“لماذا تغض الحركتين ناظريهما عن معالجة القضايا الأساسية
يارا المصري
وعلق عزام الأحمد ، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ، على التقدير بأن الاجتماع بين الفصائل المقرر عقده في 21 آذار 2021 سيؤدي إلى فشل المفاوضات التي تركز على الانتخابات.
وبحسب هذا التقييم ، سيتعين على الجانبين معالجة القضايا الأساسية التي أدت إلى الانقسام بينهما ، وخاصة تأمين العملية الانتخابية وتعيين قضاة من كلا الحركتين. يعتقد الأحمد وغيره من كبار المسؤولين أن المشاركين في جولة المحادثات في القاهرة يحاولون إظهار النجاح ، لكنهم في الواقع يخفون عدم الثقة العميق والخلافات الخطيرة بين الطرفين.
إنّ أجواء التعاون والحميمية والتفاهمات المسبقة، وحتى الاتفاقات الثنائية، أفضل من الخصومة والإقصاء والتخوين والتكفير والمغالبة، وإن إنهاء الانقسام المستمر منذ أكثر من 13 عامًا والممتدة جذوره عميقًا في الأرض الفلسطينية أمر صعب بسرعة وضربة واحدة، فهو يستمد عناصر استمراره من البنية السياسية والأمنية والاقتصادية والثقافية التي نمت على جنباتها جماعات مصالح الانقسام، التي همها إدامة الانقسام كونه يحقق لها نفوذًا وثروة ومكاسب ومناصب لا يمكن تحقيقها ولا المحافظة عليها في ظل الوحدة. وندرك أن إدارة الانقسام أقل سوءًا من تعميقه، وأن الاتفاق على الانتخابات أولًا أفضل من لا شيء، ذلك إن تمت الاجراءات.
من المهم ما تم الاتفاق عليه في حوار القاهرة من الاتفاق على حرية الانتخابات ونزاهتها واحترام نتائجها، والالتزام بالجدول الزمني الذي حدده مرسوم الانتخابات، والتأكيد على إجرائها بالقدس تصويتًا وترشيحًا، وعلى تولي الشرطة في الضفة والقطاع مسؤولية أمن مقرات الانتخابات، إضافة إلى الاتفاق على إطلاق الحريات العامة، والإفراج الفوري عن المعتقلين على خلفية سياسية، وتوفير الحرية الكاملة للدعاية الانتخابية، وضمان حيادية الأجهزة الأمنية، وتوفير فرص متكافئة في أجهزة الإعلام الرسمية، والاتفاق على تعديلات على قانون الانتخابات، فيما يتعلق بخفض سن الترشح وتمثيل المرأة واستقالة الموظفين وغيرها، وعلى عقد اجتماع آخر في شهر آذار القادم لبحث المنظمة واستكمال تشكيل المجلس الوطني، وعلى تطبيق المسارات الثلاثة.
يقتضي ما سبق، وما رافقه من متغيّرات فلسطينية وإسرائيلية وإقليمية ودولية، وخصوصًا أميركية، الاستعداد للتفاعل معها لتقليل مخاطرها، وزيادة مكاسبها، وتوظيف الفرص المتولدة عنها، مع الإدراك أن ما يحدث ليس نتيجة ضغط خارجي ولا مؤامرة ولا طبخة فقط، وإنما مسارعة الفلسطينيين إلى تأهيل أنفسهم في ظل توفّر نقطة التقاء بين الإرادة الفلسطينية مع الإرادات العربية والإقليمية والدولية.
ما سبق مهم، ولكن الأهم هو: هل وكيف سيتم الالتزام بتطبيق كل ما سبق، والاتفاق على ما لم يتم الاتفاق عليه، بما يضمن أن تكون الانتخابات خطوة إلى الأمام، وبداية تغيير شامل، وليست إعادة إنتاج للوضع القائم وللسياسات السابقة التي أوصلتنا إلى ما نحن فيه..؟