من وراه والاجتماع الي تم بثه على الهواء مباشرة لبحث أزمة سد النهضة
وعلينا نعي جيدا بإن تكلفة الحرب لا يحمد عقباها وكل من يدعوا لها حاليا هم انفسهم آكتر ناس سوف ينتقدوها عندما تحدث نحن الآن نتطلع ببناء بلدنا للمستقبل ولا يعوقنا حرب وتعطل مسيرة التنمية نحو مستقبل مزدهر
وعليكم ان تفتكروا دائما إن المفاوض المصري وخبرائنا وساستا المصريين يعرفوا جيدا أدوات اللعبة ودائما اطمأن أيها المواطن المصري الحر الآبي ان ما تشاهده في مشهد المفاوضات ليس هو الهدف الأساسي في النهاية